أذكر منذ أيام الطفولة قصة حقيقية معروفة في كل مكان ، لرجل فقير وضعيف ضربه الأقوياء على صدره ، فصاح آه ظهري ، آه ظهري . فسألوه أنت غريب الأطوار ، نضربك على صدرك وأنت تقول آه ظهري ، فقال لهم : لو كان لي ظهر قوي يسندني كنتم تحسبوا ألف حساب قبل ضربي على صدري .
وربّاط المثل ينطبق على السيد مقتدى الصدر ، فقد أحبته الجماهير لا لكونه فطحل زمانه في السياسة ، ولكن على سمعة والده وعائلته ، وولائه للعراق والعراقيين ، فمن يحمي ظهر الصدر غير الشعب العراقي الأصيل الوطني ، ومن يكون ولائه للأجنبي يكون من الخاسرين كما يخبرنا بذلك التاريخ القديم والحديث ، ولهذا خسر أكثر الخونة مقاعدهم في الآونة الأخيرة .
ما نسمع به اليوم عن تحالف سائرون مع هادي العامري تارة ، أو مع دولة القانون ، و النصر للسيد حيدر العبادي ، والحكيم وغيرهم ، نقول : إتفق من من يخدم العراق فقط ، ويؤخذ عليه عدم إستشارة الحزب الشيوعي الذي تحالف معه في الإنتخابات الأخيرة ، يحزننا ويضع أكثر من علامة إستفهام ، فإلى أين يسير السيد مقتدى الصدر بالجماهير التي أنتخبت تياره وفاز بأكثر المقاعد ؟
ونحن نقول للسيد : لا تنسى ظهرك وهي الجماهير التي دعمتك ، ولا تساوم مع الخونة وسرّاق المال العام ومن والاهم من الأجانب من أتراك أو أعاجم وغيرهم ، لأن الأجنبي يبحث عن تحقيق مصالحه على حساب العراقيين ، ولا تنسى بأن العراق أصبح كالبقرة الحلوب والكل من خارج الحدود يريد حصته ، والسبب هو ضعف العراق ، بسبب التخندق الطائفي القومي الشوفيني المناطقي المذهبي الديني ، ( والمحاصصة المقيتة) للأسف الشديد .
خلاصة القول : لا تهاون أو تهادن مع الخونة أشباه الرجال ، ولا نسيان لمن ساندوك ومن حموا ظهرك يا سيد مقتدى ، وأن يكون شعارك : الدين لله و الوطن للجميع بغض النظر عن كل الإنتماءات . فمن إعتمد على الجماهير التي أحبته كمن بنى بيته على الصخر، ولا شيء غير ذلك يجدي .