بعد ان ظل اردوغان يتعامل مع الدواعش لسنوات وسمح لهم بعبور الحدود الى الداخل السوري ومن ثم العراق وقد سهل لهم الأمر وبالأدلة الواضحة حيث كانت المطارات التركية ممرا للأرهابيين القادمين من اوروبا ومن اسيا وغيرها بينما كان حفيد العثمانيين مرتاح وهو يتفرج على هذا الوضع ولم يحرك ساكنا خلال سنوات الحرب على الأرهاب بل كان يستمتع بما كان يدور قرب الحدود التركية فكانت عدسات المراسلين تنقل صور حية عن المعارك في كوباني والدبابات التركية على مقربة من المدينة على الحدود ولم تحرك ساكنا، بينما كان الهاربون من الحرب يتدافعون على الأسلاك الشائكة طالبين الدخول الى الداخل التركي، وهذا يعني ان اردوغان كان مساندا للأرهابيين لكي يستنزف سوريا والعراق وقد تعامل مع الدواعش وأشتري منهم النفط المسروق وباع لهم الأسلحة وفتح باب الهجرة بأتجاه اوروبا لكي يضرب عصفورين بحجر واحد.
فهو دفع بالمهاجرين بأتجاه اوروبا لكي يبتزها ويأخذ منها الأموال وقد راهن في حال وصول المهاجرين الى دول اوروبا على دورهم في ضرب الأستقرار في الدول الأوروبية لأنهم رفضوا انضمام تركيا الى الأتحاد الأوروبي والسبب الأخر هو رغبة اردوغان في نشر التطرف والتعصب الديني من خلال موجات المهاجرين وهذا المنهج يتناسب مع توجهات اردوغان وحزبه الأخواني وقبل اسابيع طردت النمسا 60 امام جامع وأغلقت عدد من المساجد التابعين لتركيا بسبب التحريض على الكراهية ونشر التطرف،وبعد ان فشلت هذه الخطة بعد ان ضرب تنظيم داعش بقوة وأنتهى عسكريا، راح اردوغان يدفع بجيشه الى الداخل السوري والعراقي بعد ان تسبب في اضعاف سوريا والعراق، وها هو يستعرض القوة من خلال تصريحاته النارية وتهديداته ودخول قواته الى عفرين ومنبج في سوريا وداخل العراق في جبال قنديل وسنجار بالأضافة الى قواته الموجودة في بعشيقة.
بالأضافة الى الوقوف مع قطر ضد دول الخليج من اجل ابتزازهم . كذلك يستخدم سلاح المياه ضد العراق مستغلا الوضع الصعب للحكومة العراقية في هذا الوقت. ان حفيد العثانيين لا زال يحلم بأمبراطورية عثمانية فهو يحاول القيام بدور الحاكم الشاطر واللعب على حبال التناقضات فهو من جهة يرتبط بحلف الناتو ومن ناحية ثانية يحاول التقرب من روسيا نكاية بأوروبا وبحلف الناتو، ولكن يبدو ان اردوغان يحلم اثناء النهار، فأن الغرب يرصد هذه التحركات الصبيانية فأوروبا لن تقبل بتركيا عضوة في الأتحاد الأوروبي الا اذا طبق جميع الشروط وهذا غير ممكن في ظل الفكر الأردوغاني المتطرف الذي يتبناه ، ولا حلف الناتو يسمح له اللعب بالنار، فالغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية تصبر على الصديق المتمرد وعندما ياتي الوقت المناسب تتخلص منه بطريقة لا يتصورها مثل ما تخلصت من شاه ايران وغيرهم من الحكام المتمردين،لذلك نقول ان محاولة اردوغان على اللعب في الوقت الضائع لن تنفعه بل بالعكس ينكشف امام الدول الأقليمية وامام العالم الغربي، ويجب ان يتذكراردوغان ان زمن العثمانيين قد ولى وأن القوى العظمى هي التي تتحكم بأوراق السلم والحرب في المنطقة والعالم . وأن عدم تحرك الدول العظمى ضد حكم اردوغان في هذا الوقت ربما لأن الوقت غير مناسب وأن خطط اروغان فاشلة وليست سوى احلام اليقظة.
وأن غدا لناضره لقريب