بولص ألآشوري
في كل عام من السادس عشر من شهر نيسان نستذكر القرار الانساني والثقافي واللغوي الذي اصدره مجلس قيادة الثورة بتاريخ/١٦/٤/١٩٧٢ الذي اشعل شمعته الاولى لكي ترى لغتنا الضوء الابيض من اجل احياء لغتنا وتراثنا من الانقراض ،والذي تمخض عن تأسيس أتحاد ألأدباء والكتاب والجمعية الثقافية وجمعية الفنانين والمجمع العلمي السرياني، وفتح اذاعة باللغة السريانية وتقديم برامجها الثقافية والاعلامية ،وفتح عشرات من الاندية الاجتماعية المتنوعة والعشائرية وقبله تم اجازة فتح النادي الثقافي الاثوري ونادي بابل الكلداني في عام ١٩٧١ التي ادت كل منها دورها في تنشيط الحركة الثقافية من حيث فتح دورات لتعليم اللغة، والقاء المحاضرات الثقافية العامة، واقامة المهرجانات الشعرية واقامة المعارض الفنية، وطبع كتب للمرحلة الدراسية الابتدائية من قبل وزارة التربية وتعميمها الى المدارس التي اكثريتها من الناطقين باللغة السريانية بالاضافة الى اقامة اول مهرجان تراثي تحت عنوان مهرجان افران وحنين برعاية وزارة الثقافة وحضور باحثين من دول العالم واصدار كتب تراثية متنوعة حول المهرجان، وكانت مجلة المجمع العلمي السرياني والمثقف الاثوري والصوت السرياني وبين النهرين تغطي هذا النشاط الكبير والعالمي، لاحياء تراثنا الذي طمرته الاعوام الماضية، وتم اصدارالعشرات من المؤلفات تبحث عن اللغة والتراث والشعر والقصة من قبل النادي الثقافي الاثوري، واتحاد الادباء والكتاب، والجمعية الثقافية، والمجمع العلمي، هذه الشموع الثقافية لم يرضِ بها البعض وحاولوا وضع العراقيل الى حين انطفائها بعد عام ١٩٨٠ وبدء الحروب العنترية، وتفرق الجميع وسافر البعض الى الخارج هاربا من الحروب الدموية بين العراق وايران.
هذه الذكريات الثقافية ما زالت تذكرنا بتلك التجمعات الثقافية واللغوية والقومية التي خدمت مسيرتنا في تطوير نشاطاتنا المستقبلية نحو الافضل.
ولا ننسى النشاطات الثقافية المتنوعة، التي كنا نقيمها على قاعة الجواهري في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين لمناسبة الحقوق الثقافية لشهر نيسان من كل عام واقامة معها معارض للمؤلفات القديمة والجديدة وكذلك اقامة امسية في ذكرى الصحافة الاشورية في الاول من شهر تشرين الثاني نستعرض فيها مسيرتنا الاعلامية ومشاركتنا في مهرجانات المرابد الشعرية العالمية بالقاء قصائدنا اولا باللغة الاشورية وثم العربية، ولا ننسى المهرجان الثقافي الذي كنا نعده في جمعية أشور بانيبال السنوي، كان نشاطنا مزدهرا بالرغم من العثرات التي كانت تقف ضدنا عندما كنا نجمع التبرعات لاصدار مجلتنا (ܣܦܪܐ ܐ̄ܣܪܬܝܝܐ) الكاتب السرياني، قبل غيرها من مجلات الاتحاد، واليوم تردنا الاخبار من بغداد بان النشاطات الثقافية لمكتبنا في الاتحاد العام لا اثر لها.
وبعد هذه السنوات التي مضت على هذه الذكرى الثقافية الخالدة بالرغم مما اصابها من الانتكاسات بسبب الحروب العنترية، ولكنها تركت وشمها في ذاكرتنا الثقافية التي كانت الشمعة الاولى لانارة الطريق أمام لغتنا الاشورية(السريانية).
تحية محبة لمثقفينا الاوائل الذين وشموا على جبين الثقافة خدماتهم الثقافية مثل رابي منصور روئيل ورابي هرمز شيشا كولا، والاستاذ بنيامين حداد، زيا نمرود كانون، يؤارش هيدو، أوراهم يلدا اوراهم، شموئيل دنخا، ويوسف نمرود كانون، ميخائيل ممو، شليمون بولص، عوديشو ملكو، شموئيل باكوس، كوركيس بنيامين اشيتا، ايشعيا اليشا، بشير متى الطوري، وعشرات غيرهم لم تسعفنا الذاكرة لذكراهم.
والآن نحن في كندا او أمريكا بصراحة لم نجد منظمة ثقافية وادبية لتجمعنا مثل شعبنا الذي تشرد كالقطيع بانتظار راعٍ حكيم يجمعهم، ولكن لنا ثقة باننا سوف نعمل بجد ونشاط من اجل جمعهم تحت منظمة اتحاد او رابطة للادباء لكي نمضي قدما لتقديم برامجنا وامسياتنا الثقافية ودعم الشباب الذين لهم مؤهلات ثقافية، واصدار صحيفة او مجلة لتحتضن الاقلام الثقافية والابداعية التي تخص لغتنا وتراثنا .
انها ذكريات تدق النواقيس فوق القلوب للنهوض مرة اخرى نحو المسيرة الثقافية التي لا بديل عنها لان الشعوب والامم تُذكر بتراثها الثقافي والعلمي والآثاري وليس بسياسييها؟
١٦/٤/٢٠١٨ تورونتو/ كندا