كثيرة هي السيناريوهات السياسية المعدة للشرق الاوسط , وكثيرة هي التغيرات التي حدثت وستحدث في المنطقة , واخرى كثيرة هي التحليلات والمقترحات والاراء حولها ....
التحالفات الاقليمية التي كانت سابقاً غير معلنة , اليوم أعلنت بكل وضوح وتبينت طروحاتها ومواقفها ومحاورها ... والتحالفات السياسية في وطننا العراق لازال البعض منها غير معلن , ولكن من خلال القراءات للساحة السياسية العراقية نستنتج بانها للأسف لن تتغير الى الاحسن فما زالت المحاصصة والطائفية هي المعايير الحقيقية ( بالنسبة للاحزاب والكتل الكبيرة ) لرسم الخارطة السياسية المستقبلية للسنوات الاربعة القادمة بعد اجراء الانتخابات ايار القادم ( ان حصلت ) ... للحفاظ على مصالحهم...
ومن اليوم الى يوم الانتخابات ( إن لم يحصل ضغط كبير على الكتل السياسية الكبيرة من قوى خارجية ) سنلاحظ الطروحات والمواقف المتشددة من الكل وتجاه الكل , الامر الذي سيؤدي الى تصدعات اخرى ( اضافة لما حصل ) في هيكلتها التنظيمية ان لم نقل انشقاقات حزبية او تكتلات سياسية ...
انتصارات القوات المسلحة العراقية وتحريرها للمحافظات العراقية التي كانت تحت سيطرة داعش الارهابي , وإعادة انتشارها في الاراضي المتنازع عليها , بالتأكيد سيكون لهذه الانتصارات تأثيرها القوي على مجريات الاحداث ليس الامنية فقط وانما يتعدى ذلك الى التأثير على الساحة السياسية , وخاصة مواقف البعض من فصائل الحشد الشعبي وتصريحاتها التي تثير العديد من التساؤلات ...
صحيح ان السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي كان صريحاً جداً فيما قال بان كل الكتل السياسية والاحزاب التي لها أذرع عسكرية لن تشارك في الانتخابات المقبلة حسب قانون الانتخابات الذي ستجرى الانتخابات وفقه او قانون هيئة الحشد الذي اقره مجلس النواب العراقي سابقاً ... ولكن أيمكن للسيد العبادي فرض ذلك عملياً ...
فالعديد من هذه الفصائل والاحزاب كان لها رأيا مخالفاً للعبادي والبعض منهم يصرحون بذلك علناً ...
في خضم كل مايجري عراقياً وأقليمياً ودولياً ... السؤال اين شعبنا وقواه السياسية منها ؟؟؟ أليس المطلوب على عجل ان يتدارسوا هذا الموضوع , وان يتبادلوا المواقف .
اذن , ما الحل ؟؟
لايستطيع اي حزب او تكتل منفرداً ان يجد الحلول الناجعة , وهذه الانفرادية التي جربناها كثيراً جلبت لنا الويلات وعلى كل المستويات السياسية والقانونية والدستورية والاجتماعية وغيرها ..
فالى متى ننتظر عمل الاخرين وبالتالي سيكون عملنا ردود فعل لهم ...
لماذا لاتكون فعلاً وليس ردة فعل ...
المصلحة القومية اليوم احوج من اي وقت مضى الى الحوارات الصريحة والجادة والعودة الى الايمان بان وحدة الموقف لابديل له ... التباين السياسي واسلوب العمل بين احزابنا ومنظماتنا ,قطعاً هو موجود ولكن ليس بالحدة التي تؤدي الى القطيعة التامة ... واقترح متواضعاً بان يكف مناضلي الفيس بوك عن تأجيج الوضع والكف عن اطلاق الاتهامات الجاهزة كالتخوين والعمالة و . و . و , اعتقد بان مثل هذا الاقتراح سيؤسس لفترة راحة المقاتلين ( ان صح التعبير ) امام شعبنا الكثير ليحقق ذاته القومية قانونياً من خلال الدساتير , وامامه تحديات كيرة لتحقيق تواجده القومي على الارض وخاصة افه الهجرة تنخر به ومحاولات البعض لتحقيق انشقاقات مذهبية مقيتة .
اذن فلابد من تقارب وتفاهم احزابنا على الخطوات المقبلة لنثبت باننا شعب واحد وموحد ومتحضر ...
15/11/2017