المقدمة
ها ان شعبنا النازح في وطنه قد بات غريبا في دياره بسبب تنقله من أزمة إلى أخرى وبالتالي تحوله من ألم إلى جرح آخر يتجلى في تدمير نفسيته قبل مسكنه الذي ان عاد وسكن فيها يراها منطقة غريبة عليه تسكنها أشباح لعدم وجود أو توفر مستلزمات الحياة المستقرة حتى زوايا البيت أصبحت غير آمنة، ومن ثم فقد الثقة بقدرته اولا وبالاخرين ثانيا! من هنا كانت مطاليبه دائما، الهجرة والعودة الآمنة إلى منطقة لا يسكنها الاشباح، كما هو حالها اليوم محافظة نينوى وسهلها وناسها التي دمرت من قبل سياسيينا المراهقين في السلطة قبل ارهابنا الداخلي أو الآتي من خلف الحدود! اي بما معناه ان نموذج شعبنا في الموصل وتوابعها اصبح حقل تجارب بدراسة مفادها "سياسة الدم" وحرق الاخضر واليابس على حساب تثبيت اقدامهم على السلطة التي منحت لهم في غفلة من الزمن الرديء.
الموضوع
هناك عشرات الملايين من سكان العراق وما بين النهرين (الرافدين) والرها تحديدا بين نازح ومشرد ومتغرب داخل بيته ووطنه ناهيك عن الملايين الأخرى ينتظرون مصيرهم المجهول في دول الجوار (لبنان - تركيا - الاردن - وسابقا في سوريا) هؤلاء الذين ينامون على امل خبر ما من الامم المتحدة لتوطينهم في ديار الغربة التي تعتبر جنة الخلد بالنسبة للكثيرين منهم، وهذا حقهم الطبيعي وخاصة هم ينظرون الى انفسهم واهلهم داخل العراق ككل، ان مصيرهم أسود (السرقات اصبحت ثقافة - الحرامية باتوا يتفننون في اعمالهم التجارية - الساسة كل واحد له اكثر من "شنطة" دبلوماسية ولون خاص (برجال الدين - الرشاوى الثقافية هم يعتبرونها حصتهم او نسبتهم من المشروع الوهمي او شبه الحقيقي - شنطة خاصة جدا للرئيس والمسؤول المباشر - شنطة اخرى للانتخابات وهكذا تستمر الجنط الى عسكرتها السابقة والحالية وشبعنا نحن الفقراء الذين وصلت نسبتنا داخل العراق الى 38% والفساد وصل إلى 99%) .
ان العراق بمجمل حكوماته وخاصة الحالية منها لا تتحمل المسؤولية كاملة عن وضعنا المأساوي !! بل يتحمل هذا الوضع الذين جاء بهم الى السلطة في غفلة من الزمن و مهدوا لهم الطريق الخاص الى الثراء الفاحش عن طريق تدمير غيرهم! ولا تذهب عنهم امتيازاتهم وسيتم محاسبتهم (من اين لك هذا؟) في حالة خروجهم من الطاعة "التابعة والمتبوعة" .
الخلاصة
العراق بمجمله اصبح منطقة اشباح للاسباب الواردة ، واي تطبيق لاحد المشاريع الخاصة للافادة العامة يتطلب الاستقرار وبالنتيجة اي نتيجة الاستقرار يتطلب التفكير لذا يريدوننا ان لا نفك عليه هو خلق الفوضى والحروب وخلق الازمات وسفك دم الأبرياء لذا ترانا ننتقل من أزمة إلى أخرى لكي تطمئن قلوب الحرامية على ان هناك المزيد!!! هل مات الشعب؟ نعم مات الضمير عند حمل الشنط الملونة.
اليوم ان العراق منكوب من شماله الى جنوبه، وقسم من المناطق اصبحت منطقة اشباح ليس وتدمير بنيتها التحتية بدراسة في مختبرات العالم الخارجي عن طريق تنفيذ ادواتها في العالم الداخلي، نعم ليس شرط ان هناك حرب وتدمير المنازل والتهجير القسري ،،، الخ كما حدث في نينوى وصلاح الدين والانبار كمثال لا الحصر ولا مثل البصرة والناصرية واليوم كوردستان الحبيبة التي كانت ولا زالت ملاذا آمنا لكل من انقطعت به السبل!! واليوم تركت تحت رحمة انياب الوحوش، اما فعليا أو بالسكوت لحين انجلاء الموقف، ان هذا اشد من القتل الرحيم - بل هو تدمير نفسية الانسان العراقي وتحويله من انسان شهم الى انسان حرامي - أي لا انسان بكل ما للكلمة من معنى! عليه نطالب الجهات ذات العلاقة وخاصة الدولية منها اعتبار نينوى وشعبها (حصريا) منطقة منكوبة ، لا تحتاج الى تعويضات وابر مخدرة بل تحتاج إلى بناء واعمار النفس قبل الدار - هل بات الاستقرار طلب حق وعملة نادرة؟
10/20/2017