عشتار تيفي كوم - كوردستان 24/
يؤيد معظم المسيحيين من مواطني اقليم كوردستان فكرة البقاء ضمن الدولة الكوردستانية، والمشاركة في استفتاء الاستقلال الذي ينوي الكورد إجراءه في ايلول الجاري.
ويتطلع المسيحيون الى أن تكون دولة كوردستان مدنية تحفظ حقوقهم، وتصون خصوصيتهم الدينية.
ويزمع الكورد إجراء استفتاء على استقلال اقليم كوردستان عن العراق في 25 ايلول سيتمبر الجاري كخطوة أولية نحو تاسيس دولة مستقلة يقول قادة الكورد انها لن تكون كوردية صرفة، وستحفظ حقوق كافة المكونات الدينية والقومية.
وقال رجل دين مسيحي لكوردستان 24 إن "المسيحيين يفضلون البقاء ضمن دولة كوردستان المقبلة لأن حقوقنا وكرامتنا مصانة، فيما ينعدم الأمان للمسيحيين في المحافظات العراقية".
وقال القس أيترون "فقدنا 36 فردا مسيحيا من أبناء قريتي في حملة الأنفال، وكان 5 منهم من عائلتي".
وشن نظام صدام حسين حملة الأنفال واستهدفت إبادة موجهة ضد شعب كوردستان في ثمانينيات القرن الماضي راح ضحيتها 182 الف كوردي.
واشار القس الى ان المسيحيين لن يرضوا بالعيش مرة اخرى تحت حكم الدكتاتوريات في العراق فلا أحد يعترف بحقوق المسيحيين وحياتهم وكرامتهم مهدورة.
وقال "اعتقد اننا نستطيع العيش بسلام معا" في كوردستان.
وتعرض المسيحيون في العراق الى اعمال عنف منذ عام 2003 مما دفع الكثير منهم الى التوجه لاقليم كوردستان بينما غادر آخرون الى اوروبا وامريكا طلبا للامان.
ويطالب المسيحيون بفيدرالية في دولة كوردستان التي ينوي الكورد إعلانها.
وقال ممثل المسيحيين في لجنة الاستفتاء على الاستقلال عن العراق هالان هرمز كوركيس لكوردستان 24 في وقت سابق "نطالب بالفيدرالية للمسيحيين في كوردستان".
وأكد رئيس اقليم كوردستان مسعود بارزاني أكثر من مرة خلال لقاءات جماهيرية استعداد كوردستان لتقديم أي ضمانات لحقوق مكونات كوردستان، وتثبيتها في دستور الدولة المقبلة.
وافرغ تنظيم داعش مناطق سهل نينوى من سكانها الاصليين في اعقاب اجتياح مدينة الموصل وما حولها قبل نحو ثلاثة أعوام وارتكب فيها واحدة من اسوأ مجازره.
ومناطق سهل نينوى تقع الى الشمال والشمال الشرقي لمدينة الموصل وتضم بلدات عديدة يقطنها مسيحيون وشبك وايزيديون ومكونات دينينة اخرى.
وشهدت تلك المناطق عودة جزئية لسكانها بعد أن حررتها قوات البيشمركة، لكن هواجس الخوف لازالت تتملك المسيحيين من تكرار مذابح بحقهم.
وقال المطران ربان القس في مقابلة مع كوردستان24 في وقت سابق ان "كوردستان هي الملاذ الآمن الذي رحب بالمسيحيين وان الاقليم "رحب بهم بحفاوة بين المجتمع وكذلك في المخيمات".
ويعد اقليم كوردستان واحة من الهدوء والاستقرار اذ حصل الاقليم على سمعة جيدة كملاذ امن لجميع الاقليات والنازحين المسلمين وغير المسلمين وبخاصة بعد احتلال داعش لمساحات واسعة من الاراضي العراقية لاسيما الموصل وسهل نينوى موطن المسيحيين والاقليات الاخرى.
وكان تعداد المسيحيين في العراق يوما ما يصل الى 1.5 مليون نسمة ويعتقد أنه وصل الان الى اقل من النصف رغم دعوات متكررة للتشبث بارضهم.