لاشك بان الخامس والعشرين من هذا الشهر له معانيه الخاصة لدى جميع الكوردستانيين بمختلف انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية كونه ترجمة لدراما ماساوية طويلة عاشها ابناء كوردستان وايضا هوعصارة النضال لثورات الكورد والكوردستانيين في كولان وايلول وهو تنضيد لدماء الشهداء التي سالت طول فترة النضال والتي ربما اجتازت المئة عام ، كما هو الرد المناسب لمن قطع الارزاق وجوَّع الشعب ونكث بالاتفاقيات واهمل الدستور وانتهج سياسة احادية الجانب تجاه مكون دون غيره.
وبالاضافة الى ماسبق فان ايماننا في حق تقرير المصير هو ممارسة ديمقراطية سامية وهو حق أي شعب في أن يختار شكل الحكومة أو الدولة التي يريد أن يعيش في ظلها وفي اختيار السياسة التي يريد أن يسلكها، أو بالأحرى هو حق كل أمة أن تحكم نفسها وفق الشكل الذي تريده وفي تغيير هذا الشكل متى أرادت، ووسائل تنفيذ هذا المطلب تاتي من خلال الإستفتاء الشعبي الذي نجريه في الخامس والعشرين من هذا الشهر والذي يعتبر قمة في تطبيق وممارسة الديمقراطية التي ينادي بها الجميع دوليا واقليميا ومحليا.
لقد تأمل العراقيون جميعهم خيرا في 2003 من التغيير الذي حصل واختارت كوردستان ان تعود الى حضن العراق متأملة ان يكون سقوط النظام هو حالة تغيير حقيقية في نهج نظام الحكم في العراق القادم لتكون شريكة حقيقية بمفاصل الدولة العراقية ، وقد سلك اقليم كوردستان كل السبل من اجل الحفاظ على الوحدة والشراكة ، وقدم التضحيات ودفع ضريبة كبيرة في سبيل ذلك دون جدوى، حتى وصل الحال الى ما نحن عليه، وتبين بان الشراكة التي دخلناها كانت وهم تسير وفق المثل ( تريد ارنب اخذ ارنب ... تريد غزال اخذ ارنب ) لذلك لايمكن الحفاظ على تلك الشراكة وحمايتها ، ومن اجل الحيلولة دون وقوع صراعات وقتال ومآسي ومخاطر جديدة، نختار اليوم ان نكون جيران نعيش بجوار بعضنا عندما يعبر شعب كوردستان عن رأيه بشأن مصيره ومستقبله يوم الاستفتاء وهذا حق طبيعي لجميع شعوب العالم ، وبعد ذلك سيدخل إقليم كوردستان الحوار مع بغداد وسنسلك كل الطرق السلمية والحوار لمعالجة المشاكل والتوصل الى التفاهم بشكل يخدم السلام والأمن والتقدم لكلا الطرفين والمنطقة.
في الختام على جميع الكوردستانيين ان يعلموا بان الاستفتاء هو مقياس ارتباطنا بارضنا ومحبتنا لها واثبات لوجودنا، وسوف يضع لنا حدود ادارية لدولة مستقلة يحميها ابطالها ويعيش ابنائها متاخين متحابين ، وانه ليس قضية مكون واحد او حزب سياسي او فئة مجتمعية او مناطقية لكنه قضية الشعب الكوردستاني بمختلف قومياته ومذاهبه وطوائفه وعلى الجميع ان يجتهدوا من اجل انجاحه فهو سبيلنا للخلاص وبناء دولتنا وازدهارها .