إكتشاف كنيسة في نيقية ترجع ل1600 سنة !! كنيسة القدّيس “نيوفيتوس” تاريخ يرقد في قاع بحيرة “إزنيق” بتركيا

عشتار تيفي كوم - وطني/

المسيحيّة لها تاريخٌ حافل في تركيا، فهي مسقط رأس العديد من القديسين ، وفيها عدد من الأماكن المقدسة كمدن أنطاكية وأفسس، وهي من أكثر مدن العالم المسيحي قداسةً، إذ تحظى أنطاكية بأهمية كبيرة لدى مسيحيي الشرق، بالإضافة إلى روما والقدس، وفيها أطُلق على المسيحيين لقب مسيحيين لأول مرة، حيث تتوالى الاكتشافات الأثرية فى تركيا , فمؤخرا عثرعلى كنيسة عمرها 1600 سنة أجتاحتها المياه وأندثرت على يد من لم يعرف للتاريخ قيمة، فتلاشت فى الأعماق والتى عرفت بأسم “كنيسة القدّيس نيوفيتوس” التى عقد فيها أول مجمع مسكونى في نيقية التى كانت “إزنيق” وهو الأسم التركي الحالي لمدينة نيقية القديمة،بحسب علماء الأثار الأتراك, بالأضافة الى ، القصر الذي بناه الملك قسطنطين الكبير، والذي استضاف المجمع المسكوني الأول، هو أيضا مغمورتحت “بحيرة إزنيق” وتعتبرإزنيق بحيرة في مقاطعة بورصا, يبلغ طولها 32 كم و عرضها 10 كم و أقصى عمق لها 80 متر.

إزنيق معالم أربع حضارات

قال أحمد جيديك, رئيس مقاطعة الثقافة ومدير السياحة بلدية إزنيق: تسعى بلدة إزنيق (مدينة نيقية التاريخية) التابعة لمدينة بورصا والتي تحوي آثارا ومعالم لأربع حضارات كبيرة مثل الرومانية والبيزنطية وسلاجقة والأناضول والعثمانية في أن تتخذ مكانة بين المراكز المهمة في قطاع السياحة التاريخية والثقافية والدينية عن طريق استغلال إمكاناتها الاستغلال الأمثل , وأشار الى أن أكتشاف الكاتدرائية الغارقة فى بحيرة إزنيق التي تعود لـ 1600 عام، والتي تم تصويرها داخل البحيرة أثناء أعمال التصوير الجوي الذي التقطته بلدية بورصا الكبرى في إطار أعمال الميراث التاريخي للمنطقة ضمن أهم عشرة اكتشافات منذ عام 2014 الذى أجراها معهد الآثار الأمريكية، وتعد بحيرة إزنيق، التي تعد خامس أكبر بحيرة في تركيا، بشكل كبير في إنعاش الحركة السياحية في المنطقة وأعتقد أنه تم بناؤها من الحجر وكتل الرخام كما تعتبر الكاتدرائية الغارقة في إزنيق سجلت ضمن أهم 10 أكتشافات فى أمريكا , و قال: ان السياحة أحد أهم موارد تركيا ، فقد انتقل عدد السياح من 10.5 ملايين سائح سنة 2000 إلى 36.2 مليون في 2015 ، كما وصلت مدخلات القطاع إلى 31.5 مليار دولار في 2015 ، إلا أن عدد الوافدين تدهور بنسبة 30 %.

زيادة الحركة السياحية

من جانيه أفاد عثمان سارجين رئيس بلدية إزنيق بأنهم يهدفون إلى زيادة الحركة السياحية عن طريق الاستثمارات التي ستضخ في المنطقة.

وأضاف : ندعو الجميع من أنحاء العالم إلى زيارة بلدة إزنيق عاصمة الحضارات التي التقت فيها الثقافات وإن إزنيق عاصمة بيتينيا والرومان والبيزنطيين والسلاجقة والعثمانيين، وهي عاصمة التاريخ , وفي كل نقطة تبعد خمس دقائق سيرًا على الأقدام في إزنيق يمكنكم أن تشاهدوا معالم لكل هذه الحضارات السابقة.

وقال: أن الاثريون الاتراك عثروا على بازيليكا بيزنطية قديمة حيث عثر عليها مؤخرا في قاع بحيرة ازنيق عند مدينة نيقية العتيقة بالقرب من ساحل بحر مرمرة بقايا البناية الضخمة عثر عليها بمحض الصدفة بفضل صور التقطت للترويج للسياحة في هذه المنطقة , موضحا , أن الخطوط الخارجية للبناية القديمة رصدت تحت الماء, موضحا أن اعمال التنقيب اسفرت عن العثورعلى بقايا بازيليكا يرجح انها شيدت حوالي القرن السادس بعد الميلاد، حيث البناية تتشابه الى حد كبير مع كنيسة القديسة صوفيا البازيليكية في نيقية والتي تحولت مؤخرا الى مسجد, فيما بنيت في الفترة ذاتها , و أضاف: أن هذه المدينة كانت واحدة من المعاقل في الشرق للعقيدة المسيحية الجديدة.

أكتشاف كنيسة القدّيس نيوفيتوس

صرح رئيس قسم الآثار في جامعة أولوداج الدكتور مصطفى شاهين: إن الكنيسة بنيت باسم القدّيس نيوفيتوس، الذي أستشهد من قبل الجنود الرومان قرب بحيرة إزنيق , وأضاف: أن القدّيس نيوفيتوس كان أوّل من دُفن في الكاتدرائية، ثمّ تمّ نقل جثّته إلى كنيسة كويميسيس القريبة وأشار شاهين إلى أنّه قد تم التحقق من المعلومات التي وُجدت في النّصوص القديمة، حيث اكتشف فريق البحث تحت الماء أنّ باب غرفة الدّفن قد تمّ فتحه , وأعلن العالم الآثري التركي انه عثر في اطلال للبناية على كتابة لعبارة “القديس نيوفيتوس” باليونانية فان البازيليكا بنيت في الأصل على ضفاف البحيرة قبل مقتل نيوفيتوس.

كما اكد شاهين على ذلك التزامن: فالمبنى اكتشف يوم 21 يناير ليصادف اليوم ذاته الذي أستشهد هذا القديس فيه عام 313 وبما يتوافق مع تقاليد موروث مسيحي.أنسامد , وأضاف: أن المجمع المسكوني السابع حدث في كنيسة آجيا صوفيا في نيقية، التي يشبه هذه الكنيسة المغمورة المكتشفة حديثا , تم اكتشاف بقايا كاتدرائية قديمة على بعد حوالي 20 مترا من الشاطئ في مدينة بورصا في بحيرة إزنيق،لقد وجدنا بقايا كنيسة, مسطح كاتدرائية بثلاثة أروقة , وقال:أن أساسات الكنيسة حاليا موجودة في المياه على عمق حوالي متر و نصف إلى مترين, مشيرا الى أن بقايا هذه الكنيسة مماثلة لكنيسة آجيا صوفيا في إزنيق, هذا هو السبب في أننا قدرنا أنها بنيت في القرن الخامس الميلادي , وقال شاهين: انه تم اكتشاف البناء أثناء تصوير المدينة من الجو لعمل جرد للتحف التاريخية والثقافية , بعد هذا الاكتشاف، أبلغت الجامعة مديرية متحف إزنيق و وزارة الثقافة والسياحة، وطالب بأن يكون الموقع الأثري محمي , مشيرا الى أن هناك العديد من الحجارة الخشنة في الموقع، قال: هذا يدل على أن البناء انهاروعانت إزنيق العديد من الزلازل التي دمرت مثل هذه الابنية , أشهرها الذي وقع في 740 م , موضحا أن البناء انهار في هذا الزلزال والجانب الساحلي غمر, مؤكدا أن الكنيسة لم يعاد بناءها بعد ذلك وعُثر على ما تبقى من كنيسة بيزنطينيّة عمرها ١٦٠٠ سنة في موقع مجمع نيقية في أسفل بحيرة في شمال غرب تركيا , موضحا أنه وجد بقايا كنيسة وأن الهدف هو فتح متحف تحت الأرض للسماح للسياح برؤية أساسات الكنيسة الواقعة على عمق ٥ – ٧ أقدام تحت المياه في بحيرة إزنيك، في بورصة، تركيا , وأضاف: في جميع الأحوال نرجح أن تكون الكنيسة قد بُنيت في القرن الرابع ومن المثير للاهتمام ان تكون لوحات من القرون الوسطى لا تزال موجودة وهي تُظهر عملية الاستشهاد أي كيف أستشهد القديس نيوفيتوس عند حافة البحيرة , واكتشفت أنه على عمق 20 متراً تحت سطح بحيرة إزنيق.

الجميع يهتمون بالجوانب الروحية

يقول عبد الرحمن محمد، مرشد سياحي، لابد لكل بلد زيادة الإقبال على السياحة الدينية، إذا أنشأ فنادق في الأماكن القريبة من المعابد والكنائس والمساجد الأثرية، ومهدت الطرق بشكل أيسر،حتى يستطيع السائح المشي عليها،وروجت لهذا التراث الديني في الدول الخارجية وأضاف: أن الجميع يهتمون بالجوانب الروحية أياً كان دينهم.

العرب يولون اهتماماً كبيراً بتركيا

وقال جمال الدين كريم رئيس جمعية رجال الأعمال العرب والأتراك: ان المعارض الضخمة التي تُقام في تركيا، وزيادة شركة الخطوط الجوية التركية رحلاتها من وإلى الدول العربية، ساهمت بشكل كبير في جلب السياح العرب إلى الأماكن السياحية في تركيا,ويهدف مشروع جنوب شرق الأناضول السياحي، إلى جذب 300 ألف سائح مسيحي لزيارة الكنائس والأديرة السريانية وأهمها دير مار كيرياكوس، ودير مارأفجين , وذكر أن عدد السياح الوافدين هبط بنسبة 41% إلى 473 ألفاً، بانخفاض نسبته 55.6% , وأضاف:أنه من المنتظر ان يبلغ عدد السياح العرب الوافدين إلى تركيا خلال العام الحالي نحو 3.5 مليون سائح , كما أضاف: أن عدد السياح العرب الذين زاروا تركيا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة وصل إلى 7 ملايين سائح، الأمر الذي يشير إلى مدى اهتمامهم وإعجابهم بالأماكن السياحية المتنوعة فيها, وأضاف: أصبح العرب يولون اهتماماً كبيراً بتركيا، وذلك من خلال التعرف على الأماكن السياحية عن طريق المسلسلات، والبرامج التعريفية التي تقوم بها الجهات التركية الرسمية في البلدان العربية , قائلاً: الحكومة التركية أقدمت على خطوة رائعة، حيث وسّعت شبكة ملحقياتها التجارية وقنصلياتها في الدول العربية , فخلال السنوات العشر الأخيرة، زاد عدد القنصليات والملحقيات التجارية التركية في تلك البلدان، بنسبة 100 %، وقامت بكل ما يجب لتشجيع العرب على التوجه إلى تركيا.

10 آلاف كنيسة مفقودة

وقال الناشط السرياني، أفرام جورج: إن هناك أكثر من 10 آلاف كنيسة مفقودة في تركيا، بشكل عام , كما أن هناك الكثير من الكنائس التي تم تحويلها إلى مساجد؛ ومنها “جامع أولوجاميا” أكبر مساجد “ديار بكر/آمد” شرق تركيا، بعد أن كان كنيسة تحمل اسم مار توما. وأضاف: إن “الكثير من الكنائس التابعة للروم، تقع تحت الأرض، ولم يتم التنقيب عنها حتى ما عززمن مركزية إسطنبول على نحو خاص، لتكون مركزاً للمسيحيين , وأضاف:أن ما قام به الإمبراطور قسطنطين عام330 للميلاد، بنقل العاصمة من روما إلى القسطنطينية، والتي أصبحت مركز المسيحية الشرقية لتمتد على الأراضي التركية الإمبراطورية البيزنطية، وتلعب دوراً هاماً في تاريخ المسيحية وتترك أثراً على الحضارة المسيحية الأرثوذكسية، إلى أن سقطت القسطنطينية على يد الدولة العثمانية في القرن الخامس عشر, وأضاف: حرر مرسوم ميلان المسيحيّة في عام 313 بعد الميلاد بداخل حدود الإمبراطورية العثمانية، ووفقاً لمصادر تاريخية، قتل جندي روماني القدّيس نيوفيتوس الذي كان بالكاد طفلاً قرب ساحل بحيرة إزنيق، حين كانت ممارسة المسيحية ممنوعة, وبعد تنفيذ المرسوم، قام محبّو نيوفيتوس ببناء كنيسة باسمه حيثُ أستشهد وعلى الرغم من أن جسد القدّيس نيوفيتوس ظلّ مدفوناً في الكاتدرائية لقرون، إلا أنّه نُقِل إلى كنيسة أخرى بعد زلزال ضخم سنة 740 للميلاد.

برامج لزيارة الكنائس والمعابد

وقال محمد الغريب، رئيس اتحاد المرشدين العرب،أن على وزارة السياحة أن تنظم برامج ورحلات لزيارة المساجد والكنائس والمعابد والكثير من الأماكن السياحية , مشيرا إلى أن وزارة الآثار لها دور فى تنشيط السياحة عندما قامت بعمل زيارات سياحية للمساجد والكنائس مجانية، لتدعيم السياحة، موضحا أن هناك سلبيات كثيرة تؤثر على مجال السياحة فى مصر، وخاصة خلال الفترة الحالية والأحداث الجارية، وبالطبع أدى إلى ذلك إلى تأجيل الكثير من الرحلات أو إلغائها , وأضاف: أن السياحة العربية مهمة ويجب تسهيل الاجراءات التى تؤدى لزيادة نسبها‫، ولابد أن الاهتمام بها والحرص على إثرائها من أجل المواطن العربى، فالكل سيفيد ويستفيد إذا قمنا بتيسير الإجراءات اللازمة لهذا النوع من السياحة، فالسوق العربية حاليا تعد من أهم الأسواق المصدرة للسياحة وتوفير كل متطلباته أمرمهم وقد يكون من خلال تسهيلات حقيقية على أرض الواقع, ليحدث التدفق السياحى العربى‫.

وفيما يتعلق بالمعالم الدينية المسيحية فى تركيا يذكر, يوجد عدد من الكنائس ترجع للقرون الأولى للميلاد , ككنيسة سانت نيكولاس: تقع في أنطاليا، وقد أسست في الوقت الذي تنيح فيه القديس نيكولاس، المعروف ببابا نويل (سانتا كلوز) الذي ولد في باتارا، وقضى حياته كلها في الأناضول, كنيسة وبئر القديس بولس: وتقع في طرسوس في محافظة مرسين، وقد بنيت في القرن الثاني عشر ميلادي، وهي مسقط رأس القديس بولس واحد من رسل يسوع المسيح، وهي مرشحة لإدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو , ومن هذه الكنيسة بدأ نشر المسيحية. كنيسة مريم العذراء: تقع قرب قمة جبل بلبل بالقرب من بلدة سلجوق في محافظة أزمير، ويعتقد أنها المكان الذي قضت فيه مريم العذراء السنوات الأخيرة من حياتها قبل وفاتها وهذه الأرض المقدسة، أعلنت مركز حج للمسيحيين في عام 1961م.

كنيسة القديس يوحنا تقع في كاتدرائية ضخمة في المدينة القديمة “أفسس”، ولها ست قباب، وقد بنيت في القرن السادس ويعتقد أن واحدة من المقابر الثلاث التي تم اكتشافها خلال الحفريات في المنطقة، تنتمي للقديس يوحنا، ولكن لم يتم العثور على أي بقايا في المقابر الأخرى، ومن المعروف أن الرفات تم نقلها إلى كنيسة الرسل في إسطنبول، في القرن الثالث ميلادي.

كنيسة سانت بيتر (القديس بطرس): تقع في سفوح جبل الحج (هاج داجي) في ولاية هاتاي، وفيها كهف يقال أنه المكان الذي ألقى فيه القديس بطرس أول خطبة له، وتم ترميمه وتحويله إلى كنيسة، وكانت هذه الكنيسة ملجأ لأول المسيحيين، والبابا الأول، والقديس بطرس كنيسة سانت جورج وهي كاتدرائية رئيسية للروم الأرثوذكس، وكانت مقرا للبطريركية في القسطنطينية وتقع في الشمال الغربي من وسط المدينة القسطنطينية التاريخية القديمة إسطنبول. كنيسة سانت أنطونيو:تقع الكنيسة في شارع الاستقلال، بمنطقة “بي أوغلو” في إسطنبول، وقد أنشئ المبنى أغسطس عام 1906ميلادية، من قبل المعماري كيوليو الذي ولد في إسطنبول ويدير الكنيسة الرهبان الإيطاليون، وتعد من أكبر كنائس الكاثوليك في إسطنبول، وتمتاز بقاعدة جماهيرية كبيرة، وقد فتحت هذه الكنيسة للعبادة فبراير عام 1912 ميلادية.

دير سوميلا طرابزون تأسس دير سوميلا، الذي يدعى أيضا بدير مريم العذراء، على المنحدرات الحادة في ماتشكا، بالقرب من طرابزون في القرن الرابع، وتم تحسين الهيكل في القرن الـ 18 والـ 19.