أوقفوا الاستنكار والنحيب بعد كل مجزرة!
أنْ يكون هناك ثقافة كاملة تدعو الى العنف، وتكفّر، وتغتصب، وتفجِّر وتقتلع من الأرض، وتسبي، ولا من يقف في وجهها، إلا بكلام ان هذا ليس الاسلام، فهذا يجب أن ينتهي.
أين الغضب الاسلامي مما يحصل؟ أين المظاهرات الصاخبة لملايين العرب والمسلمين الذين استفزهم كاريكاتور لكن لا يحركهم تفجير كنائس!
أدعو القيادات الاسلامية والعربية الى ثورة في مفاهيمها . الى أن تتصرف على أنها هي هي المسؤولة عن كل هذه الكراهية ، عن كل هذا الجنون، عن التطهير العرقي والابادة.
هلْ هي على قدر التحدي؟
هلْ هي على قدر الواجهة؟
هلْ يدعو مفتي الجمهورية اللبنانية الى وقفة تضامن مع أقباط مصر ويفتح أبواب كل مساجد لبنان لتغصّ بالمؤمنين ليستمعوا الى خطبة دينية تقول ليس منا من يعتدي على كنيسة؟
هلْ يدعو الأزهر الشريف الى مظاهرة بالملايين في قلب القاهرة والاسكندرية وطنطا يتقدمها كل المفتين والأئمة ويرفعون رايات المواطنة والمساواة وحقوق الأقباط وحرياتهم كجزء لا يتجزأ من هوية مصر؟
إن مصير الاسلام أمام المحك. وليس فقط مصير مسيحيي الشرق. نحن ضحايا الارهاب. ربما في عقل ما، مؤامرة لتهجيرنا واقتلاعنا. نحن خراف تساق للذبح فمتى نتوقف عن الغفران، وعن ادارة الخد الايسر، وعن" أنهم لا يدرون ماذا يفعلون" الى ارادة مقاومة سياسية وفكرية دون ذمية ولا خنوع.
إن المعركة هي في قلب الاسلام، في وجهه، في حضارته، في مستقبله، في معناه، في نظرته الى نفسه والى الآخر، في رؤيته للدولة للمواطنة للمساواة. إنه زمن الحقيقة.
إن دماء شهداء الاسكندرية وطنطا، في عيد الشعانين في " هوشنا" أي خلصنا بالسريانية، مقدمة لاحزان الصلب، لكنها حتماً أيضا رجاء لقيامة آتية ولو طالت، لأن ايماننا كله قائم على دحر الموت. ونحن قياميون ابداً.
أمين عام اللقاء المسيحي المشرقي