ستوكهولم - بخديدا
عند شفة بحر البلطيق
كانت ثمة بجع تتقافز حول المحيط
ترسم الدفء على الشفاه
كان بداية الخريف
حيث الشتاء بدأ بالزحف على
غابات ستوكهولم
شتاء يغفو تحت الصقيع
أحست به المدينة القديمة
القصر الملكي وشارعها الخرافي
مبنى البرلمان التاريخي
وكاتدرائتها الجميلة
متحف نوبل والقلعة الملكية
أحست به حتى كنيسة القديسة كلارا
حاملة ناقوسها الفضي
وهو يناطح الغيوم
وثمة حمامات بيضاء
صاعدة...
نازلة...
تحوم حول تمثال العذراء
في الداخل خشوع الملائكة
تزيدها وقارا أصوات الفرقة الموسيقية
وهي ترتل للرب:
أبانا الذي في السماوات
ليتقدس اسمك
ليأتي ملكوتك...
ترسل للحاضرين شفرات مؤثثة بالحنين
ستوكهولم القديمة
ما زالت تبث أنينها الاسطوري
من بيبانها وشوارعها وأسطح القرميد البرتقالية
وفي ذلك الشارع الحجري
تستقبل كل يوم فيوض اللاجئين من
أبناء بلدي جراء الظلام
هؤلاء المشردون في أصقاع الدنيا
(بينما حفيدي (كرستيان
ما زل يتسع في فوهة مدفع قديم
من آثار الحرب العالمية الأولى
لا يدري كم من الأبرياء رحلوا
برميات طلقاته المفجعة
يتقافز مع الأطفال كالحمائم البريئة
دون اكتراث
* * *
ستوكهولم تغفو على شواطئ البلطيق
تنام على صدر الموجات الفضية
و(بخديدا) ما زالت تنام وتنعس كل مساء
تحت أسر الظلام
تنام على رمش الراحلين الى الجهات
وبين عيونهم
تبث لوعاتها وشوقها لي
بالبريد السريع
أنا الوحيد
في البلد البعيد
ستوكهولم / السويد
26 تشرين الأول 2016
* نشرت في العدد 59 من جريدة سورايا