رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي نخبة من الجالية العراقية في المركز الكلداني العراقي بميشيغان      أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      سنتكوم: الولايات المتحدة لم تشن ضربات جوية في العراق      الكونغرس الأمريكي يوافق على تمديد برنامج التنصت على مواطني دول أخرى      هل تنقل سماعات الأذن بياناتك الشخصية؟      بوكيتينو وغوارديولا.. حديث عن "تعويذة تشلسي" يشعل الأجواء      البابا يستقبل أعضاء "الشبكة الوطنية لمدارس السلام"      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب
| مشاهدات : 969 | مشاركات: 0 | 2017-03-13 09:57:26 |

وماذا بعد تدمير الموصل ؟

غسان حبيب الصفار

 

 -------------------------

 

سؤال مر في خاطري .. وأنا أتابع اللقطات المصورة لشريط أخباري عن عمليات تحرير الموصل ! ويا للأسف .. ويا لفظاعة المشهد .. ولا ندري بالضبط إن كان تحرير أم تدمير !!

الموصل ، تلك المدينة الرائعة .. بتاريخها العريق وإرثها الثقافي والحضاري وتنوعها الجميل .. بتفاصيله الدقيقة من أحياء سكنية وأسواق ومعابد ومزارات دينية .. لا تقدر قيمتها التاريخية بثمن ولا تعوض بكنوز ! لقدمها وعراقتها ..

نينوى .. تلك العاصمة التاريخية لواحدة من أعظم حضارات التاريخ .. عاصمة آشور ، الأمبراطورية التي مازالت شواخص حضارتها وإبداعاتها شامخة إلى يومنا هذا تتحدى الزمن بأسرارها وكنوزها وعظمتها .

 أم الربيعين  .. فسيفساء الطوائف المختلفة التي عاشت فيها لقرون , وما أنتجته من إمتزاج للثقافة والتراث البديعين وما كان لها من تأثير في التاريخ الحضاري للمنطقة ككل , والشواهد على ذلك كثيرة .. والكثير منا قد عايش ورأى هذا بأم العين .

الموصل بموقعها الجغرافي المهم .. وإسمها يدل على ذلك إذ كانت همزة الوصل للطرق التجارية بين الكثير من المناطق والمدن ولقرون عديدة .. كذلك سهولها الفسيحة الممتدة مع النظر .. والمنتجة للكثير من المحاصيل .

الإرث التاريخي العريق .. والموقع الجغرافي المهم .. وإمتزاج الثقافات والكثير من الصفات الأخرى .. تلك هي الموصل ..

لأهداف معينة وأجندات مختلفة ومعقدة .. دولية أو إقليمية وغيرها .. تم تسليم الموصل لا بل إسقاطها بأيدي فئات ضالة لا تمت للإنسانية بصلة ولا يردعها دين أو ضمير ، والله اعلم ماذا كانت النوايا والأهداف لهذه الجريمة النكراء .. حيث شُرد الآلاف وقتل الآلاف وعانت آلاف أخرى الظلم والقهر وإنتهاك الحقوق وجرائم يندى لها جبين الإنسانية ويهتز لها ضمير كل من له ضمير .

 تدمير بكل ما في الكلمة من معنى , ليس البنى التحتية فقط , وليس المباني والخدمات .. أو الطرق والجسور بل تدمير لتاريخ طويل وقرون عديدة وإرث حضاري .. وثقافة نادراً ما نرى لهما مثيلاً في المنطقة ككل ، تدمير ومحو لهوية عريقة لأمة كاملة ولأقوام توالت على هذه الأرض ، أنتجت وأبدعت وأضاف كل منها ما أضاف لتمسي هذه الحضارة على ما كانت علية من عظمة وإفتخار .

 نعم .. تدمير وبوحشية وقسوة .. تدمير وتدنيس وإنتهاك قل مثيله !

تعددت الأسباب .. وإختلفت النوايا ! لإحتلال الموصل وتدميرها .. وبعد كل ما حدث .. وبعد كل ما كان ، جاء التحرير !

 أتراه تحريراً ؟ أم تدمير !

 برأي البسيط والمتواضع لن يكون التحرير سوى تدمير آخر ، ومن نوع مختلف ، بعد أن عاث الظلاميون الفساد في هذه المدينة ولم يتركوا شبرا ً إلا ودنسوه .. وأحرقوا الأخضر واليابس وإعتدوا وإنتهكوا وتجاوزوا بكل الطرق حدود الضمير والدين والأخلاق .. ولن يكون من السهل طردهم أو تخليص المدينة من شرورهم ..

 ماذا كانت الأهداف ؟ ومن كان وراءها ؟ ومن المستفيد ؟ الله اعلم وله المشتكى .

 التحرير وبعد كل هذا لن يكون سهلا ً ، بل سيكون تدميرا ً آخر وستدفع المدينة فاتورته الباهضة ، سكانها ، مبانيها ، تاريخها وكل شيء ٍ فيها .. تحرير .. تدمير .. سمه ما شئت ففي نهاية المطاف .. النتائج كارثية بكل المقاييس !

 السؤال المهم هنا هو : كم سيستمر ذلك ؟ وكم سيكلف من ضحايا ؟ وكم سيأخذ من وقت ؟ مئات الأسئلة تخطر على البال وللأسف .. سوف لن تلقى أي إجابة !

 تحرير بمعنى التدمير .. وتدمير بهدف التحرير !! إذ قد إختلط الحابل بالنابل .. والنتيجة واحدة لا غير .. مدينة مشوهة ، ومدمرة وفاقدة لكل المعالم .. وسكان مشردون ولاجئون ومعاناة لا حدود لها ومصائب ونكبات لا تعد ولا تحصى .. وإلى متى ؟

 هذا ما سيكون بعد التحرير !

 ماذا سيتبقى من المدينة ؟ وماذا عن السكان ؟ وماذا عن الضحايا ؟ وماذا عن البناء والإعمار والخدمات ؟ وماذا عن آثار كل ذلك ؟ وماذا ؟ وماذا ؟ ووووو ماذا ؟

 أو بالأحرى ماذا بعد التدمير ؟ .

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5647 ثانية