في احدى حلقات برنامج "بالحرف الواحد" الذي يقدمه الاعلامي الزميل احمد ملا طلال من شاشة فضائية "الشرقية نيوز" اطل علينا النائب عن دولة القانون جاسم محمد جعفر فرحا يوزع الابتسامات يمينا ويسارا! ولم يكن مبعث غبطته ان الموصل - مثلا - وبقية اراضي وطننا جرى او يجري تحريرها من قبضة التنظيم الارهابي الداعشي .. بل – وصدقوا او لا تصدقوا - لان الحزب الشيوعي العراقي لم يحصل على مقعد برلماني في انتخابات نيسان 2014!
وطبعا لم يكن السيد النائب معنيا بتبيان الاسباب التي حالت دون ذلك، وتأشيرالاجراءات والممارسات التي قامت بها الاغلبية المتنفذة التي ينتمي اليها في مجلس النواب والحكومة، لتضييق مساحة المشاركة فيهما امام الآخر المختلف الذي تضيق به ذرعا، ولادامة تسلطها هي وهيمنتها. علما ان التعميم هنا ليس منا، بل من النائب جعفر نفسه الذي عمد الى تقسيم المواطنين حسب ولاءاتهم وطوائفهم وليس حسب اهليتهم وكفاءتهم، في التنافس على تقديم الافضل للشعب والوطن ، وذلك ما فعله زميله المشارك معه في البرنامج عقيل عبد الحسين .
وفي مناسبة ابتهاج السيد النائب جعفر بعدم وجود من يمثل الشيوعيين في البرلمان، لا يسعنا الا ان نبعث التهاني اليه والى اصحابه في الكتل النافذة، الذين عمل معهم على تحقيق هذا الانجاز التاريخي! وليس هذا فقط ، فخلال الفترة المذكورة بل اعتبارا من حصول ائتلافهم وتحالفهم على الاغلبية في مجلس النواب، وتحكمهم بالقرار التنفيذي للدولة منذ 2005 ولغاية الان، حققوا الكثير من الانجازات العظيمة الاخرى، التي يستحقون التهنئة عليها:
- الاخاديد التي حفرها الطائفيون والعنصريون بين اطياف شعبنا المتآخية، والتي جعلت من وحدة العراق وحدة شكلية.
- هجرة آلاف المسيحيين والصابئة وغيرهم بسبب ما يتعرضون له من اهمال وتهميش واقصاء، ومن سوء تعامل وابتعاد عن قيم المواطنة العراقية .
- السعي المتواصل لتقزيم الديمقراطية وتكميم الافواه وخنق حرية التعبير والتظاهر. كذلك اللجوء الى استخدام الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع والتصفيات والاعتقالات والخطف والتعذيب ضد المحتجين والمعارضين.
- العلاقات المتوترة لبلدنا مع معظم دول الاقليم .
ايها السيد النائب
هذا غيض من فيض الانجازات التاريخية لمقاعدكم البرلمانية.. فالف مبروك لكم!
ونختم باستعارة محورة من اغنية المطرب التونسي بوشناق:
خذوا المناصب والكراسي .. لكن شعبنا لن يسمح لكم بسرقة وطنه!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دريدة "طريق الشعب" ص2
الاحد 22/ 1/ 2017