----
قرار انسحاب البطريركية الكلدانية من مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق رغم كل التبريرات والذرائع الركيكة وغير المقنعة التي سيقت في بيان البطريركية الكلدانية يعتبر قرارا ارتجاليا مكابرا وغير مدروس ومثير للجدل والاستغراب ويهدف لاحراج بعض كنائسنا بسبب قلة اتباعها في الوطن ويفتقر للحكمة والرصانة والمسؤولية التاريخية والانسانية تجاه الظروف العصيبة التي يعيشها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن
ويفتقر كذلك الى مبادىء وروح العمل الجماعي المشترك والتقارب ومبادىء وقيم الكنيسة السمحاء في المحبة والاخوة والتواضع والتسامح والوحدة وغيرها فشعبنا ذاق درعا بسلسلة الاحباطات واخفاقات العمل الجماعي المشترك بين كنائس شعبنا في الوطن والمهجر ويتساءل الكثير من ابناء شعبنا عن الاسباب الحقيقية لهذا الانسحاب ؟ ومدى تأثيره على مستقبل العمل الجماعي المشترك بين كنائسنا وهل هذا سيؤدي الى حصول شرخ او نوع من التصدع بين كنائسنا ام ماذا ؟ للاطلاع على بيان البطريركية الرابط الاول ادناه وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - من المؤسف ان اقول يبدو ان غبطة مار ساكو غير مؤمن بالديمقراطية والقيادة الجماعية ومصاب بداء العمل الفردي ونوع من المكابرة والتسلط القيادي ولا يستطيع ان يعمل ضمن فريق مشترك وموحد او هيئة جماعية مشتركة لتحقيق هدف محدد ومشترك فنراه يتسبب في بعض الاحيان بخلق اشكالات وخلافات لعرقلة العمل الجماعي الهادف وهذا ما حصل في مساعي التقارب والوحدة مع كنيسة المشرق الاشورية حيث توقفت كل المساعي والجهود الرامية للوحدة الكنسية بسبب بعض اجراءات ومواقف البطريركية الكلدانية بقيادة مار ساكو والتي لسنا بصددها الان وكذلك تسبب غبطته في تعطيل وعرقلة قيام تشكيل مرجعية سياسية كنسية بين قيادات احزابنا القومية وكنائس شعبنا وان كانت مؤقتة بسبب ظروف شعبنا القاهرة في الوطن واليوم غبطته تسبب في تعطيل مجلس رؤوساء الطوائف المسيحية في العراق لاسباب معيبة وغير مقبولة اطلاقا
2 - غبطة مار ساكو اذا كان يعتبر نفسه قائدا ويريد القيادة طيب السؤال الذي يطرح نفسه ألم يكن بأستطاعة القائد ان يعالج سيل الاشكالات والتبريرات التي ساقها بيان الانسحاب المشار اليه في اعلاه بطريقة المناقشة البناءة والحوار الهادىء والتواصل المثمر وقبول الرأي الاخر مع بقية رؤوساء واساقفة كنائس شعبنا في الوطن ؟ جوابي الشخصي نعم كان بأستطاعته معالجة ذلك بسهولة لانها من ابسط صفات القائد الناجح خاصة اذا توفرت الجدية والنوايا الحسنة والصادقة
وذلك بالاستماع الى افكارهم وملاحظاتهم وايضاحاتهم ومقترحاتهم والغاء وتعديل ما يمكن الغائه وتعديله بما يتناسب مع المصلحة العليا لشعبنا وظروفه بروح الفريق الواحد والعائلة الواحدة وليس بالمكابرة والوصاية والاملاءات والمخاطبات الكتابية والاعلامية التي لا تؤدي الا لمزيد من الاحتقان والتشنج ولا جدوى منها
3 - ان استمرار الخلافات والتقاطعات بين قدوتنا قادة كنائسنا يعرض مجتمعنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي المنسجم اجتماعيا وقوميا وفكريا وتاريخيا ودينيا الى الضعف والانقسام وتتعمق الحساسيات والكراهية والحقد والتفرقة بين افراده ويجعل موقف كنائسنا مهزوز امام المؤمنين من ابناء شعبنا وكذلك امام شركاء الوطن لان عدم معاجلة هذه الخلافات والتقاطعات بشكل جدي وصادق ومقنع يعني تصفية قضيتنا كشعب وامة او على الاقل اقصاءنا وتهميشنا ووضع قضية شعبنا وامتنا في مرتبة وخانة متدنية جدا من الاهتمامات والرعاية المحلية والاقليمية والدولية
بسبب صراعاتنا الهامشية والجانبية والعبثية التي لا معنى لها فهل نتعض من الدرس ام نستمر السباحة في المستنقع الاسن والى متى ؟ لان المخطط واضح لتصفية قضيتنا جهارا نهارا خاصة في حالة انشغالنا بصراعات ومعارك هامشية وجانبية لا تخدم شعبنا وقضيته الدينية والقومية واستمرار وجوده في الوطن واعدائنا يرقصون على الحان خلافاتنا ونحن لا نعي ما يجري من حولنا الا بعد فوات الاوان ومثلما يحصل في كل مرة فهل نتعظ قبل فوات الاوان ونتعلم ونستفاد من اخطاء ودروس الماضي وتجارب شركاء الوطن في توحيد الصفوف
4 - اقول لغبطة مار ساكو على كنائسنا في الوطن والمهجر ان تدرك جيدا بأن الحل والمعالجة ممكنة حيث المطلوب هزيمة المشكلة والاختلاف والاحتقان بالحكمة والتعقل والهدوء وقبول الاخر وليس هزيمة انفسنا وكنائسنا لان امتنا وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن اليوم احوج من اي وقت مضى للم الشمل ووحدة الصف وتوحيد الخطاب والمطاليب وهو بحاجة لمرجعيات مسيحية حكيمة ومتفهمة في ظروف العراق المتلاطمة تجيد التعامل مع ظروفه الصعبة والواقع العراقي المرير
وتعرف قواعد اللعبة السياسية ودهاليزها المظلمة وتقول كلمة الحق والعدل بعيدا عن العواطف ومجاملات بعض المعجبين وتتحمل الانتقادات الموجهة لها لان شعبنا كان يعقد امالا واحلاما وردية عريضة على استمرارية وتطوير عمل مجلس رؤساء الطوائف المسيحية في العراق وتعزيز دوره ولا يريد ان يكون مثل هذا العمل الجماعي المشترك طارئا او مؤقتا او من اجل غايات مرحلية ومزايدات اعلامية لان ذلك لا يخدم غير اعداء شعبنا ويزيد من الاحتقان والتوتر والازمات بيننا
http://saint-adday.com/?p=16005
antwanprince@yahoo.com