تحررت بخديدا وباقي بلداتنا من قبضة داعش المغول وهزم منها شر هزيمة، لكن شر اعوانه ومرتزقته لا تزال واضحة ببصماتهم على جدران كنائسنا وأديرتنا وبيوتنا لما خلفه لنا جرذان داعش واعوانه من دمار مادي ومعنوي من قبل مرتزقته المتخلفين بمعنى الكلمة لضحالة ثقافتهم وجهلهم العميق بالدين وشريعة الله لاتخاذهم تعاليم امرائهم وسلاطينهم كمرجع وسيرة عملهم أليومي متناسين بأن الله وجميع الرسل والاولياء الصالحين براء من هذه الاعمال المشينة للانسانية ولحياة الانسان الذي خلقه الله بأحسن حال ليأتي دعدوش المخرف ليملي على العالم في القرن الواحد والعشرين بتعاليم وبدع عمرها منذ بداية عصر الجاهلية الوثنية ولن يعقل بتطبيقها بأي مجتمع...
ان ما حصل بقرة قوش/ بخديدا وباقي بلداتنا المسيحية ليس بالامر الهين ولن يمر مرور الكرام على نفوس جميع اهاليها المسالمين وعلى العالم اجمع لاننا تلقينا رسائل حقد وضغينة وخبث من هؤلاء الاشرار التي تمادوا وتطاولوا بها على رموزنا الدينية المتمثلة بصليبنا المقدس وشخوص قديسينا وسيدنا المسيح وأمه العذراء مريم ومطاريننا وقساوستنا وحتى امواتنا الراقدين على رجاء القيامة، فأي معنى يراد من ذلك بكسر الصلبان وتدمير التماثيل وتمزيق الصور وتفجير الكنائس والاديرة ونبش القبور واخرج رفاة امواتنا من القبور بكل صلافة ...أي معنا يراد من جعل حرمة الكنيسة قاعة شرعية للتحقيق ولتنفيذ الاعدامات والقصاص من المخالفين له بالرأي..فأي معنى سنفهم من هذه التصرفات الهمجية وما حصل طول فترة السنتين بداخل بيوتنا آلامنة التي كان من المفروض إن كان بعض جيراننا من اللذين تلطخت ايديهم بأفعال الرذيلة من سرق وحرق وتدمير ان يحافظ على بيوتنا سالمة أمانة عندهم جزاء عشرتنا الطويلة معهم سنون طوال بالسراء والضراء...
ولكي نثق وبتبدد شكنا بالعيش الامن معهم في المستقبل بعد كل الذي حصل وتم جرده وتوثيقه من بيوت وكنائس وأديرة وقبور وتوثيق ملاحم النبش والدمار لا يسعنا الان الا ان نقول لهؤلاء اننا لا نأمن عيش مستقبلنا معكم بجوارنا لانكم بحق اثبتم سوء نيتكم اتجاه كل من خالفكم العقيدة والرأي السليم يا حثالة كل شعوب الارض.
ستبقى كنائسنا وأديرتنا وقبورنا وبيوتنا وما لحق بها من نهب ودمار وتشويه شاهد حي ووصمة عار بكم وبنسلكم يا اعداء العراق والعراقيين وكل من ساندكم ورعاكم لاننا نختلف عنكم وعن شرعكم الداعشي الذي حلل لكم ما حرم علينا وتجنب القيام به لانها افعال رذيلة شيطانية...
كنا نعرف بأن الدنيا وما خلق بها من مخلوقات وسخر الله الطبيعة بعظمتها لخدمة هذا الانسان بغض النظر عن دينه او عقيدته ليأتي اليوم دعدوش الشيطاني لينحر ويجز الرقاب لهذا الانسان وذاك وبأسم الله ودون اعتبار لكل الشرائع السماوية هذا ما اثار حفيظة كل شعوب العالم مسلمين قبل المسيحيين والايزيديين والصابئة المندانيين لما شاهدوه من بشاعة التصرف والحياة وأخيرا لم يبقى لنا نحن سكان مناطق سهل نينوى وجبال سنجار سوى الامل في الحفاظ على ما تبقى لنا من اثار وتراث لنعيد ترميمه وبناء كنائسنا وحولها بيوتنا الآمنة لنقول للعالم بأننا شعب يحب الحياة والخير لجميع الشعوب لكن ستبقى هذه التجربة المرة التي مررنا بها حلق تزين كتاباتنا ورسوم اطفالنا وأجيالنا الصاعدة لتكون شاهد حي لاضطهادنا وسوء معاملتتا في بلدنا وبوضح النهار وتحت انظار ممن كانوا يدعون بأنهم سيحفظون الامن والسلام في مناطقنا لكنهم خذلونا وتخلوا عنا في احرج الظروف ليتركونا نواجه مصيرنا المحتوم اما بالبقاء في مناطقنا تحت حكم الدواعش!!! ليملوا عينا شروطهم العقيمة او اختيار طريق الهرب العشوائي تاركين كل شيء في ارضنا الى كردستان العراق الآمن... والخيار الاخير كان الحل للنجاة بأنفسنا لترقب ما سيؤول اليه الحال لنعود اليوم بخجل الى اراضينا وقلوبنا محطمة لما قرأنا وشاهدنا من اثار دمار للحياة في مناطقنا ليجرنا الحال للتسائل عن من سيعمر البنية التحتية لبلداتنا؟ ومن سيعمر بيوتنا ؟ ومن سيرجع ايقوناتنا المقدسة لكنائسنا الشاهقة واخيرا من سيرجع ابتسامتنا والاطمئنان بالعيش في مكاننا الذي يوما ما قد غدر بنا جيراننا ليطمع بخيراتنا التي جمعناها بتعب السنين وسهر الليالي وبركة خالقنا الاوحد؟ ...فهل من مجيب حكيم لماذا فعل بنا الاوباش ذلك؟