انور متي هداية في ذمة الخلود
غادرنا إلى الأخدار العلوية الاستاذ أنور متي هداية بعد أن ألمّ به المرض اللعين ولم يمهله طويلا فاقتطفه من بين أهله وأصدقائه ورفاق العمل المشترك في أداء رسالته التي نذر نفسه لها .. فقد تمكن الراحل من الامساك بعقد حركة تجمع السريان قبل أن ينفرط حين اغتيل مؤسسها الشهيد يشوع مجيد هداية وتمكن خلفه أنور من تكملة ما بدأه يشوع وتمكن من قيادة دفة الحركة وفق الأهداف التي تشكلت لها وبموجبها .. ولأنه كان أمينا ومخلصا ومتفانيا في مسيرته فقد حظي باحترام أبناء بلدته قرقوش التي عاملته بفائق الاحترام الذي فرضته شخصيته الهادئة واسلوبه الانساني في التعامل ومواكبته المستمرة للفعاليات والنشاطات الاجتماعية والسياسية ليكون مؤهلا وبكل جدارة لتولي عضوية مجلس محافظة نينوى عن المكون المسيحي ليتألق نجمه وليزداد احترام الاخرين له وليكون مبعث ثقتهم بأمانته ، ولإخلاصه فأنيطت به مهام يعجز كثيرون غيره عن تحملها لكن الراحل أنور كان الشخص المناسب في كل مكان ولم يتذمر أو يتقاعس عن بذل الجهد الصادق في موقعه الرسمي والجماهيري .. وهاهو اليوم يلتحق بركب الفرسان الاماجد الذين سيذكرهم التاريخ بكل فخر واحترام .. سيلتحق بسلفه يشوع مجيد هداية وبالاب الخوراسقف لويس قصاب وبكوكبة الشهداء الذين سطروا أسماءهم بمداد من تبر في مجلدات وأسفار المجد .. الرحمة للراحل والصبر والعزاء لمحبيه .. وما أكثرهم.