-----
كل الدلائل والمعطيات والوعود تشير ان عملية استكمال تحرير محافظة نينوى اصبحت وشيكة وقاب قوسين او ادنى لتخليصها من جور داعش الارهابي وهذه الايام كثرت المزايدات والمطالبات والمشاريع المطروحة والتدخلات الاقليمية بخصوص مستقبل المحافظة وكل جهة تعبر عن اجندتها الخاصة وقسم من هذه الاجندة لا تخدم معركة التحرير القادمة اصلا حيث يقتضي الواجب والمسؤولية الوطنية الكبرى اولا المساهمة في توفير مستلزمات الانتصار وتحقيقه والخلاص من التنظيم الارهابي داعش وثانيا اعادة البناء والحياة الطبيعية الى كافة اراضي وبلدات المحافظة
وبعدها تحت رعاية الامم المتحدة والمجتمع الدولي وبمشاركة كل الاطراف والجهات في المحافظة ممكن اجراء سلسلة من النقاشات والحوارات المسؤولة والبناءة في مناخ ديمقراطي يحترم التنوع القومي والديني والمذهبي والسياسي لابناء المحافظة ويضمن لهم الامن والاستقرار والتعويض والمصالحة والحماية الدولية وكذلك تترك حرية الاختيار والقرار لهم وفقا لارادتهم الحرة بعيدا عن مزايدات البعض في مجلس النواب العراقي ومنها موضوع استحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى وكذلك محافظة للاخوة الايزيدية في سنجار وللاخوة التركمان في تلعفر على اساس اداري وجغرافي وليس على اساس ديني او قومي للمساهمة في نمو وازدهار المنطقة برمتها للحفاظ على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي وتعزيز التعايش السلمي
وازاء ما تقدم فأن القضية التي لا يمكن تجاهلها والتقليل من اهميتها في هذه الظروف العصيبه من حياة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن هي قضية الصراعات والخلافات الجانبية والثانوية داخل بيتنا القومي لذلك على كافة احزابنا ومؤسساتنا القومية وفصائل شعبنا العسكرية المسلحة في الوطن مغادرتها وتركها بشكل تام في هذه المرحلة الحساسة والخطيرة والعمل الجاد والمخلص لبناء بيتنا القومي الكلداني السرياني الاشوري من الداخل وبمشاركة وأرادة الجميع اذا اردنا الحصول على حقوقنا المشروعة في ارض الاباء والاجداد من دون ذلك لا يمكن مطلقاً ان نخرج من حالة الخلافات والصراعات والتشنجات بنتائج تخدم قضيتنا العادلة وحقوقنا المشروعة
لان المخطط المشبوه هذه الايام واضح وضوح الشمس لتصفية قضيتنا والتراجع عن بعض حقوقنا وحرياتنا جهارا نهارا خاصة في حالة استمرار انشغالنا بصراعات ومعارك هامشية وجانبية لا تخدم شعبنا وقضيته القومية ووجوده في الوطن واعدائنا يغذون ويرقصون على الحان خلافاتنا ونحن لا نعي ما يجري من حولنا الا بعد فوات الاوان ومثلما يحصل في كل مرة فهل نتعظ هذه المرة قبل فوات الاوان ؟ ونتعلم ونستفاد من اخطاء ودروس الماضي وتجارب شركاء الوطن في توحيد الصفوف لان الموضوع في حالة عدم المعالجة يصبح اكثر تعقيدا ويهدد بخسائر لا تعوض لمستقبلنا في الوطن ونخسر ارضنا ووجودنا القومي فتعدد المواقف واختلافها يعني الظهور امام شركاء الوطن بموقف الضعف وعدم التأثير وهذا يؤدي الى ضعف مواجهة الضغوطات والصعوبات ويعطي اشارات خاطئة لشركائنا واعدائنا في ان واحد
وهنا لابد من التأكيد ان حصول شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن على حقوقه كاملة وتحقيق اهدافه كشريك اساسي وفعلي في الوطن والعملية السياسية لا يتحقق الا بوحدة عمل تنظيماتنا ومؤسساتنا القومية وفصائلنا المسلحة بروح العائلة الواحدة والفريق الواحد وذلك بتوحيد خطابها ومطالباتها وموقفها بارادة جماعية مؤمنة بصدق حيث ان ذلك مفتاح الحل والسلاح الاقوى امام مراهنات الاعداء ومن الطبيعي في هذا العصر البقاء للاقوى والاصلح والاكثر تنظيما وبعكسه نقرأ السلام على مستقبل شعبنا في الوطن
في كل الاحوال رأينا الشخصي هذا لا يندرج ويدخل في اطار الامنيات والتمنيات والرغبات المستحيلة والصعبة مع اقرارنا واعترافنا بالصعوبات والتعقيدات والحواجز التي تكتنف تحقيقها رغم قناعتنا وايماننا بأهمية التعدد في الرؤى بين احزابنا القومية وفصائلنا المسلحة من اجل المصلحة القومية العليا لشعبنا الواحد وامتنا الواحدة والتي يمكن استثمارها صوب حقوقنا وحرياتنا واهدافنا القومية المشروعة في الوطن وفي هذه المرحلة المعقدة والصعبة من حياة شعبنا وان غدا لناظره قريب
antwanprince@yahoo.com