الحلقة الثالثة والأخيرة
برلين- قال البروفيسور العراقي كاظم حبيب أن تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية “غنية وفاعلة ومؤثرة على المكونات القومية للشعب في سوريا”، منوهاً إن هذه التجربة “الناجحة” يفترض الحفاظ عليها وحمايتها والانتباه للمؤامرات الإقليمية والدولية التي تسعى لوأدها
وفي حوار مطول أجرته وكالة أنباء هاوار مع البروفيسور العراقي كاظم حبيب حول الأزمة السورية، رأى حبيب أن “النظام الفيدرالي يمكنه أن يعزز الوحدة السورية إن اقيم على اسس ديمقراطية واعتراف متبادل بالحقوق والواجبات والصلاحيات”.
وأشار حبيب أن تحرير منبج قد قطع على “الداعشيين الأوباش”على حد وصفه الطريق والقدرة على تصدير النفط إلى تركيا، والإمدادات من تركيا الى “عصابات داعش”، باعتبار المدينة تشكل موقعاً استراتيجيا مهما على مقربة من الحدود السورية التركية.
وأشاد حبيب بدور وحدات حماية الشعب والمرأة قائلاً “قدمت نموذجاً مقداماً للقدرة النضالية والصمود والانتصار. إن مثل هذه الوحدات تستند في نضالها إلى مبادئ العدل والحق. لقد فرضت وحدات حماية الشعب والمرأة على الكرد في كل مكان وعلى المجتمع الدولي والرأي العام العالمي احترامها وحصدت تأييدها، رغم كل الجهد التي بذلتها قوى الإرهاب والظلم والنظم المعادية للقضية الكردية في تشويه أهداف ونضال هذه الوحدات”.
وقال حبيب ردا على أسئلة الحوار مايلي:
من خلال متابعتك للوضع السوري كيف ترى تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية التي اجتمعت فيها مكونات المنطقة لتدير مؤسساتها المدنية، التعليمية، الاجتماعية، الثقافية، الامنية، الاقتصادية…. وهل من الممكن تطبيق هذه التجربة في بقية المناطق السورية؟
من خلال متابعتي للوضع بسوريا حتى الآن، أرى بأنها تجربة غنية وفاعلة ومؤثرة على المكونات القومية للشعب في سوريا. إن هذه التجربة الناجحة التي يفترض الحفاظ عليها وحمايتها والانتباه للمؤامرات الإقليمية والدولية التي لا شك تجري في مطابخ عدة لوأدها، كما جرى لتجربة جمهورية مهاباد بكردستان إيران في العام 1946 مثلاً، أو التآمر السري الجاري على قدم وساق على الفيدرالية الكردستانية بالعراق بين الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية، والتي لم يأخذ الأخوة الكرد بكردستان العراق هذه المسألة بنظر الاعتبار، كما أرى، ويتصارعون في ما بينهم دون وجود أمل بالتوافق على نهج ديمقراطي سليم يدفع بالإقليم إلى الوحدة والتماسك الوطني والقومي وبناء إقليم مدني ديمقراطي إنساني حديث.
مثل هذه التجربة التي لديكم يمكن أن تشمل مناطق أخرى من سوريا، أو حتى بإقليم كردستان العراق والعراق عموماً، فهي تعزز التضامن والتعاون والوحدة والتقدم، خاصة إذا اعتمدت مبدأ المواطنة الحرة والمتساوية والمشتركة، وألا تصبح الهويات الفرعية، التي لا بد من احترامها، قاتلة للهوية الوطنية المشتركة.
كيف ترى دور وحدات حماية الشعب والمرأة في التصدي للتنظيمات الارهابية كداعش وغيرها؟
على وفق متابعتي المستمرة وكتابة بعض المقالات حول النضال الذي تخوضه هذه الوحدات الباسلة، أجد أنها قدمت نموذجاً مقداماً للقدرة النضالية والصمود والانتصار. إن مثل هذه الوحدات تستند في نضالها إلى مبادئ العدل والحق، في حين إن عصابات داعش مجرمة ومأجورة وتقف في صف الجور والظلم والتكفير وبعيدة بالمطلق عن العدل والحق. لقد فرضت وحدات حماية الشعب والمرأة على الكرد في كل مكان وعلى المجتمع الدولي والرأي العام العالمي احترامها وحصدت تأييدها، رغم كل الجهد التي بذلتها قوى الإرهاب والظلم والنظم المعادية للقضية الكردية في تشويه أهداف ونضال هذه الوحدات. تحية احترام ومحبة للمناضلين الشجعان، والذكر الطيب والإجلال للشهداء الذين سقطوا ورووا بدمائهم أرض الوطن. إن من واجبي هنا أن أؤكد على أهمية تطوير العلاقة بين القوى والأحزاب الكردستانية في الأقاليم الأربعة لصالح نضالها المشترك والهدف الذي يوحدها هو انتزاع حقوقها وإرادتها الحرة وحقها في تقرير المصير، والصراع في ما بينها لن يقود إلا إلى خسارة للجميع.
بتاريخ 12-8-2016 أعلن عن تحرير مدينة منبج بشكل كامل، برأيك هل تحرير مدينة منبج وريفها على يد قوات مجلس منبج العسكري سيقطع آخر طريق لداعش من خلال الحدود التركية؟
إن تحرير مدينة منبج بشكل كامل وتحرير جماهير واسعة من ربقة العبودية للتنظيم الإرهابي داعش له نتائج مهمة على أرض الواقع، منها على سبيل المثال لا الحصر:
إنه سيعزز ثقة المقاتلين الشجعان بقدرتهم المستمرة والمتطورة على دحر عصابات داعش المتوحشة. وهذا ما نعيشه في قتال قوات الپيشمرگة والجيش العراقي بمحافظة نينوى.
سيعزز قدرة وثقة الناس بالروح النضالية العالية والقدرة القتالية والاستعداد للتضحية في سبيل الشعب والأرض، وسيجلب المزيد من الشباب والشابات للانخراط بالنضال لصالح القضية المشتركة.
كما إن تحرير منبج قد قطع على الداعشيين الأوباش الطريق والقدرة على تصدير النفط إلى تركيا، والإمدادات من تركيا الى عصابات داعش، باعتبار المدينة تشكل موقعاً استراتيجيا مهما على مقربة من الحدود السورية التركية.
وسيفرض هذا التحرير على النظام السوري أن يأخذ بنظر الاعتبار هذه القوى التي تحقق الانتصارات ضد داعش، العدو المشترك على أرض الواقع لشعوب المنطقة بأسرها.
وأشعر بأنه سيحرك الكرد في كل من الأقاليم الكردستانية الأخرى، تركيا وإيران مثلاً، إلى المزيد من الروح النضالية والنشاط لانتزاع الحقوق المغتصبة على المدى القريب والمتوسط.
لمحة عن البروفيسور كاظم حبيب
يذكر إن البروفيسور كاظم حبيب كاتب وسياسي عراقي وأحد العاملين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني. وحقوق المرأة حاصل على شهادة دكتوراه phD من كلية الاقتصاد في برلين في العام 1968. وحاز على درجة الدكتوراه علوم (هابيل)D.sc. في العام 1973.
أصدر أكثر من 30 كتاباً وكراساً والكثير من الدراسات والبحوث والمقالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وفي مجال حقوق الإنسان والمجتمع المدني باللغتة العربية وبعضها باللغة الألمانية.