مدير المرصد الآشوري: حسب توقعاتنا هناك اكثر من 50% من ابناء شعبنا غادروا البلاد.. وفي حال استمرار الحرب العبثية في سوريا فأن الكثير ممن بقي ايضاً سيغادر

عشتار تيفي كوم/

أجرى اللقاء:  مركز ديانا للاعلام

يكون الأشوريون جزءاً مهماً من النسيج الإجتماعي في المجتمع السوري، وعاشوا منذ سنين طوال على تلك الأرض وضحوا في سبيلها وقدموا لها خدمات شتى وفي مختلف مناحي الحياة. هذا المكون المسالم لم يكن يتوقع أبداً  أن يأتي يوماً ويتعرض للتهجير القسري ومحاولة إقتلاع جذوره التأريخية، من كان ليفكر بأن الخابور لن يغفو على غناء ” الراوي والليانة”، أو إن أقدام أعضاء فرقة أشور للرقص الفولكلوري الشهيرة لن تدق بعد تلك الأرض الطيبة. جاء تنظيم داعش ليضع حداً للحلم الأشوري البسيط،  وتمزق شمل مجتمعه الدافيء، فأصبح جزء كبير منه نازحاً داخل الأراضي السورية، والأخر هاجر إلى خارج الوطن، والباقي مازال يقف طوابيراً أمام أبواب السفارات الأجنبية للحصول على تأشيرة الدخول وتوديع سوريا الأم.. للوقوف على أهم المستجدات والظروف التي يمر بها أبناء شعبنا الاشوري في سوريا، مركز ديانا للإعلام حاور الناشط “جميل الياس دياربكرلي” مدير المرصد الأشوري لحقوق الإنسان” في سوريا، وأعد لكم هذا اللقاء.

1. تتعرض مدينة حلب لكارثة إنسانية بسبب الحرب الدائرة فيها، هل من عوائل أشورية لازالت تعيش في المدينة؟

 نعم هناك عدد لابأس به من أبناء شعبنا الأشوري في مدينة حلب، وهم يشكلون نسبة جيدة من عدد المسيحيين في المدينة المنكوبة، مع الاسف حالهم حال كل سكان المدينة وقد قدموا خلال السنوات الماضية العديد من الشهداء والجرحى من المدنيين العزل الذين طالتهم قذائف وصواريخ الأطراف المتنازعة بالإضافة إلى تدمير عدد من دور العبادة والكنائس ومنازل المسيحيين، ناهيك عن حالة الحصار والجوع وانعدام ابسط الخدمات التي يحتاجها المواطن من كهرباء وماء واتصالات، وغلاء فاحش في الاسعار. وطبعاً لا ننسى أن اهم شخصية بين ابناء شعبنا في هذه المدينة لايزال مخطوفاً منذ ثلاث سنوات وحتى اليوم وهو نيافة المطران يوحنا ابراهيم مطران حلب للسريان الارثوذكس.

2. كيف هي الحالة الإنسانية لسكان قرى الخابور المتحررة من إحتلال داعش الإرهابي؟

الحالة الإنسانية لا تختلف بين قرى الخابور الآشورية وباقي المناطق السورية، فكل القرى الآشورية تحمل اثار الهمجية الداعشية التي طالت الشجر والبشر والحجر، هناك عودة خجولة لبعض ابناء القرى بغية إعادة الحياة اليها، ولكي يوجهوا رسالة إلى العالم بأنهم باقون في ارضهم ومنازلهم، ولكن هناك العديد من الصعوبات الحياتية التي تواجههم من عدم وجود كهرباء وماء واتصالات واسعار المواد التموينية الخيالية، بالإضافة إلى انعدام الاحساس بالامان لدى السكان.-

3. كمرصد مختص بمجال حقوق شعبنا الأشوري، هل لديكم أية إحصائية توضح عدد الأشوريين الذين إضطروا لهجرة سوريا بسبب الحرب؟

 لاتوجد إحصائية دقيقة عن اعداد المهاجرين من ابناء شعبنا، ولكن حسب توقعاتنا ان اكثر من 50% غادروا البلاد، وفي حال استمرار الحرب العبثية في سوريا، وانعدام إيجاد حلول سلمية للازمة السورية، وتغافل الغرب عن مأساة شعبنا، وعدم وجود جهة تدعم الوجود القومي لشعبنا فإن الكثير ممن بقي ايضا سيغادر.

4. إلى أي مدى وصلت تحركاتكم كمنظمات مجتمع مدني لإغاثة من تبقى من أبناء شعبنا الأشوري في سوريا؟

هناك عدد من المؤسسات الإغاثية المحلية الخاصة بابناء شعبنا في الوطن والمهجر، تسعى جاهدة لمساعدة ابناء شعبنا في الوطن، بالإضافة لدور الكنائس الكلدانية السريانية الاشورية المهم في هذا الشأن، لكن تبقى هذه الجهود فردية وغير كافية في حال عدم وجود تعاون بين هذه المؤسسات. نحن في المرصد الاشوري لحقوق الانسان وهو مركز حقوقي وثقافي في الدرجة الاولى، اما المجال الاغاثي فدورنا ينحصر بدعم المؤسسات الموجودة على الارض، وتوجيه الجهات الداعمة للتعامل مع هذه المؤسسات، لان هدفنا في هذا المجال انساني بحت يتمحور حول ايصال المساعدات لشعبنا بأي شكل كان، ولا يهم عن طريق من أو اسم اي مؤسسة سيكون الظاهر.

5. هل تعملون على تعريف ماحدث لأبناء شعبنا في سوريا كجريمة إبادة جماعية من قبل الأمم المتحدة؟

 نحن في المرصد الآشوري لحقوق الإنسان لانوفر أي جهد واي لقاء مع الجهات الدولية والإقليمة والمحلية للتعريف عن قضايا شعبنا، والانتهاكات التي تطاله يومياً في سوريا والعراق، وخصوصاً وانا هذه الانتهاكات ترتقي لتكون جرائم إبادة، تهدد وجوده القومي في ارضه التاريخية، كما نتعاون ونتواصل دائما مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني الفاعلة على الساحة الدولية والمحلية، بالتعاون مع مؤسساتنا القومية، لإيصال معاناة شعبنا في الوطن بصورة واضحة إلى المجتمع الدولي، وما نقوم به ليس إلا نقطة في بحر مقارنة بما يقاسيه شعبنا يومياً من اضطهادات وانتهاكات، لذالك ومن خلال موقعكم نمد يد التعاون لكل مؤسسات شعبنا الكلداني السرياني الآشوري / المسيحي، لنعمل سوية على أيصال معاناة آلالام وأمال شعبنا في الوطن بالطريقة المثلى التي يستحقها هذا الشعب العظيم.

 وفي النهاية أريد أن أقول بأن هناك مخططات جديدة تحوم في الافق، مع وجود نية الدول الكبرى بإعادة رسم خارطة جديدة للشرق الأوسط بدأت ملامح هذه الخارطة بالتوضح، بالإضافة إلى تضخم الحركات التكفيرية الجهادية التي لاتعترف بالاخر كل هذه المعطيات وغيرها، تسترعي منا كشعب اصيل في المنطقة على توحيد الصفوف، ونبذ كل اشكال التفرقة المذهبية والعشائرية والحزبية، والعمل سوية على تثبيت وجودنا في الشرق، وخصوصاً في هذه الايام التي نرى فيها بأم اعيننا كيف يفرغ هذا الشرق من سكانه الاصليين، فعلينا ان نظهر للاخر أننا شعب قوي موحد ملتف حول مبادئ واهداف واحدة تخدم وجودنا التاريخي في بلاد مابين النهرين.