المرنم يزن بابا اللوس: طموحي الاكبر ان يسمع العالم اصوات المرنمين العراقيين

عشتار تيفي كوم - سامر الياس سعيد/

في خضم المعاناة التي عاشها ابناء شعبنا في ظل تهجيرهم من مناطقهم فلم تكن لمثل هذه الكارثة معطيات سلبية بل اسهمت في المقابل بالكشف عن قدرات ومواهب مهمة اسهمت بتخفيف تلك المعاناة ومن هذا الواقع برزت جهود المرنمين ومنهم المرنم يزن بابا اللوس في ابراز صوته وتوظيفه لابراز ما مر به ابناء جلدته ممن  اضطرتهم الظروف لترك مدنهم بعد سيطرة الاغراب عليها ..عنكاوا كوم استضافت بابا اللوس في حوار هذه تفاصيله ..

*بداية ،مالذي جذبك الى عالم الترنيم ،وهل هنالك معايير محددة  تفرض نفسها لدى المرنم الجيد؟

- بالحقيقة منذ نعومة االاظافر ونحن  من خلال خدمة مذبح الرب كأطفال غير مكرسين وبعد التكريس  ( شماس )  وكما يقول المرنم داؤد (مز 69: 9): لأَنَّ غَيْرَةَ بَيْتِكَ أَكَلَتْنِي  ) كانت هذه هي الانطلاقة والنواة  للخدمة ومن خلال الطقس السرياني الارثوذكسي الانطاكي  الذي  هو غزيرٌ بالالحان والترانيم الشجية جعلني ان اخذ في هذا المجال الذي هو جزءٌ لايتجزء من الصلاة مثل ماقال القديس اغسطينوس ( من رنم فقد صلى مرتين )  يضاف الى ذلك الخدمة في مذبح الرب كشماس , أما المعايير أو المقومات  للمرنم  تكون الموهبة اي ( الصوت ) , وانا من خلال خبرتي ورأيي المتواضع  لنجاح الترنيمة فيتوجب الالتزام بعدة مرتكزات منها بناء الكلام الصحيح والروحي المستند من الكتاب المقدس  والعيش مع كلمات الترنيمة بالحياة الشخصية واليومية للمرنم وعكسها مع الاخر اي الانسان لان الكلمة تبني وتحيي تليها اللحن والتوزيع والموسيقى والاداء لكي تكون ترنيمة متكاملة .

*هل تعتبر امسيات الترنيم التي تقيمها الكنائس بوصفها فرص لابراز المرنم ام هنالك فرص اخرى تصقل مهارات المرنم؟

- امسيات الترانيم هي احدى الوسائل التي تقوم بتقديم المرنم  وبالطبع تبرز لك مواهب عدة  ولكن ليست العامل الوحيد لأن اليوم وكما نعرف وسائل التواصل الاجتماعي والملتي ميديا تلعب الدور الكبير في حياتنا في انتشار المرنم والترانيم بسرعة البرق بلحظة زمن  أما الفرص لصقل موهبة المرنم فانا تطرقت ببداية حوارنا  حول  ما تشكله الموهبة والحس الروحي من اسس للبداية وتبقى على الشخص وقابليته في تطوير نفسه من خلال تعلم المقامات  او عزف الة معينة كالعود والكمان والاورغن تجعل منه مرنم جيد  وتزيده خبرة وصقل .

*امسيات الترنيم مازالت محلية ،هل هنالك افكار للتلاقح وتبادل الخبرات مع فرق الترنيم في دول اخرى كلبنان او الاردن؟

- الامسيات لابد ان تكون محلية  اولا من خلال المحيط الذي  تعيش  انت فيه لكي نظهر للعيان مانحن عليه ( ماذا ينفع  لو كان لديك جوهرة وتخبئها في جيبك ) ويوميا تخرجها وتدخلها في جيبك  وانت الذي تراها فقط   فلا بد من أن تنطلق من بيتنا اولا ( الكنيسة المحلية ) بعدها العمل اي الترانيم هي التي سوف تفرض نفسها على المتلقي وانا من خلال مشاركتي  كعضو  للجوق الموحد لكنائس الموصل الذي تأسس في عام 1998 وافتنا الفرصة بدعوة الفريق لاقامة أمسيات ترانيم في حلب  بواقع ( امسيتين ) وفي دمشق امسية وفي لبنان في كنيسة الفنار مع فريق (  agape  ) المعروف .. على غرار صدور البوم لفريق الجوق الموحد عام 2005 وكانت للامسيات  أنطباعات واصداء جميلة  . واذكر ان تلك المشاركة وفرت لنا كفريق تبادل الخبرات واثمرت عن  الكثير من  أصدقائنا المرنمين  والكتاب والملحين المحليين والعرب وبين الحين والاخر تبادل الخبرات وفي الـ( cd)الاخير لدي تعاون مع الكاتبة اللبنانية كلود ابو حيدر بترنيمة (ماوعدتني) .

*من هو الصوت الذي تحرص على الانصات له من مجموع المرنمين المعروفين؟

- بصراحة انا اسمع للترانيم التي تؤثر بي داخليا واي صوت ينبع من القلب مع الحس الروحي..

*طموحك كمرنم وامنياتك في اي فلك تدور؟

- بصراحة طموحي هي ان تصل كلمة الرب  لا مني أنا الضعيف  لكن من خلال صوتي  وترانيمي الى ابعد بقعة في العالم ليتمجد أسم ربنا القدير .. أما طموحي الكبير هو ان يكون لنا بصمة  نحن المرنمين العراقيين من خلال كلماتنا والحاننا وموسيقانا التي كانت للعالم في الازمنة  والحضارات الاولى  قد غزت العالم بجميع روافده  لان بصراحة لدينا اصوات رائعة وكتاب وملحنين وموسيقيين مبدعين لكن الفرصة لم تتاح لهم  و من خلال موقعكم الموقر نوجه اصواتنا للمعنيين في هذا المجال للاستقطاب ومد يد التعاون والدعم  لابراز هذه المواهب.

*هل لك ان تحدثنا عن الـ(cd) الذي اصدرته مؤخرا وعن اجواء  اصداره ومن ساهم بترجمته لارض الواقع ؟

-بالنسبة  لصدور البوم امسية الترانيم فكانت في خضم المعانات التي عاشها ويعشها شعبنا المسيحي المهجر قسرا من الموصل وسهل نينوى كانت فكرة اقامة امسية وفي ظروف التهجير فشمر الشباب  عن سواعدهم فكان  الكلام واللحن معد سلفا   ولكن ينقصه التنفيذ ولكن بمشيئة الرب تظافرت الهمم وبدأت ابحث عن منفذ  وشاءت العناية الالهية ان العازفين هم من اهلنا واصدقائنا المهجرين من الموصل وسهل نينوى وبدأت التمارين بواقع ثلاث  تمارين اسبوعيا وكانت التمارين تستغرق احيانا لحد الساعة الواحدة ليلا  ولكن كانت بفرح ومحبة والعمل جميعه من كلام وتلحين وتوزيع وموسيقى بجهود عراقية خالصة ودون الاستعانة بجهود خارجية  باستثناء ترنيمة لامنا العذراء مريم مقتبسة  من ترنيمةلبنانية  ولدي  ترنيمتين من الحاني  عن امنا العذراء مريم ( مريم يااجمل ترنيمة ) وترنيمة ( الرب وشاول ) عن الرسول بولص لذي لم يعطيه احد حقه بالترانيم وكان هذا العمل بدعم مباشر من قبل نيافة الحبر الجليل مارنيقوديموس داؤد متي شرف  رئيس اساقفة  الموصل للسريان الذي كان دائما المشجع والمحفز لنا وكانت للامسية اصداء كبيرة بما مثلته من بلسم على الجراح  في خضم الظروف التي يعيشها اهلنا فالناس التي اتت الى الامسية جاءت تصلي وكانت ردود افعالهم واضحة من خلال تفاعلهم مع الترانيم  من ذرف الدموع  والتصفيق  والتهليل ولابد من هنا ان اقدم شكري الى كل شخص لذلك برزت فكرة اتاحة الـ(cd)مدعوما من قبل الكنيسة ولايسعني الا ان اقدم شكري لموقعي عنكاوا دوت كوم وعشتار لتوفيره هذه الفرصة في اتمام هذا الحوار..

للاطلاع على برومو الامسية الخاصة بالترانيم

https://www.youtube.com/watch?v=QdM73HSH-c8