يونامي: حملة الموصل ستكون مدمرة للمدنيين وطالبنا بـ 284 مليون دولار لسد الاحتياجات الإغاثية

عشتار تيفي كوم - رووداو/

حذرت الأمم المتحدة، من مغبة "نفاد الوقت" لتلبية متطلبات الإغاثة الخاصة بمعركة تحرير الموصل، مبينة أن ذلك يتطلب تخصيصات عاجلة قدرها 284 مليون دولار أميركي لبدء الاستعداد للعملية التي يمكن أن تؤثر في قرابة مليون و500 ألف من المدنيين، ومحذرة من أن العمليات العسكرية على الموصل ستكون مدمرة على المدنيين.
 
وقالت المنسق الإنساني في العراق، ليز غراندي، في بيان أصدرته بعثة الأمم المتحدة الخاصة لمساعدة العراق (يونامي)، إن "تأثير الحملة العسكرية على المدنيين سيكون مدمراً في الموصل"، متوقعة "وقوع عدد كبير من الضحايا في صفوف المدنيين وأن تتعرض الأسر التي تحاول الفرار إلى خطر شديد".
 
وعدت غراندي، أن"الأمم المتحدة لا يمكنها القيام بأي شيء للاستعداد لما يتوقع أن يكون من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم العام 2016 الحالي ما لم يتم الحصول على المزيد من التمويل"، مشيرة إلى أن "العمليات العسكرية التي تقودها الحكومة العراقية وحلفاؤها لاستعادة السيطرة على المناطق من تنظيم داعش في العراق تجبر مئات الآلاف من المدنيين، بما في ذلك أكثر من 85 ألف شخص من الفلوجة على الفرار من منازلهم بحثاً عن الأمان".
 
وأضافت المسؤولة الأممية، أن هناك "كثر من ثلاثة ملايين و300 ألف نازح عراقي في مختلف أنحاء البلاد، ومن المحتمل نزوح ما يصل إلى مليونين و500 ألف شخص على طول ممرات الأنبار والموصل في الأشهر المقبلة"، مبينة أنه على الرغم من "تسابق الشركاء في تقديم الدعم في الخطوط الأمامية، فقد وصل تقريباً كل مخيم ومركز استقبال الأسر النازحة حديثاً إلى الطاقة القصوى، وتحتاج الأسر النازحة إلى مجموعة شاملة من المساعدة المنقذة للحياة والمساعدة المتخصصة، التي ينبغي أن تتضمن المياه والغذاء والمأوى في حالات الطوارئ والمساعدة الطبية، كونها أكثر إلحاحاً حاليا".
 
وأوضحت غراندي، أن "الشركاء في المجال الإنساني عملوا بكل الطرق التي يمكن تصورها، ففي بداية هذا العام، طالبنا بتوفير 861 مليون دولار أميركي لمساعدة سبعة ملايين و300 ألف من العراقيين الذين كانوا يواجهون المشاكل، وقد حصلنا على 40 في المئة فقط من المبلغ المطلوب"، مؤكدة أن "تسعة وتسعين برنامجاً من البرامج الإنسانية في الخطوط الأمامية توقفت، بما في ذلك 30 من البرامج الصحية المنقذة للحياة، وستتوقف المئات من البرامج الإنسانية الأخرى في الأسابيع والأشهر المقبلة إنْ لم نحصل على الدعم".
 
ورأت المنسق الإنساني في العراق، أن "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لا يستطيع أن يفعل ما هو ضروري للاستعداد للموصل إنْ لم يحصل على المزيد من التمويل الآن"، مشددة على أن "“المكتب بحاجة إلى تمويل النداء الأصلي، وكذلك إلى مبلغ إضافي قدره 284 مليون دولار أمريكي قبل ما لا يقل عن شهرين ونصف للاستعداد قبل بدء عملية الموصل".
 
وتابعت غراندي، أن "الشركاء في المجال الإنساني في العراق، قاموا بتحديد احتياجاتهم ذات الأولوية بدقة"، مستطردة أن "المكتب لا يطلب مبلغاً مبالغا فيه أملاً في الحصول على جزء منه، بل الحد الأدنى المطلوب، وإذا حصلنا على التمويل بعد بدء العملية العسكرية لاستعادة الموصل، لن يتمكن الشركاء من الاستجابة".
 
ومضت المسؤولة الأممية قائلة، إن "تكاليف العملية الإنسانية في الموصل نفسها ستعتمد على حجم ومدة وشدة المعركة في المدينة"، وزادت أن "الشركاء في المجال الإنساني يعملون بشكل وثيق مع نظرائهم في الحكومة، ووضعوا مجموعة من السيناريوهات من دمار محدود ونزوح محدود لمدة محدودة، إلى دمار هائل ونزوح جماعي لمدة طويلة. وفي أسوء الحالات، قد تكون هناك حاجة لحوالي مليار و800 مليون دولار لدعم السكان المحتاجين".
 
وواصلت غراندي، أن من "المهم جداً وعلى نحو متزايد إعادة توازن الاستثمارات في العراق لضمان تلقّي المدنيين الذين تضرروا من الصراع والذين فقدوا كل شيء، المساعدة التي يستحقونها".
 
وكانت الأمم المتحدة، حذرت، الاثنين الـ 18 من تموز 2016 الحالي، من إمكانية وقوع "أزمة إنسانية كبيرة" نتيجة الهجوم المرتقب لتحرير الموصل من (داعش)، مبينة أنها تحتاج لقرابة ملياري دولار لتأمين المساعدات الإنسانية الضرورية للمدنيين النازحين من المدينة.