الحقيقة المرّة أن الأحزاب والحكومات لا ترعى ولا تنظر نظرة بعيدة ألى الأمور بتأن ، بل ترغب في قطف الثمار الآنية ، وهذا ما فعل حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان في تركيا ، فناصب بشار الأسد العداء بالتكافل والتضامن مع السعودية وقطر في سبيل إسقاط الأسد ، فغدت تركيا المعبر الرئيسي للإرهابيين من مختلف بلدن العالم إلى كل من سوريا والعراق ، وبعد أن إستولت داعش على بعض منابع النفط في سوريا والعراق بعد أن تطورت قدراتها العسكرية فإستولت على بعض المدن السورية والعراقية وأقامت ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام وأختصارها ( داعش) ، وأخذت تقايض النفط المسروق من كلا البلدين بالسلاح وبأبخس الأثمان ، وكانت تعالج علناً جرحى تنظيم داعش في مستشفياتها الحدودية ، فإستفادت من داعش وكانت لها كالبقرة الحلوب أو الدجاج الذي يبيض ذهباً كل يوم ، ولكن لما إفتضح أمرها ، وتدخل روسيا القوي في سوريا لصالح الأسد ، لكن لما أسقطت تركيا المقاتلة الروسية ، نشرت روسيا صور رتل شاحنات النفط العابر من سوريا وهويدخل تركيا ، فإضطرت تركيا إلى وقف الدعم العلني لداعش ، مما اثار غضب داعش ، وها هي داعش تكشر عن أنيابها ، فضربت في أنقرة سابقاً وها هي تضرب في مطار اتاتورك والضحايا بالعشرات ومن ضمنها العديد من الأجانب ، فماذا يعني هذا ؟
الحقيقة أن اردوغان يجني الآن ما إقترفت يداه من جرائم بحق الشعب العراقي والسوري وبحق شعبه ، حيث عوضاً عن ضرب داعش الإرهابي ، حوّل البوصلة صوب شعبه الكردي الفقير ، لكونه يطالب بحقه المشروع كمواطنين لهم نفس حقوق الأتراك في الحرية والمساواة لكن ّ كما يقول المثل العربي : وجنت على نفسها براقش ، وهو مثل معروف ، وتركيا الآن تدفع ثمن قصر نظر النظام الحاكم بقيادة حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان ، فهل يعي الشعب التركي ماذا فعل اردوغان ، فيسحب تأييده لتعود تركيا لتهتم بشعبها بدل الإنخراط في الأحلام وإعادة سلطة الإمبراطورية العثمانية بزعامة السلطان اردوغان ، ولكن هذا أضغاث احلام ، وسوف ينقلب السحر على الساحر ، وها هي البداية ، والأيام القادمة سنرى المزيد من المآسي للشعب التركي إذا إستمر اردوغان في السلطة ولم يغير سياسته الرعناء ، ولا ننسى السعودية وقطر ، وقد يكون مصيرهما أسوأ من تركيا على يد داعش ، والله أعلم ؟