الشيطان أثار عاصفة ولكنها ستزول لأن الله قويّ ولا شيء يحدث بدون إرادته الإلهية. الله معنا. المسيح يملك فينا وفي كل الذين اعتمدوا بالمسيح من بيننا ولذلك لا نجزع. قد ندخل في تجارب ولكن مخلصنا بقربنا إذ قال "أنا قد غلبتُ العالم ". (يو33: 16) ولأجل ذلك نحن أيضاً سنكون غالبين حتى لو أنّ البحر يجيش مهدّداً في اللحظة الحاضرة. لا تخشوا أحداً، خافوا الله وحده الذي يستطيع أن يطرحنا في نار الجحيم إ ن لم نكن حريصين.
لذا "طوبى للمطرودين من أجل البرّ لأن لهم ملكوت السموات (متى 10: 5)".
لا تنسَ ما عاناه المسيحيون في القديم للحفاظ على إيمانهم بمسيحنا. اختبأوا في السراديب واضطهدوا وتألّموا. طوبى لنا نحن أيضاً المُضطهدين من أجل رغبتنا في عبادة الله والحفاظ على طهارتنا.
سنعاني الكثير... نعم ولكن يسوع المصلوب سيغلب في النهاية. لأن الصليب هو رايتنا المجيدة. فلا تخف. لأن الله معنا.
* وبقول السيد المسيح: "أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي" كأنه يقول: "يجب أن تعبر هذه الشدائد كلها، لأن الإيمان بي وبأبي هو أقوى اقتدارًا من المصائب الواردة عليكم، ولا يسمح لأي شر أن يغلبكم.
(القديس يوحنا الذهبي الفم)
* يؤكد الرب دومًا هذا التعريف لإيمان الكنيسة الذي يتضمن التعليم بأنه يوجد إله واحد الآب، لكنه لا يفصل نفسه عن سرّ الإله الواحد... وهو ليس بإلهٍ ثانٍ، ولا بالإله المنفرد.
وحيث أن طبيعة الإله الواحد فيه لا يمكن أن يكون إلهًا مختلفًا عنه... فهو لا يقدر أن ينفصل عنه، ولا أن يندمج فيه. لهذا يتحدث بكلمات مختارة بتأنٍ، فما يدعيه بالنسب للآب يشير بلغة متواضعةً أنها تناسبه هو أيضًا. خذ كمثال الأمر: "تمسكوا بالإيمان بالله، فآمنوا بي". إنه يتماثل مع الله في الكرامة. أسألكم كيف يمكنه أن ينفصل عن طبيعته؟ يقول: "تمسكوا بالإيمان بي أيضًا" كما قال: "تمسكوا بالإيمان بالله" أليس القول: "بي in me" يعنى طبيعته؟
* "لا تضطرب قلوبكم، أنتم تؤمنون بالله، فأمنوا بي".
يحذرنا السيد المسيح من القلق والاضطراب، مقدمًا لنا الإيمان به كعلاجٍ عمليٍ للمعاناة من القلق.
لم يتركنا في اضطراب إذ يهتم بسلامنا الداخلي. الآن يفتح لهنا باب الأمان والسلام ألا وهو الإيمان به، نؤمن به كمخلص يتألم ويموت لأجلنا لكي يهبنا قوة القيامة وبهجتها، ويفتح لهنا طريق السماء، ويهبنا حق العبور إلى مواضع الراحة الأبدية. —
والرب يبارك الجميع