عشتارتيفي كوم- العرب/
في حين كان داعش يعلم بيوت المسيحيين بحرف نون (ن) التي تشير إلى نصراني، انتشرت في مدينة الموصل العراقية ظاهرة تعليم الجدران بحرف ميم (م) والتي تعني مقاوم أو مقاومة، كحرب نفسية وإعلامية ينتهجها مجهولون ضد داعش.
العرب - نُشر في 17/06/2016، العدد: 10309، ص(19)
الموصل (العراق) – انتشرت صور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تظهر حرف الميم (م) مكتوبا على جدران مدينة الموصل العراقية… وسط حديث عن حملة “مقاومة” داخل المدينة.
وبدأت الحملة منذ نحو أربعة أشهر، على أيدي مجموعة من المناهضين لداعش أطلقوا على أنفسهم اسم كتائب الموصل.
ويرمز حرف الميم (م) إلى المقاومة، ولا تقتصر كتابة الحرف على منطقة أو حي بعينه بل انتشر في مناطق وأحياء كثيرة، لكن المثير أنه بات يكتب على جدران المنازل التي يقطنها عناصر تنظيم داعش والتي هي في الأساس منازل لمهجرين ونازحين عن المدينة استولى عليها التنظيم.
وسبق أن وصم التنظيم بيوت المسيحيين في المناطق التي تقع تحت سيطرته بحرف نون (ن) التي تعني نصراني.
ويقف وراء حملة (م) نشطاء معارضون لداعش منتشرون على جانبي مدينة الموصل وأطرافها على شكل مجموعات سرية. وقد بدأوا بحرب غير مباشرة من خلال إرسال رسائل كتابية في ظروف مختومة بالحرف (م) تحمل أشد أنواع التهديد لعناصر داعش.
كما يقوم أفراد الحملة بتصوير حرف الميم على جدران الموصل، ونشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، “حتى يعلم الموصليون أن هناك من يقاوم حكم التنظيم في مدينتهم”.
وتهدف الحملة إلى توحيد كل العمليات العسكرية والإعلامية والتي تصب في بوتقة المقاومة ضد تنظيم داعش داخل المدينة.
وباتت حملة (م)، وفق معلقين رقما صعبا في مواجهة داعش إعلاميا ونفسيا، وسط كل ما يتعرض له التنظيم من قصف واستهداف وقتل وخسائر. ويصفها بعضهم بـ”حركة تعبيرية ابتكرها مقاومون موصليون ليبثوا الرعب بين صفوف عناصر تنظيم داعش”.
وتضم “كتائب الموصل” عددا من أبناء المدينة بجانب البعض من أفراد الجيش العراقي السابقين. وقالت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، الثلاثاء إن الكتائب تمكنت من اغتيال 15 عنصرا من داعش. وأشارت إلى أن الموصليين الذين يبغضون داعش لا يستطيعون فعل شيء تجاه التنظيم لافتقارهم للسلاح.
من جانبه، شدد تنظيم داعش من إجراءاته التعسفية ضد أهالي الموصل، بالتزامن مع قرب الهجوم الكبير عليها من قبل القوات العراقية والبيشمركة والتحالف الدولي. ونشر داعش في أغسطس 2015 الماضى قائمة بأسماء 2070 شخصا، على جدار معهد الطب العدلي، لأشخاص تم إعدامهم منذ احتلاله للمدينة في يونيو من العام 2014.
ويسعى التنظيم إلى عزل أهالي المدينة بعدة أساليب، منها منع استخدام الهواتف والستلايت، وفرض قيود على الإنترنيت، خوفا من انقلاب داخلي على التنظيم.
كما يستخدم التكنولوجيا الفائقة وأحدث الأدوات والتقنيات الإعلامية في حرب دعائية من نوع خاص يبثها بالعديد من اللغات الأجنبية، كما تظهر أفلام إعدام رهائنه استعراضا للقوة بأحدث التقنيات المتاحة.
وعلى مواقع التواصل يتحدث الموصليون عن جانب آخر من المقاومة، وهو “مساعدة المحتاجين من أهالي الموصل”، عن طريق إيصال صناديق بها مساعدات غذائية خلال شهر رمضان على الرغم من المخاطر والعقوبات.
ويبدو أن حملة #مساعدة وصلت إلى خارج الموصل، مع ظهور منشورات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحث العراقيين على مساعدة النازحين من مدينة الموصل، الذين اضطروا إلى ترك مدينتهم بعد دخول ما يسمى بتنظيم داعش. ويقبع في مدينة الموصل حاليا أكثر من 2 مليون شخص في مكان أشبه بـ”المعتقل” يعيشون أوضاعا معيشية صعبة.
وتعتبر مدينة الموصل العراقية حاليا أكبر مدينة في العراق وسوريا تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة، الذي دخلها في عام 2014، ويمثل تحريرها من قوات التنظيم تحديا للقوات العراقية المدعومة بقوات التحالف التي تشن حاليا عملية مكثفة لاستعادة مدينة عراقية أخرى تقع تحت سيطرة التنظيم، وهي الفلوجة.
وحققت القوات العراقية مؤخرا تقدما في اتجاه الفلوجة، وتجري حاليا معارك مع قوات التنظيم في غرب وجنوب الفلوجة. ويعتبر نجاح القوات العراقية في استعادة الفلوجة، تمهيدا لتحرير مدينة الموصل من أيدي التنظيم.