عند الإحتلال الأمريكي بعد سقوط صدام ، اصبحت الفلوجة معقل تنظيم القاعدة ،حيث إنطلقت منها معظم العمليات الإرهابية إلى بغداد وغيرها من المدن العراقية ، والغالبية من العراقيين لا زالت الفلوجة عالقة في ذاكرتهم ، وبعد مقتل الزرقاوي وتحوّل ابو بكر البغدادي لتأسيس داعش ، كانت الفلوجة في مقدمة المدن التي إحتلها الإرهاب ، وهذا يدعونا إلى التساؤل: لماذا الفلوجة ؟ هل لأن أهلها مستعدين لتقبل الإرهابيين ويتعاطفون مع أفكارهم ؟ أو هل هم من المغرر بهم بشعارات الدولة الإسلامية المزعومة ؟
الحقيقة التي لا يجب أن لا تغيب عن بالنا ، أن الغالبية من المدن التي إحتلها داعش، كانت للخلايا النائمة دوراً محورياً وفاصلا ًفي تسهيل مهمة الإرهابيين ، أما المدن التي رفضت الفكر الإرهابي المتطرف ونهجه ، ظلّت عصية على الإرهاب ، ومدينة آمرلي نموذجاً .
وبناء على ما تقدّم نقول : إن الناس التي كانت مخدوعة قد إكتوت بنار الإرهاب ، وهي الآن تتطلع إلى ساعة الخلاص من هذا المستنقع القذر الهمجي المتوحش الذي لا يعلم غير القتل والذبح والإغتصاب بحجة جهاد النكاح وغيرها من الإفكار المقززة التي لا يقبلها العقل والمنطق والدين ، وأيقنوا الخديعة والمنزلق الخطير الذي وضعوا فيه أنفسهم ، ولكن لا زال أمامهم فرصة الخلاص من هذا الكابوس ، بمساعدة القوات العراقية بمختلف صنوفهم لكي يكون بمقدورهم مدّ يد العون لإنتشالهم وعوائلهم وأرضهم وعرضهم من يد هذا التنظيم الذي عاث في الأرض فساداً ودمارا في أية بقعة إحتلها ، فهو يتفنن في طرق القتل والموت ولا يحسن غير لغة كل ما هو قبيح ومستهجن.
فتحية لقواتنا البطلة التي تسحق بقوة رأس الأفعى الذي يلدغ العراقيين من كل حدب وصوب ، وها هي الفلوجة تطوقها قواتنا الأمنية ، وإستردادها من يد الإرهاب بات قوب قوسين ، وبهذا نبعد سكين الفلوجة عن خاصرة العراق وخاصة بغداد الحبيبة ، الذي عوّل عليها داعش كثيراً ، وعندها ستكون الموصل هي المحطة الإخيرة وزوال داعش من العراق إن شاء الله .