من حق عائلة مسعود البارزاني ان يفتخروا بتاريخهم النضالي الطويل في الكفاح المسلح ضد الحكومات الدكتاتورية التركية والعراقية ، ولم تسجل عليهم حالة واحدة في الخيانة ، والمشهود لهم في الكفائة والأخلاص ولا يستطيع احد ان ينكر هذا النضال البطولي . فالشيخ محمد البارزاني يعتبر أول قائد قام بالحركة الكردية ، لكن سرعان ما أخمدتها الحكومة التركية والقي القبض عليه وتوفى في سجن بدليس ، واتى من بعده نجله الشيخ عبدالسلام البارزاني الذي قام بالثورة الكوردية ايضا لكنه تم أخمادها واعدمته تركيا سنة 1914 ، واتى من بعده في النضال ( شقيقيه ) احمد البارزاني الذي اعدم ايضا في الموصل سنة 1947 . وشقيقه الأصغرالزعيم المعروف الراحل ملا مصطفى البارزاني الذي واصل النضال حيث اصبح رئيس اركان الجبش في جمهورية مهاباد في ايران سنة 1945 لكنها لم تدم لأكثر من 11 شهرا فتم القضاء عليها من قبل الحكومة الآيرانية ، فهرب الى روسيا ثم عاد الى العراق في عهد عبد الكريم قاسم 1958، ولأختلافه معه بمطاليب شعب كوردستان وكلاهما اصبح يعرف نوايا الأخر ، فتجدد الكفاح المسلح بقيامه بالحركة الكوردستانية سنة 1961 الذي استطاع ان يجبر الحكومة العراقية في عهد احمد حسن البكر باصدار قانون الحكم الذاتي لكوردستان العراق في 11 / اذار/ 1970 لتصبح بنوده اساسا للفدرالية بأعتباره أول نموذج في العراق والمنطقة ليس للكورد المسلمين وأنما لمسيحيي كوردستان ايضا.
كما يعود له الفضل بتعريف العالم في المحافل الدولية بمطاليب وحقوق شعب كوردستان ، وبعد انهيار الركة 1975 نتيجة اتفاقية الجزائر المشؤومة بين العراق وايران ، التجأ الى امريكا وتوفى فيها سنة 1979، فاتى من بعده في قيادة المسيرة نجله مسعود البارزاني الذي واصل نهج والده في الكفاح المسلح ، فكان يتحدى الطبيعة بصلابتها وجلادتها ويشق الصخور والجبال الوعرة ، وينتقل من كهف الى كهف ومن واد الى واد ، واصبح الأقليم برئاسته بؤرة مضيئة في المنطقة تنعم بالأستفرار الأمني والتطور العمراني والتعايش السلمي بين جميع المكونات . ,
وانا كمسيحي لا انكر عشقي للعراق ومحبتي للأقليم وللأسرة البارزانية ، اشعر بالأسى والحزن واستنكر لكل ما ينشر من كراهية وحسد لحفنة ضالة حاقدة ، قد يكونون من المنافسين او من ذوي المصالح الحزبية الضيقة بسبب تدني مستواهم المهني السياسي ليحاولوا التشويه لتاريخ نضال عائلة البارزاني الطويل ، بخلق الأزمات وخاصة في هذا الظرف العصيب ، ليسجلوا نضال هذه العائلة ( البارزانية ) باسمائهم او باسماء تنظيماتهم السياسية ، على اعتبار ان العمل في النضال يخضع لشروط الكفائة وادعائهم بالديمقراطية بانها تتحقق متى ما يتم تغييرالأشخاص من دون النظر الى التغيير الجذري للمجتمع . لكن ماذا نقول للنفوس المريضة والعقول المتحجرة التي تحارب اسماً لامعا مناضلاً في التاريخ ..
انا هنا لست سياسي ولا بودي ان اكون سياسيا وأن ما نشرته هو شعوري واحساسي بالعودة السريعة لصفحات التاريخ ليس الغرض منها الترويج وتلميع لصورة مسعود البرزاني او الدفاع عنه ، لكن نبذة تعريفية مختصرة قدمتها للقارئ الكريم ليفكر معي ولو قليلاً حول نضال هذه العائلة البارزانية .
والله من وراء القصد