أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      قناة عشتار الفضائية تتمنى الشفاءالعاجل للمطران مار ماري عمانوئيل      محافظ نينوى يزور مطرانية القوش      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب      فيتو أميركي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة      السبب الحقيقي وراء انقطاع خدمات Meta المستمر      جدل حول آثار جانبية حادة لاستخدام الأدوية المضادة للذهان لتخفيف الزهايمر      مايلز كاغينز‏: الحوار حول استئناف تصدير نفط إقليم كوردستان سيبدأ قريباً      إلزام يوفنتوس بدفع 9.7 مليون يورو كرواتب متأخرة لرونالدو
| مشاهدات : 1157 | مشاركات: 0 | 2016-02-13 11:40:24 |

جسور الثقة بين أحزابنا وشعبنا

ايفان جاني


عندما يجمعني اللقاء بأبناء جيل الخمسينيات والستينيات، أتوق لسماع حديثهم عن الأيام الخوالي. وكيف يجسدون حياة تلك الأيام بكلمات يحن المتلقي لها، فكيف بذلك الإنسان الذي عاش في تلك العقود التي إن صح التعبير أن نطلق عليها الفترة الذهبية من حياة شعبنا الأشوري في الوطن. ففي غالبية تلك الصور، تظهر الحياة بسيطة، البيوت طينية كما الشوارع، الجميع يجهد ويكد من شروق الشمس حتى غسقها. لاكهرباء، فالفانوس القديم يزين صدر البيت، ولا تلفاز بل حكايات الأهالي المليئة بالعبر والحكم كانت تلم شمل أفراد العائلة في الليالي، لاسيما ليالي الشتاء الطويلة، لابدلات فاخرة ولاكاوبويات ماركة، ثياب قديمة تغسل مراراً وتلبس بعد أن تكوى وكأنها جديدة. لا كعوب عالية ولامعطرات ومساحيق تجميل، وما حاجتهم إليها فرائحة تراب الوطن أزكاها، وجمالهم الداخلي آسر، فلما التحوير بأصباغ وألوان خداعة. أما الحرية، فقد كانت مغتصبة على الجميع، إلا أن قلوبهم كانت تفوح بالحب والأمل، قلوب تدق إيماناً كأجراس الكنائس بقضيتهم القومية، وتخفق في صدورهم راقصة كراية الأمة الزاهية الألوان.

يومها لم يكن مسموحاً لأحد بأن يتحدث عن قضيته أو حقوقه، ولا أن يرفع رايته عالياً. الأغاني القومية كانت أشبه بالأفيون، أعواد المشانق كانت مصير من ينتمي إلى الأحزاب القومية الأشورية.  مرت أيام وسنوات وعقود، وفي  بداية شهر ربيعي، زف إلينا خبر حرية "الحرية"، يومها كنا أطفالاً، ففرحنا وركضنا وقفزنا، لم نكن ندرك معنى كلمة الحرية، لأننا لم نقرأ عنها في كتب المدارس، وما سمعناها يوماً على التلفاز الوطني، لكننا كنا ندرك تماماً بأنها كلمة خطيرة وسيعاقب بقسوة كل من وجدت تلك الكلمة بحوزته مختبئة بين شفتيه. علامات نصرة الحرية قرأناها بوضوح من على محيا أهلنا. وسمعنا أن " قروتاني دأتور" قد وصلوا إلى أرض الوطن، وشرعوا بفتح المقرات وتنظيم الشباب. نعم كانوا " قروتاني دأتور" إلا أن قادة الـ(قروتاني) قبل أن يزينوا صدورنا بعلمنا القومي، وشحوها برموز حزبية، وقبل أن تنطق شفاهنا الصغيرة البريئة يومها بقصيدة نمجد فيها شهدائنا وأمتنا، أمسينا ننشد للقادة السياسيين شعارات النصر وأغاني وأهازيج البيعة كما علمونا ولقنونا ذلك في المدرسة، يوم كنا نغني لسنوات بإسم وإنتصارات وبطولات قائد الضرورة وسيف العرب وحامي البوابة الشرقية.  

ومن تلك اللحظة، بدأ الصراع، وإنقسم الشعب إلى شيعة وفئات، أحزاباً ومؤسسات، عشائر وطوائف وكنائس متناحرات. يومها لم ندرك الحقيقة والمغزى والهدف من صراع هذا مع ذاك، كوننا كما ذكرت صغاراً، ولم يكن بين الصغار المتناحرين يومها كبيراً. فتفرقنا في المناسبات وكذلك في الإحتفالات والإنتخابات والندوات وحتى مراسيم العزاء، كما وقفوا في طريق الحب وحرموه عن العشاق، أتذكر بأننا حرمنا حتى من بعض المطبوعات، كذلك من الألوان التي أمست رموز أحزاب وحركات. ويوم إلتحقنا بالجامعة، إنفصلنا عن أصدقاء طفولتنا وكل واحد منا ذهب إلى أحد الأقسام الطلابية الخاصة بتلك الجهات. وبعد أن مضت أيام طويلة على تلك المأساة، وهاجر ثلث الشعب البلاد والثلث الأخر أمسى نازحاً يعيش مأساة تلو مأساة، والثلث الأخير حائر في أمره بين الهجرة أو الصمود بوجه الأزمات، لازال البعض متمسكاً بتلك الخرافات، ويرى الحياة بمنظار تلك السنوات، ويصر على العزف في تلك القرمة المقطوعة العاجزة عن عزف أي لحن من ألحان الحياة، ومؤمن كل الإيمان بأنه القومي والوطني وبأن شقيقه الذي يخالفه الفكر والرؤية قطعاً ليس على صواب. لكنني اليوم أدركت تماماً بأننا يوم منحت لنا حريتنا، سلبت منا عقولنا، قلوبنا، إيماننا، وضمائرنا، فأصبحنا وبمرور الزمن نميل إلى العدائية والأنانية أكثر من أي وقت مضى، وهذا نتيجة إيماننا المطلق بأننا قطعنا شوطاً طويلاً ونحن نسير في طرق غير صائبة، وهذا ماذهب إليه "مهاتما غاندي" يوم قال:" عندما تكون على حق تستطيع أن تتحكم بأعصابك، أما إذا كنت على خطأ فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيك".

 نعم لقد تألمنا، لكن الألم شاهد على أننا أمسينا كباراً ولم نعد صغاراً، ومن الطبيعي أن نخطيء فلو لم نخطيء ما تعلمنا اليوم، وإن لم نفشل مانجحنا في الحياة. ما كتبته اليوم سببه كان سؤال من شقين طرحه علي أحد الشباب قائلاً :" لماذا نفتقد نحن الشباب إلى الروح القومية بعكس أسلافنا" ، " وكيف يمكنني أن أثق بنفسي ".  فأجبته قائلاً: أخي العزيز: الثقة لاتعني بالضرورة أن تكون دوماً على صواب، بل أن تكون غير خائف من أن تقول بأنني على خطأ". أما بخصوص الروح القومية وشبابنا هذه الأيام، فأعتقد أن إنهيار جسور الثقة بين عامة الشعب ومؤسساتنا وأحزابنا القومية هي السبب، وبدوري أنصحك بأن تتجنب الخلط بين العمل السياسي والقومي، فتجعل الثاني ضحية الأول، لأننا ولدنا وورثنا الروح القومية، ولم ولن نتخلى عنها رغم الظروف القاهرة التي مررنا بها، لكن ليس من الصواب أن لانغير طريقة عملنا وتفكيرنا إن لم تكن مجدية، ونعدل مسيرتنا لو لم نبلغ الهدف المنشود. وفي النهاية أقول لكل من يتحمل مسؤولية قيادة هذا الشعب المظلوم منذ عقود، أن وقت جلد الذات قد حان، وعليهم أن  يكونوا بمستوى المسؤولية الممنوحة لهم أو التي إغتصبوها عنوة، وليعودوا ويفتحوا مع نفسهم وشعبهم صفحة جديدة خالية من الأنانية والمصالح الذاتية، ويعملوا على ردم الثغرات التي أحدثوها في سبيل العمل القومي، ويحاولوا جهد الإمكان صيانة ماتبقى من جسور الثقة التي تربطهم بمن لازال يؤمن بهم من الموالين والأنصار، وأن لاينسوا المثل القائل:" الثقة كالممحاة تصبح أصغر فأصغر فأصغر فأصغر كلما زادت الأخطاء".                                                                           










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6540 ثانية