١- طفلة
طفلة جميلة من بغديدا
حملت حقيبتها
وأحلامها وألعابها
ومع اَهلها .. ركبت البحر
كي .... تسافر
طفلة صغيرة من بغديدا
تنزل البحر
وتصارع الامواج
وألرياح .. والقدر
ويغرق القارب
وتغيب عنا ... وتغادر
فلا من يتكلم
ولا من يهتم
ولا من يتألم
ولا من ... يبادر .
------------
٢- مرّة اخرى
عائلة اخرى من أهالينا غرقو
وقبلهم كانت عائلة
وبعدهم ستكون اخرى
ونحن لا زلنا نحن
لا نهتم للقتلى او الغرقى
نتنافس .. نتناقش .. نتحارب
حتى نسمع عن سبعة
عائلات ... اخرى
نتالم أسبوعاً
ثم كالمعتاد ننسى
لقد اصبحنا
لا نتحرك ولا نعمل
لا نصرخ ولا نخجل
لا نهتم و لا نتعلم
وبعد كل نكبة
تأتينا نكبة
وهكذا سوف .... نبقى .
-------------
٣- لأنهم شرقيين ؟
لو كانت هذه العائلة أوروبية ؟
لقامت الدُنيا وصحافتها
وما هدأت .. لشهور
لكن العائلة جذورها شرقية !!
ومن بغديدا المنسية
الحزينة على اولادها
فنامت الدُنيا وتغافلت
اننا مثلهم .. بشر
لنا. امال ... لنا شعور
ولنا احلام وردية
----------------
لو كانت هذه العائلة أمريكية ؟
لتحركات الطوفات والغواصات
وامتلأ البحر
بالضفادع البشرية
لكن العائلة مسيحية مشرقية !!
فتعطلت طبعاً
الأقمار الصناعية
وتوقفت طبعاً
نداءات الاستغاثة
وانشلت طبعاً
حركة الملاحة البحرية .
٤- هذا الزمن
تباً لهذا الزمن
بعد أن كنّا ملوكاً
في ديارنا
اصبحنا فقراء
تائهين غرباء
تباً لهذا الزمن
أن نعيش هكذا
هاربين خاءفين
بين الجبال والوديان
تباً لهذا الزمن
ان نَمُوت هكذا
طعاماً للأسماك
والحيتان .
------------
جان يلدا خوشابا
ديترويت نوفمبر ٢٠١٥