الظروف التي تحيط بالإنسان في حياته المعاشة في مختلف الحقب الزمنية ، فقد تأتيه فرصا ً سانحة ً لو عرف كيف يستغلها ، وكان نهّازا ً لها ، لغيّرت له مجرى حياته بالكامل ، ولكن عدم إستغلال الفرّص السانحة ، عندما تكون سبل النجاح متيسّرة ، وادوات الوصول إلى الهدف متوفرة وشريفة ، فالخوف أو الإهمال أو التأجيل ، تكون الفرصة قد ضاعت وقد لا تأتي ثانية وبنفس الظروف ونفس السلاسة السابقة ، وكم من إنسان قد واتته الفرّص الثمينة ولم يستغلّها ، فأصبح يندبّ حظّه ويلوم نفسه كلما قفزت ذكرى تلك الفرّص إلى مخيّلته .
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، توفرّ الزمالات الدراسية ، او الدورات التدريبية ، او التقديم إلى وظيفة يحبها وضمن الإختصاص ، او إفتتاح مشروع تحيط به وتتوفر في محيطه سبل النجاح أو تغيير السكن ثمّ الإنتقال إلى مدينة أخرى أو بلد آخر ، وغيرها من الأمور والتي تتطلب نوعاً من المجازفة والإقدام وعدم الرهبة من الفشل ،بعد دراسة جدوى خطواته ، نكون قد حاولنا وبذلنا ما نستطيع من إمكانات النجاح ، نكون قد وضعنا الأسس الصحيحة والركائز المهمة لتطلعاتنا وأهدافنا .
وهذا ينطبق على كل الناس بغض النظر عن موقعهم الوظيفي أو السلّم المجتمعي ، وما يجري في العراق اليوم من تخويل الشعب للدكتور حيدر العبادي وتأييد المرجعية والجيش والدول الإقليمية والدولية لعملية الإصلاح التي يطالب بها الشعب ، وهي إصلاحات ممكنة وغير تعجيزية ، ومن أولوياتها : محاسبة كل الفاسدين وخاصة الرؤوس الكبيرة وحيتان نهب المال العام ، وإحالتهم إلى القضاء لينالوا جزائهم العادل ، وإسترداد المليارات من الدولارات لخزينة الدولة وهي أموال الشعب العراقي الفقير ، ولكن إنتماء السيد العبادي لحزب الدعوة ، ولا يزال رأس الفساد المالكي وزمرته وأقربائه وخوف العبادي من صقور المالكي وعصابته ، فهو يتردد خوفا ً من المالكي ، أو حسب التهديدات الأيرانية ، والكل يعلم تأثير إيران على العملية السياسية وألأمنية في العراق ،والمالكي كان رجل إيران في العراق ، فهل ينجح العبادي في تماديه بعدم الإستجابة لمطاليب الشعب العادلة والمنصفة ؟ نشك في ذلك ، حيث أن الشعب هو مصدر كل السلطات ، وهو القادر في نهاية المطاف لسحب تلك السلطات ومنحها للمخلصين الشجعان ، وأما الخونة والجبناء والسرّاق فمكانهم هو مزبلة التاريخ التي لا ترحم احدا ً ، والأمثلة التاريخية كثيرة وشاهدة على ما ذهبنا إليه ، وعلى العبادي إستغلال الفرصة وهي سانحة الآن وقد لا تاتي ثانية ، فهل يفعل ؟ نتمنى ذلك من الأعماق .