طال إنتظار الجيش العراقي مع الحشد الشعبي وقوات الشرطة الإتحادية وأبناء العشائر في عملية إستعادة السيطرة على مدينة الرمادي من داعش الإرهابي ، وذلك لإن داعش وضعت كل ثقلها العسكري واللوجستي في مدينة الرمادي ، لكونها الظهير الستراتجي لها ، لإرتباطها جغرافيا ً بجزيرة الشام ومن ثمّ بمدينة الرقة السورية وهي مركز الثقل بالنسبة لداعش ، حيث تنقل منها التعزيزات العسكرية من مقاتلين وأسلحة ومعدات ومركبات ومدافع ودبابات للمناطق الساخنة على خطوط التماس التي تشن منها الهجمات على القطعات المدافعة أو عندما تحاول صد تقدّم القوات العراقية في قواطع العمليات ، أو قواطع العمليات في سوريا .
ويظهر جلياً للمراقبين أنه لا قدرة لداعش ميدانيا ً لمواجهة القوات الأمنية العراقية بكافة صنوفها ، فتلجأ إلى أسلوب الإعاقة المتمثل بزرع العبوات الناسفة وتفخيخ المنازل وحتى الحيوانات والأشجار ، والهجوم بالسيارات التي تقوم بتدريعها ، لتكون عصية على الأسلحة التقليدية بإختراقها ، ولهذا يستعين الجيش العراقي بالصواريخ الحرارية التي لها القدرة لتدميرها أو بالطيران الحربي العراقي أو طيران التحالف. و تستعين بالقناصين لإعاقة تقدم قواتنا البطلة ، كما يستعين داعش بالسكان المدنيين كدروع بشرية ، وهو يعلم بأن الجيش لا يستهين بالسكان وحريص جداً على أرواحهم ، فلا يكون القصف إلا بعد جهود إستخبارية دقيقة ، ولهذا السبب تأخر تحرير مدينة الرمادي، لأن القيادة العراقية وحسب الخطة المرسومة ، تريد أن يتمّ التحرير بأقل الخسائر في صفوف المدنيين والحفاظ على البنى التحتية قدر الإمكان ،لأن إعادة الإعمار أكثر صعوبة ومكلفة مئات المرات من الهدم والتخريب .
وبعد الدخول الروسي على خط المواجهة المباشرة في قصف مواقع الإرهابيين في سوريا وخصوصا ً داعش بواسطة الطيران الحربي أو بواسطة صواريخ كروز من بحر قزوين أو من اللاذقية ، وهذا سيكون أقرب إلى الحسم في سوريا حيث أن الطيران الروسي سيساند قوات الإسد خلال تقدمها ، وهذا يقلل الضغط على القوات العراقية ويقلل من عمليات الإمدادات للإرهابيين المحاصرين في الرمادي ، وإذا تحررت الرمادي وتمّ مسك الأرض ، ستكون الموصل المحطة الإخيرة بعونه تعالى للخلاص من هذا الكابوس وهذه المأساة التي حلت على العراقيين ، دون وجه حق من قبل المجاميع الإرهابية المجرمة ، وهذا هو أملنا ورجائنا بأن يتكلل النصر في الرمادي ، وستكون بداية النهاية لهم إن شاء الله .