-----
بدأ لا بد من التأكيد والاقرار ان (كنيسة المشرق الاشورية) الحالية هي الوريث
الشرعي والامتداد التاريخي الوحيد لكنيسة المشرق الام التي تأسست في القرن
الميلادي الاول سنة 48 ميلادية في (كوخي) ببغداد في منطقة (المدائن - سلمان باك
حاليا) على يد الرسل (مار ادي ومار ماري ومار توما و مار بارتولمي) اي قبل ما
يقارب الفي سنة اما كنيستي الكلدانية الكاثوليكية والشرقية القديمة فالاولى تأسست
سنة 1445 ميلادية بمكر وخبث وتشجيع الارساليات الغربية (الفرنسية والبريطانية
والامريكية وغيرها) لشق وتمزيق وحدة كنيسة المشرق الام بهدف اضعافها حيث اطلق بابا
الفاتيكان اوجين الرابع اسم الكلدان على اتباع كنيسة المشرق في قبرص الذين
(تحولوا الى الكثلكة) لتميزهم لتصبح (الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية) ليشمل فيما
بعد كل الذين يتحولون من كنيسة المشرق الى الكاثوليكية بشكل خاص في بلاد ما بين
النهرين الذين تحولوا من كنيسة المشرق الى الكثلكة
اما الثانية (الكنيسة الشرقية القديمة) فتأسست من رحم كنيسة المشرق
الام وبدأت بوادرها منذ سنة 1964 في بغداد بهدف تمزيق كنيسة المشرق الام واضعافها
بسبب الخلافات العشائرية والقومية والصراع على المراكز والنفوذ وهذا الخلاف يعتبر
إمتداد تاريخي لما حصل قبل وبعد مجزرة سميل الدموية عام 1933 حيث
تعاون (ملك خوشابا ملك يوسف) مع الدولة العراقية منذ تأسيسها سنة 1921 ولغاية
وفاته سنة 1954 ومن بعده تعاون ابنه (ملك يوسف ملك خوشابا) لغاية وفاته سنة 2000
مع الحكومة العراقية حيث كان ضابطا في الجيش العراقي واستغل علاقاته ومركزه
الوظيفي والعشائري في تمزيق وحدة كنيسة المشرق الاشورية الى كنيستين عندما استقدم
المطران (توما درمو ) من الهند الى بغداد ليتم تنصيبه في كاتدرائية مار زيا
الطوباوي في بغداد من قبل المطران مار ادي الثاني بطريركا لكنيسة جديدة وهي
الكنيسة الشرقية القديمة لمدة عام تقريبا للفترة من 1968 لغاية 1969 حيث توفى وفي
سنة 1970 تم اختيار وتنصيب قداسة مار ادي الثاني بطريركا للكنيسة الشرقية القديمة
خلفا للبطريرك الراحل ولغاية اليوم علما ان قداسته تولد عام 1950
اوردت المقدمة التاريخية المختصرة اعلاه ليعرف القارىء الكريم ان كنيستي الكلدانية
الكاثوليكية والشرقية القديمة تأسستا من رحم كنيسة المشرق الام في ظرفين مختلفين
لكل منها خصوصيته واسبابه فمثلا عندما تقتنع وتريد اي من الكنيستين العودة الى
الاصل والى احضان الوريث الشرعي لكنيسة المشرق الام (كنيسة المشرق الاشورية) يفترض
عليهما عدم طرح اشتراطات واملاءات للحوار والوحدة وكأن موضوع الوحدة الكنسية
مزايدة وقضية اعلامية فمن المؤسف ان اقول ان كنيستي الكلدانية الكاثوليكية
والشرقية القديمة قدمتا اقتراحات مشروطة مؤخرا في عام 2015 من اجل العودة الى
الاصل بعيدا عن لغة الحكمة والحوار والمناقشة الحقيقية والموضوعية فمن الطبيعي ان
تتعثر لا بل تفشل اي جهود او مساعي للوحدة الكنسية تكون مشروطة وبصدد ما تقدم اوضح
رأي الشخصي الاتي :
1 - الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية :
---
بتاريخ 23 - 6 - 2015 قدم غبطة مار ساكو بعض الافكار والمقترحات الشخصية لاقامة
وحدة بين الكنائس الثلاث (الكلدانية والمشرق الاشورية و الشرقية القديمة) وقال
غبطته ان تأسيس (شركة الايمان والوحدة مع الكرسي الروماني قاعدة أساسية وجوهرية
للوحدة) !! للاطلاع الرابط الاول ادناه ان غبطة مار ساكو برأيه ومقترحه في الشراكة
مع الفاتيكان اعتقد وحسب رأي اجهض مساعي وجهود الوحدة مع كنيستي المشرق
الاشورية والشرقية القديمة لانهما ترفضان اي سلطة ادارية او وصاية عليهما من
اي جهة او طرف كان ومهما تكن الاسباب لانهما تعملان بأستقلالية ادارية وتنظيمية
خاصة وهذا حق طبيعي مشروع نكن له كل الاحترام
ولهما خصوصية تراثية وتاريخية وحضارية مستمدة من عمق واصالة ارض الاباء والاجداد
علما ان المسار والاتجاه الوحدوي الذي كان يقوده غبطة مار ساكو بنوع من الجدية مع
كنيستي المشرق الاشورية والشرقية القديمة قبل مقترحه المثير للجدل يبدو ان
الرجل يلاقي اليوم ضغوطا وممانعة ومعارضة شديدة اولا من بعض اقطاب الكنيسة
الكلدانية نفسها بسبب ثقافة الماضي والتعصب وتغلغل بعض المفاهيم المغلوطة الى
نفوسهم وعقولهم بتأثيرات سياسية وقومية متعصبة وثانيا بتشجيع سري او علني من بعض
اطراف الفاتيكان حتى تبقى لها السلطة والنفوذ والهيمنة على الكنيسة
الكلدانية
2 - الكنيسة الشرقية القديمة :
----
المجمع المقدس لكنيسة المشرق الاشورية قرر تأجيل انتخاب بطريركا جديدا في اجتماعه
الاستثنائي المنعقد في دهوك بتاريخ (2-5 حزيران 2015) خلفا لمثلث الرحمة قداسة مار
دنخا الرابع الى (16 أيلول 2015) لمنح المدى الزمني الكافي والمتوازن
والفرصة للكنيسة الشرقية القديمة لتقديم مقترحاتها وافكارها مدروسة بخصوص
الوحدة لكن المؤسف وبتاريخ 9 - 8 - 2015 قدم المجمع السينودوسي للكنيسة الشرقية
القديمة مقترحات بشأن توحيد فرعي كنيسة المشرق المشرق الآشورية والشرقية القديمة
للاطلاع الرابط الثاني ادناه وحسب رأي كانت مخيبة للامال كيف ؟ لماذا ؟
أ - جاء في الشطر الثاني من الفقرة (1) من المقترحات ما يلي : (ولكي تتحقق الوحدة
وبسرعة.. وتكون متكاملة: نلتزم جميعنا برئاسة قداسة مار أدى الثاني الجاثليق
البطريرك، ذلك لأننا جميعا نعترف بأننا كنيسة واحدة: كنيسة المشرق) انتهى الاقتباس
.. وكان قداسة البطريرك مار ادي الثاني قد صرح من اوربا مؤخرا اي قبل ارسال
المقترحات ما يلي (لماذا يريدون انتخاب بطريركا جديدا والبطريرك موجود) !!!
مثل هذه الطروحات والاشتراطات والاملاءات لا يمكن ان تحقق نجاح مساعي الوحدة حيث
للحوار الجاد والصادق مقومات مهمة في مقدمتها التنازل عن الذات الشخصية وتفضيل المصلحة
العليا للكنيسة ولشعبنا هذا من جهة ومن جهة اخرى فأن قداسة مار ادي الثاني لم يحضر
اصلا احتفال ومراسيم انتخاب وتنصيب قداسة البطريرك مار كيوركيس الثالث صليوا في
اربيل واناب عنه كاهن !! وليس مطران او اسقفا !! لحضور مراسيم الاحتفال رغم
علمه بها قبل فترة ليست بالقصيرة يبدو ان الاحتقان التاريخي لعب دوره السلبي في
ذلك
ب - جاء في الفقرة (2) من المقترحات ما يلي : (نظرا إلى أن المثلث الرحمات مبارك
الذكر مار توما درمو الجاثليق البطريرك قد عمل كثيرا باجتهاد وقوة لأجل موفقية
الكنيسة اعتلى الكرسي البطريركي للكنيسة الشرقية القديمة للفترة من 1968 ـ 1969،
نرى أن من المهم كثيرا أن يُدرج اسمه ضمن قائمة بطاركة كنيسة المشرق)
حسب رأي الشخصي ان المطران مار توما درمو الذي نصب بطريركا للكنيسة الشرقية
القديمة لمدة سنة تقريبا خارج ارادة وموافقة وطقوس كنيسة المشرق الام لا
يمكن اعتباره بطريركا ضمن قائمة بطاركة كنيسة المشرق لانه غير مستوفي لشروط انتخاب
بطاركة كنيسة المشرق اولا وساهم في تمزيق وشق كنيسة المشرق الام ثانيا لذلك فأن ما
ورد في الفقرة (أ و ب) في اعلاه تعتبر شروط واملاءات تعجيزية كافية لوحدها لاجهاض
اي مسعى وجهد جدي لعودة الكنيسة الشرقية القديمة الى الاصل
ج - حسب رأي الشخصي رغم تعثر الحوار الجاد لتحقيق عودة الكنيستين (الكلدانية
والقديمة) الى جذورهما واصولهما في احضان كنيسة المشرق الام للمرة الثانية حيث
كانت هناك محاولات منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضي والمحاولة الثانية كانت عام
2015 وهذا امر جيد وهنا لا بد من التأكيد على ضرورة اعادة قنوات الحوار والاتصال
والتفاهم وتفعيل اللجان المشتركة بدون شروط مسبقة لمنح الوحدة فرصة أخرى واخرى
واخرى ووقتا أطول إذا لزم الأمر فمثلا موقف المجمع المقدس لكنيسة المشرق الأشورية
كان موقفا شجاعا ومسؤولا ينم عن الشعور العالي بالمسؤولية الدينية والقومية حيث تم
تأجيل انتخاب البطريرك لمدة ثلاثة اشهر لاتاحة الفرصة امام مقترحات مدروسة من
الكنيسة الشرقية القديمة من اجل المصلحة العليا لكنيستنا وشعبنا وامتنا فمن المؤكد
الحوار وسيلة العقلاء والحكماء لإرساء الوحدة التي اصبحت اليوم مطلب كافة أبناء
الأمة الأشورية في الوطن والمهجر بكل تسمياتهم الحضارية الجميلة (كلداني سرياني
اشوري) لان واقع المنطقة معقد وما الت إليه اوضاع وظروف شعبنا المظلوم والمهمش في
الوطن يتطلب تحقيق وحدة الكنيسة بكل فروعها واذا لم تتحقق اليوم فغدا او بعده لكن
يجب ان تتحقق
http://saint-adday.com/permalink/7566.html
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=788699.0
انطوان الصنا