بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي      حقوق الانسان في البصرة تدعو المجلس لعقد جلسة طارئة بشأن "التلوث"      أرسنال "يسحق" تشلسي ويتصدر الدوري الإنجليزي      بوتين: مستعدون للتعاون دوليا من أجل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟
| مشاهدات : 727 | مشاركات: 0 | 2015-05-28 14:52:19 |

مشاكســـة: فضائيــــــات.. أم فضائحيـــــــات؟

مال الله فرج

 


لأن الاعلام يمثل عبر مختلف اشكاله وميادينه وبتأثيراته المعروفة، المهنة الأساسية في فن صياغة الرأي العام وتوجيهه، فقد كان في كل زمان ومكان ولا يزال وخصوصا في ميادين الصراعات الساخنة وعلى خطوط التماس الملتهبة، المستهدف الأول من قبل جميع أطراف النزاع، اما بهدف احتوائه وتدجينه وادلجته وامتطائه بشتى اساليب الترغيب والترهيب والاغراءات المختلفة، أم لاغتياله ومحاولة عزله واسكات صوته وقطع لسانه إن اصر على مبدئيته وحياديته واحتكامه للموضوعية المهنية وتمسكه برسالته الاخلاقية، ومن هنا يمكننا ان ندرك الأسباب الكامنة وراء استهداف الاعلاميين عامة والصحفيين على وجه الخصوص، فوفقا لتأكيدات لجنة حماية الصحفيين الدولية، كان عام (2014) اشد الاعوام دموية بالنسبة للصحفيين حيث شهد مقتل (60) صحفيا على الاقل اثناء ادائهم لعملهم، منهم (44) صحفيا تم استهدافهم بشكل مباشر وجعلهم اهدافا للقتل.

واذا كانت الاهداف واضحة ازاء مثل هذه الاستهدافات المباشرة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، ما الاهداف الكامنة وراء محاولات بعض الاجهزة الاعلامية لـ (تعهيــــــر الاعـــــلام) بشكل او باخر وتسويق الفساد ومحاولة تشويه القيم والاخلاق والذوق العالم تحت مظلة لأوسع عمليات التمويه والخداع والبهرجة والتسويق التي باتت تنتهجها عبر (فـــــخ) البرامج الفنية والمنوعة تارة ، والحوارات المباشرة تارة اخرى الاي باتت تنتهجها بعض الفضائيات التي تعرت من ثياب الالتزام لتحول بعض برامجها بجدارة الى (فضائحيات) يمثل الجنس النسبة الاكبر فيها ، في وقت تعج فيه المجتمعات العربية بمختلف المشكلات والتحديات بدءا من الفقر والجوع والبطالة والتشرد واطفال الشوارع، مرورا بالمضايقات والتحرش الجنسي ضد المرأة، وارتفاع نسب العنوسة والطلاق وهجرة الشباب، انتهاءاً بسرقة الاموال العامة وبالصفقات الفاسدة والمشبوهة وهدر ميزانيات الدول وثروات الشعوب على المشاريع الوهمية الى جانب  عمليات الخداع والدجل وغسيل الادمغة التي باتت تمارسها المنظمات الارهابية عبر أوسع وأخطر ايدلوجيات فسادها وانحرافاتها على قطاعات واسعة من الشباب؟

وعلى سبيل المثال، فقد استفزتني وامسكت باهتماماتي بقوة، (دعوات وتأكيدات) احدى العاملات  في المجال الفني العربي قبل ايام، وهي تقتفي خطى الممثلة والمخرجة والسينارست الامريكية المولد عالمية الشهرة والحضور، سفيرة الامم المتحدة للنوايا الحسنة (انجلينا جولي) التي لم تمنعها حالتها الصحية الخاصة بعد ان قامت باستئصال ثدييها بسبب حملها لجين متحور يكشف عن مخاطر عالية للاصابة بالسرطان، ولا زواجها واضطلاعها بمسؤولية تربية اطفالها الثلاثة، من زيارة مناطق النزاعات الساخنة والاطلاع على اوضاع المهجرين ومعايشة النازحين وشن حملة دولية لاغاثتهم، بل وتبنيها لاربعة اطفال فقراء ومعدمين من كمبوديا واثيوبيا وفيتنام وسوريا، فضلا عن تبرعاتها لصالح الدول الفقيرة والمنكوبة التي بلغت (25) مليون دولار.

اما (الفنانـــة العربيـــــة ) المثيرة للجدل، فقد نافست انجلينا جولي، لكن ليس بتبرعاتها للفقراء، ولا بزياراتها للمهجرين والنازحين، ولا بتبنيها حملة لمكافحة الفساد والفقر والبطالة والتحرش والادمان في بلدها على الاقل، ولا لمساعدة الجياع في جنوب السودان على سبيل المثال الذين تجاوز عددهم الاربعة ملايين جائع وفقا لبرنامج الغذاءالعالمي، لكنها بمنتهى البساطة اطلقت دعوة (ســــتراتيجية نبيلـــــة) من شأنها حل جميع معضلات المجتمع العربي وأزماته ممثلة بأهمية (ترخيـــص بيـــوت الدعـــــارة)، بدل تبنيها لحملة وطنية لدراسة اسباب عزوف الشباب عن الزواج وتشجيعهم على بناء المؤسسات الاسرية بعد ان بلغ عدد العوانس في بلدها (9) ملايين فتاة.  

من جانب آخر اعلنت حالة الاستنفار القصوى في (فضائحيــــة) اخرى ليس لمناقشة مأساة الجياع العرب الذين يرزح منهم سبعة ملايين تحت خط الفقر وكيفية تبني مشروع (قومـــــي) لانقاذهم، وانما بسبب قضية أهم وأخطر بكثير، حيث تم استدعاء اختصاصية بالعلاقات الزوجية، والاستعانة بآراء مختصين آخرين عبر اتصالات مباشرة، لمناقشة حالة عاجلة وخطيرة ومثيرة لسيدة (فاضلــــة) دفعها (الجـــــــوع) والاحتراق الى طلب الطلاق، ليس لكون زوجها بخيلا أو عنيفا ومتسلطا أو لانه يحرّم عليها زيارة اهلها أو لانه يسمهعا كلمات نابية أو لانه يخونها، ولكن لانه (ببســــــاطة) غير قادر على منحها حقوقها الزوجية ( لمرتيـــــن) على الاقل يوميا، في حين اكدت خبيرة العلاقات الزوجية ان المستوى المثالي قياسا الى عمر الزوج الاربعيني هو مرتين اسبوعيا.

في (فضائحيــــة) اخرى، وعبر برنامج فني ممتع سألت مقدمة البرنامج ضيفها بمنتهى الكياسة والحبور، سؤالا واضحا مباشرا غير مستور لاثارة اهتمامات المشاهدين والحضور، (هــــل اقدمـــت علـــى خيانـــة زوجتــــك بعــــد ان خانتــــك؟ أم قبلهـــــــا ؟)، وعندما حاول التهرب من الاجابة، ألحت عليه بلجاجة، (مــــن خــــان الآخــــــر اولا انـــت ام هــــي؟) ولم يتبق الا ان تسأله عن تفاصيل الخيانة، متى حدثت؟ واين؟ ومع من؟ وكم استغرقت؟ وكم مرة مارسها؟ وهل استمتع بها؟ وهل تناول منشطات معينة وتحوطات ضد الايدز ام لا؟، وذلك نظرا لاهمية مثل هذه (الـــدروس التعليميـــــة والقيميــــة) خصوصا بالنسبة للاطفال وللمراهقين، والاهم  انها تسوق انطباعا (تقدميــــا حضاريــــا جديــــدا) ينسف كل قيم واخلاقيات الوفاء الزوجي، مفاده ، ان لا بأس من خيانة احد الطرفين في المؤسسة الزوجية مادام باستطاعة الطرف الآخر (الانتقــــام)  منه بسلاح الجريمة نفسه وبالاسلوب نفسه وممارسة (حقــــه الشــــرعي) في الرد عليه بخيانة مماثلة وهكذا يتساوى الطرفان ويتعادلان وفق مفهوم (لا غالـــب ولا مغلــــوب)، وبذلك تعيد مثل هذه (الفضائحيــــات) انتاج القيم الاجتماعية بطريقة معكوسة، وتحول الخيانة الزوجية امام الصغار والكبار من (جــــريمة عــــار) الى (مأثـــــرة) جديرة بالمباهاة والفخار.

ترى هل انتهت كل معضلات ومآسي وويلات وفواجع المجتمع العربي؟ وهل تمكن (35) مليون جائع عربي من ملء بطونهم الخاوية؟ وهل وجدت (90%) من عوانس سوريا ممن هن في سن الزواج ازواجا لهن؟ وهل تم انقاذ (170) الف مصري من الموت سنويا بسبب التدخين؟  وهل تم انتشال (7) ملايين عربي يسحقون تحت خط الفقر من انسحاقهم اليومي؟ وهل انجز المسؤولون العرب مهمة القضاء على الامية؟ وهل تم تأهيل (40) مليون عربي من ذوي الاحتياجات الخاصة واعادة دمجهم في المجتمع؟ وهل؟ وهل؟ وهل؟، انتهت كل مشكلات المجتمع العربي ولم يتبق ما تتناوله مثل هذه الفضائيات وبقية اجهزة الاعلام من مشكلات وتحديات الا الدعارة والعلاقات الجنسية والخيانات الزوجية؟

ان كانت الدعارة السياسية التي دأبت بعض (الفضائحيــــات) واجهزة الاعلام على ممارستها في هذه البلاد او تلك، تمثل ادوات فساد وهدم شريرة وخطيرة، فان الدعارة الاجتماعية لمثل هذه الفضائحيات اشد شرا واعمق خطرا، لانها تستهدف قيم وقناعات ومبادئ الانسان في كل مكان.

 

 


  مال اللــــه فـــــرج

Malalah_faraj@yahoo.com

 

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6338 ثانية