بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      بيان صادر عن مجلس كنائس الشرق الأوسط في الذكرى السنوية الحادية عشرة على اختطاف مطراني حلب      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل وفداً من ألمانيا ترأسه المتحدث السياسي عن الحريات الدينية في العراق في مؤسسة ‘‏ojcos‏’ الألمانيّة      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي      حقوق الانسان في البصرة تدعو المجلس لعقد جلسة طارئة بشأن "التلوث"      أرسنال "يسحق" تشلسي ويتصدر الدوري الإنجليزي      بوتين: مستعدون للتعاون دوليا من أجل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟      البرلمان البريطاني يقر قانوناً مثيراً للجدل بشأن المهاجرين.. وافق على ترحيل فئة منهم إلى رواندا      الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من كوارث المناخ بـ2023
| مشاهدات : 1437 | مشاركات: 0 | 2015-04-24 10:21:16 |

ذكرى مرور سنتين على اختطاف المطرانين يازجي وابراهيم ... المشنوق: المسيحيون ليسوا وحدهم والإعتدال سينتصر


عشتارتيفي كوم/


المشنوق: المسيحيون ليسوا وحدهم والإعتدال سينتصر
الامل بأنهما على قيد الحياة والاخبار الجيدة اكثر من السيئة
فضل الله: ليبقى لبنان معلماً في قدرة الأديان على التّعايش
حبيب افرام: هل هذه أوطان أم مسالخ أم مقابر جماعية؟
ابو فاضل: هل تتخيلون عالمًا عربيًّا خاليًا من المسيحيّين؟

 

اشار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى ان اي جهة لم تتبن حتى الآن عملية إختطاف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم ، لا صور ولا فيديو ولا مطالب، خلافا لمعظم عمليات الإختطاف حتى الآن، قائلا:  لكن الامل لا يزال حيا بأنهما على قيد الحياة، والاخبار الجيدة اكثر من الاخبار السيئة. واعتبر ان قضيتهما أبعد من جماعة وأكبر من وطن وأوسع من منطقة.


واذ اعتبر ان الصمت الدولي مشين، قال المشنوق :لكننا نفعل ما بوسعنا ، وسنفعل أكثر. وشدد على ان المسيحيين ليسوا وحدهم فكل الإعتدال ومن كل الاديان يتعرضون للإعتداء وسينتصر الإعتدال.


وذكر المشنوق بما قاله البطريرك يوحنا العاشر يازجي في عظة اثنين البعوث ان المسيحيين من صوان هذه الأرض، الريح لزائلة والصوان باق.

 

 

 

الحضور
اقام اللقاء الارثوذكسي والرابطة السريانية احتفالاَ جماهرياً في قاعة بيت الطبيب في ذكرى سنتين على اختطاف المطرانين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم وحضرها ممثل البطريرك الارثوذكسي مار يوحنا يازجي المطران كوستا كيال، وممثل بطريرك السريان الارثوذكس مار افرام كريم المطران ميخائيل شمعون والمطارنة جورج صليبا، بولس سفر، جهاد بطاح، ميشال قصارجي، الياس كفوري متروبوليت صور وصيدا ومرجعيون وتوابعها  ورئيس الطائفة الاشورية الاسقف يترون غوليانا، ورئيس الطائفة القبطية الاب رويس الاورشليمي، والابوان جوزيف خوري وديمتري شويري، وممثل الرئيس نبيه بري النائب عبد اللطيف الزين، الرئيس حسين الحسيني، نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، ممثل الرئيس أمين الجميل نائب رئيس حزب الكتائب شاكر عون، ممثل الرئيس العماد ميشال عون النائب الدكتور ناجي غاريوس، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، ممثل حزب الله الحاج محمود قماطي، ممثل سليمان فرنجية رئيس تيار المردة الوزير السابق يوسف سعادة، وممثل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع العميد المتقاعد وهبه قاطيشا،وممثل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان ، الوزير كابي ليون ، الوزير السابق مروان خير الدين، عثمان مجذوب ممثل الوزير فيصل كرامة، امين فاخوري ممثل الوزير ايلي سكاف، والنواب اميل رحمة، احمد فتفت، ادغار معلوف، حكمت ديب، والوزراء السابقون كريم بقرادوني، سليم جريصاتي، عادل قرطاس، بشارة مرهج، ممثل النائب ستريدا جعجع السيد مارون مارون، ممثل النائب سامي الجميل السيدة فدوى يعقوب،السفير الروسي ألكسندر زاسبيكين، القائم بأعمال سفارة المغرب أمل حجي، القائم بأعمال سفارة الكويت محمد الوقيان، ممثل عن سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهوريست شارل عبدالله، وممثل السفير الفلسطيني خالد عبادي، فادي حافظ من السفارة الاميركية، ممثل مدير الامن العام العميد الركن جهاد المصري، القنصل ادمون شاغوري،

 

 

السفير ايلي الترك، عضوا بلدية بيروت خليل برمانا  وايلي حاصباني، ممثل الرابطة المارونية مارون سرحال، رئيس رابطة الروم الارثوذكس نقولا غلام، ممثل لقاء مسيحيي الشرق جورج سمعان، ممثل المجلس الماروني العام المهندس ميشال متى، الشيخ فارس داغر ممثلا اتحاد الرابطات اللبنانية المسيحية، البير ملكي، ابراهيم طرابلسي ممثلا مجلس كنائس الشرق الاوسط، نقيب المحررين الياس عون، دكتور كميل شمعون منسق عام اللامركزية الشاملة، غسان ابو جودة رئيس جبهة الحرية، حنا عتيق رئيس الحركة التصحيحية في القوات اللبنانية، السيد عمرعكا ويممثل الاستاذ كمال شاتيلا، جويس جمّال ممثلة جمعية الصناعيين، منال عازار ممثلة مركزية مسيحيي الشرق، السفير جوي تابت، السيد رفيق شلالا من القصر الجمهوري، نقيب الاطباء انطوان بستاني، ماهر بيضون، جان ابو جودة، عباد زويد.


الحفل الذي قدمته الاعلامية غراسيا بيطار الرستم، استهل بكلمة للعلامة السيد علي فضل الله الذي قال:عامان مضيا والمطرانان العزيزان بولس يازجي ويوحنا إبراهيم مغيَّبان عن أهلهما ورعيّتهما، وعن وطنهما ومحبّيهما.. ولا خبر بعد جريمة اختطافهما.. ويخشى أن لا يكون هناك خبر، وإن كان الأمل بالله دائماً.. ويبقى السّؤال: لماذا يُخطف مطرانان كانا بعيدين عن كلّ ما يجري من حولهما من إثارة أحقاد وفتن وتوتّرات، بل كانا صمامي أمان في كلّ ذلك.. وكانا عنواني محبّة، ورسل تواصل بين المختلفين والمتنازعين؟


نسأل والألم يعتصر قلوبنا لكلّ ما يجري، مما هو بعيد كلّ البعد عن تاريخ هذه المنطقة، حيث المساجد تعانق الكنائس، وأتباع الأديان لا يتعايشون مع بعضهم البعض فحسب، بل يتشاركون في الأوطان والمصير.. ويقفون صفاً واحداً في وجه المحتلّ والغازي: ما الّذي جرى حتى وصل بنا المطاف إلى ما وصلنا إليه؟


الجواب، أيها الأعزاء، صعب ومعقّد بصعوبة وتعقيد هذا الصّراع، الّذي لم يعد تعبيراً عن شعوب تعاني وتطالب بحقوقها.. بل دخل على خطّ هذه المعاناة من يريدون لهذه المنطقة من العالم أن لا تهدأ.. لينفثوا فيها أحقادهم تجاه كلّ الَّذين يختلفون معهم، ليعبثوا باستقرارها وأمنها وبتاريخها وبقيمها.


واضاف: أمام هذا الواقع بكلّ آلامه وجراحاته: هل نسقط؟ هل نحبط؟ هل ننتظر مصيراً مشابهاً؟ هل نخرج من أرضنا وبلادنا لنتركها للعابثين.. وهي أرض ليست أرضاً عادية.. هي مهد الرسالات والأديان؟!


وأحسب وتحسبون جميعاً، أنَّ الخاطفين يريدون ذلك.. يريدون أن تتلوّن هذه المنطقة بلونهم الواحد.. لونهم الباهت.. يريدون أن تفتقد كلّ هذا التنوّع الّذي ميّزها وجعل منها أنموذجاً يحتذى في قدرة الديانات والمذاهب على أن تعيش معاً وتتعاون فيما بينها.. وتجد فيما بينها الكثير من القواسم المشتركة.


وتابع: لا خيار لنا إلا أن نبقى في هذه الأرض.. أن نجذّر فيها وجودنا... أن نحافظ عليها.. حتى لا نكون خائنين لكلّ الّذين حفظوها بدمائهم وجراحهم وآلامهم.. أن نبادر ونتحرّك.. أن نستخدم كلّ وسائل الاحتجاج والاعتراض.. أن نطلق الصّوت معاً مسلمين ومسيحيين، لأنّ الخطر يتهدّد الجميع.. لأنّ هذا المنطق التكفيريّ لا يعترف بأيّ مختلف معه.. ولذا، هو يستهدف المساجد والحسينيات والمقامات الدينيَّة، استهدافه للكنائس وأماكن العبادة الأخرى.


ولذلك، الخطر داهم على الجميع، ومن المطلوب منهم أن يتكاتفوا في مواجهته، وليكن الموقف في ذلك موحّداً.. لكن ليس بالطريقة التي يدعو إليها البعض، أي من خلال تجمّع الأقليات الّذي يثير الأكثرية، بل على أساس العمل معاً كأتباع رسالات سماويّة لا تفرّق بين أحد من الرسل.
لكن هذا لا يعني بالخصوص التغاضي عن خطر يتهدَّد المسيحيين.. فهناك خطر أكبر يتهدّدهم.. وبغير ذلك، نجافي الحقيقة.. وإن كنا ندعو إلى عدم تضخيمه، حتى لا نزيد الأمور سوءاً، بل لا بدّ من أن نضع ما يواجه المسيحيين ضمن الصّورة العامّة التي تعانيها المنطقة بشكل عام، مع أخذ لبعض الخصوصيات في الحسبان لمعالجتها وحلّها.


ورأى فضل الله ان خطراً يتهدّد قضيّة المسيحيين في النّظرة إليهم كدين، ممن لا يراهم جزءاً من مسيرة الأديان وتكاملها، ولا يرى فيهم الصّورة التي عبّر عنها رسول الله، عندما جاء مصدّقاً لما بين يديه من التوراة والإنجيل.. أو ممن ينظر نظرة خاطئة إلى مسيحيي المشرق، ليصنّفهم في خانة المشروع الغربيّ.. ليحمّلهم كلّ تبعاته والمآسي الّتي تأتي منه.. فيما الوجود المسيحيّ هو الأصل في هذا الشرق، وهو الأصل الذي انطلقت منه المسيحيَّة إلى العالم، كما أنَّ الوجود المسيحيّ في هذا الشرق.. ونحن نعرف مدى الآثار الّتي تركها العلماء والمفكّرون المسيحيّون في العالم العربي، وكم من الدماء التي نزفت من المسيحيّين في سبيل حفظ هذا المشرق!


هناك خطر يتهدّد المسيحيين من هذه الحرب المشتعلة الّتي تجتاحهم، ومن اتجاهات التكفير والإلغاء، ومن الغرب نفسه؛ من الإدارات الغربية غير الآبهة ممن يريد أن يقتلع وجودهم من هذه الأرض، ولعلَّ الغرب، وهو المسكون بمصالحه الذاتيَّة، يعمل لتشجيعهم على الهجرة إلى بلدانه، لعلّه بذلك يشكّل نوعاً من التوازن الديموغرافي، وذلك في سياق تعزيز أوضاعه الداخلية.


ودعا فضل الله إلى تأكيد الموقف الإسلاميّ، باعتبار المسيحيين جزءاً من حركة الرسالات، وأن العلاقة التي تحكمهم بالمسلمين هي علاقة عهد وتشارك.. فهناك عهد يحكم علاقتهم بالمسلمين.. وواجبنا جميعاً أن نحمي بعضنا البعض، والمسلمون يتحمّلون المسؤولية الأكبر في هذا المجال، وإن كنا نريد الدولة الجامعة الّتي من مسؤوليّتها أن تحمي الجميع.


ونحن في الوقت نفسه، نعيد التّشديد على المسيحيين تجذير وجودهم في هذا الشَّرق.. وأن لا يشعروا بأنَّهم طارئون فيه.. وإذا كانت هناك

 

 

أوضاع أمنيّة قلقة تصيبهم، فهي تصيب الجميع.. وندعوهم إلى أن لا يغادروا هذه الأرض.. وإذا اضطرّتهم الأوضاع إلى أن يهاجروا، فعليهم ألا يفكّروا في البقاء هناك، بل أن تكون هجرتهم هجرة المضطر الّذي يفكّر كلّ يوم في العودة، حتى وإن سهّل لهم الغرب كلّ سبل الإقامة الدائمة عنده.
وشدد على ان للمسيحيين دوراً أساسياً في مواجهة كلّ ما يجري في هذا الشرق من فتن.. ودورهم أن يكونوا قوّة ضغط لإيقاف نزيف الدم هذا، من خلال علاقاتهم بكل المؤسَّسات الكنسيَّة في العالم. وللفاتيكان دوره في هذا المجال، كما الرأي العام العالميّ، الذي يعيش المسيحية في وجدانه، ولو نسبياً...


إنّنا نقول لكلّ الذين يتحدَّثون عن معاناة المسيحيين في الغرب، إنّ الحفاظ على الوجود المسيحيّ يكون بإيقاف نزيف الدّم في المنطقة.. وبتعزيز الحوار بين كلّ المكوّنات.. وبمنع المعتدي من التّمادي في اعتداءاته ودعم قيام الدولة المركزيّة القويّة.. وللمؤسّسات الدوليّة دورها في هذا المجال.
إنّنا نقول للمسيحيّين: أنتم تمثّلون علامة فارقة في هذا المشرق، حين يكون دوركم الجمع والتآلف حتى بين المسلمين، عندما يتنازعون ويتصارعون.. حتى وإن كان لكم رأيكم فيما قد يجري من نزاعات وخلافات.. لكننا نريدهم أن لا يدخلوا في الصّراعات، وأن لا يكونوا طرفاً فيها. وهذا لا يتمّ إلا بخروج المسيحيّين من حال الإحباط.. وبأن يروا أنفسهم جزءاً من أمة.. فليس هناك أقليات في عالم بات يتحدث عنه أنه قرية واحدة.. المسيحيون أقوياء بتاريخهم الغني في هذا المشرق.. بنخبهم وفعاليّاتهم السياسيّة والثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة في جميع بلدان العالم، ولا سيّما في بلدان الاغتراب.. إننا نرى الإمكانيَّة لاستعادة الثّقة بالذات، والانطلاق إلى مرحلة الفعل والتأثير...


ونعود إلى لبنان، لنؤكّد ضرورة إبقائه النّموذج على مستوى حفظ الوجود المسيحيّ فيه.. ومن هنا، تأتي الدّعوة إلى الإسراع في انتخاب رئيس للجمهوريّة، لما له من دور في بثّ الطّمأنينة، ليس لمسيحيي لبنان فحسب، بل لمسيحيي المنطقة.. ولتعزيز الحوار المسيحيّ ــ المسيحيّ.. ونشدّد على استمرار الحوار الإسلاميّ ــ الإسلاميّ.. ليبقى لبنان معلماً في هذا الشَّرق، في قدرة الأديان على التّعايش والتكامل وبناء دولة المواطنة.
وختم: من الطَّبيعيّ في مثل هذا البلد، أن يكون لكلٍّ علاقاته، ولكن ما نريده، أن لا يكون ذلك على حساب استقرار لبنان وأمنه ووحدته، بل لحساب حفظ هذا الوطن، الّذي يمثّل نموذج التعايش في المنطقة، وتلك مهمّة كبرى تتطلَّب أن نقف معاً لمواجهة عبث العابثين به، الَّذين يريدون تخريب المنطقة وإضعافها.. ومن هنا تأتي مسؤوليّة اللبنانيّين.


تحيَّة إلى المطرانين بولس اليازجي ويوحنا إبراهيم أينما هما.. وندعو الله أن يكونا في الغد القريب بيننا، ليشاركا في مسيرة المحبَّة والسَّلام.

 

 

 

حبيب افرام


ثم كانت كللمة لرئيس الرابطة السريانية حبيب افرام، بعنوان " أنتَ على آخر رَمَقْ!"، جاء فيها:  سنتان. غريبٌ هذا الخطف. لميَقطَعوا رأسيهِمَا علناً، على ما فعلوا مع العديد. لميَحرقُوهُما في بث مباشر كما مع الطيّار الأردني، لميُطالبوا بفدية وتبادل كما مع أبناء جيشنا، لميدَّعوا مسؤوليَة. لميُبلغوا عن تصفيتهما.


غريب. لا أحدَ يعرف شيئاً. لا أحد يُخبِرُ شيئاً. لا ما بقي من الدولة السورية، لا من يمكن أن يدّعيأنه بعدْ معارضات سورية لا الحكومة التركية وهي ترعى من ترعى وكأنها تستعيدُ مآثرَها منذ مئة عام في سيفو والمجازر الأرمنية وتجويع لبنان. لا الدول العربية الصامتة وكأنّ انهاءَ الحضور المسيحي حادثُ سير، وكأن من يَسرقُ الاسلامَ والعروبة جزءٌ من العقل والتراث. أوْ مغفورة له خطاياه. لا العالم الغربي وكلّ تكنولوجياته وأقماره الذي يستمع الى كل شيء ويرصد كل شيء افادنا بمعلومة؟


غريب. هل اختفى المطرانان؟ هل خطفهما شبحٌأو جنٌ؟ نحن المطرانان. كلنا المطرانان. مخطوفون لا يعُرف مصيرنا لا مَنْ يسأل عنا. لا مَنْ يساعدنا على حل. لا مَنْ يأبه لنا. كلنا سهل نينوى الذي فُرِّغ من أهله في العراق . كلنا آشوريون من قرى الخابور التي. هجر أهلها في سوريا. كلنا أقباط واثيوبيون ذبحنا في ليبيا. كلنا مسيحيون صفينا في نيجيريا وكينيا، ورُمينا من قوارب نجاة في عرض البحر. كلنا لبنان آخر واحة لحضور مسيحي حرّ يحاول البعض وأده.


هلْ تسكتْ؟ يذبحونكَ، يهجّرونكَ، يخطفون مطارنتك والآباء والناس 300 آشوري خابوري مع داعش، يفجرون كنائسكَ والأديرة، يدنِّسون مزاراتك،  يقتلعون شعبكَ، يمحون تراثكَ وذاكرتكَ والحضارة  يسرقون آثاركَ، يسبون نساءك.هلْ تقبل أن تكون خنوعاً. ذمياً. تنتظر دورك كالغبي؟ هلْ تركض الى أبواب السفارات الحاضرة لترحيلك عبر فيزا مخصصة، عبر ادعاء انسانية لتكمِّل ما بدأته التنظيمات الاصولية. أم تجنّ. تصرخ. تناضل. تكتب. تحذِّر ترفض وتقاوم.


ليس قدراً أن تموت. ولوْ إنه عالم مجنون. لا حق فيه. لا حريات. لا كرامات. لا انسان. ولوْ إنه عالم لاه. مصلحي. ولوْ أنه عالم عربي غارق في رفض الاعتراف بمشاكله. وأوّلها كيف نحفظ وندير التنوع والتعدد ونؤمن بالمساواة في المواطنة وكيف نوقف علاقة حبه وكراهيتهبنفس الوقت للتكفيريين.
هل هذه أوطان أم مسالخ أم مقابر جماعية؟

 


أيها المسيحيون. قوموا انتفضوا ثوروا. أنتم صناع غدكم. اما ان تقبلوا ان تكونوا ضحايا نعاجاً مواطنين درجة أخيرة، أو هاربين الى بلاد الله، أوْ انتفضوا توحّدوا. انه شرق لا يفهم إلا لغة القوة. ادفعوا من دمكم بالمقاومة بدل ان تدفعوا من دمكم بالسكوت.
أنتم آخر بقايا حضور التاريخ. كانت الأنظمة كل الأنظمة تَحرُمكم من الاعتراف بقومياتكم وخصوصياتكم ولغاتكم والحريات، الآن موجات التطرف تلغيكم بالمطلق. حتى لبنان، هناك من يظن أنه قادر على أن نزحل نحو نينوى أو خابور، إما بعسكر داعش والنصرة أو بقضمٍ سياسي والغاء دور ورفض مشاركة وتوازن. كل هذا مغلّف بربطة عنق وابتسامة.

أيها المسلمون، اذا كان التنوع والتعدد واحترام كل آخر وكل مواطن على قدم المساواة ايمانكم فجاهروا به. اخلقوا "عاصفة حزم" ضد الارهاب، أنتم قودوا الحرب ضد كل أصولية، كل تنظيم، يقتل السني والشيعي والكردي واليزيدي والمسيحي،من عرسال من خطف عسكريينا وأهلنا، من معلولا الى صيدنايا الى كسب الى نينوى الى الخابور الى الأنبار. إنها مسؤوليتكم أمام الله والتاريخ. أوقفوا هذا الفكرأو اللافكر هذا الجهل هذا الجنون. واجهوه. كلَّنا معكم.

 


ويا أميرا الكنيسة المشرقية الارثوذكسية، لن نسكت. سندافع عن حريتكما مهما كانت التضحيات. سندق بعد كل الأبواب. عسى في هذا العالم دولة ما أو قائد ما تستفيق على كرامتها، وتعتبر خطف مطرانينآمنين جريمة ضد الانسانية وضد السلام وضد المسيحية المشرقية بلْ ضد العروبة والاسلام.  أنتما كنتما رسولي سلام، من أجل سوريا واحدة، من أجل وقف الحرب من أجل حل سياسي لا من أجل مزيد من دمار ولا مزيد من تدخل أجنبي.


هي ارادتنا الحرة وايماننا.


اننا دائماً ندحرج الحجر. حتى في حال كنتما شهيدين، فبدمكما ننتصر على موتنا. أغبياء من خطفوكما. نحن قياميون.


أنتما امَّا الى الجنَّة رأساً. قديسَين. اما الى الحرية ولو بعد حين. أبطالاً.


أنهي بنداء الى الدولة اللبنانية، احملي قضايا الحق في ظل هذا الجنون في المنطقة، وموجات التطرف والتكفير. اجعل يا وزير الداخلية ملف المطرانين على جدول أعمالكَبنداً رئيساً مع كل النظراء. لا يمكن أن لا أحد يريد أن يساعد في هذه القضية، وجاهري  بأقل واجب  بتضامنك مع ابنائكالأرمن والسريان في الذكرى المئوية للمجازر.


انه نداء لنا ايضاً ان نفكِّر بطريقة مختلفة. ما فعلناه حتى الآن غير كافٍ،  لماذا لا  يعتصم كل بطاركة الشرق على باب الأمم المتحدة حتى حل، حتى شعب حرّ، حتى عودة المطرانين، حتى استعادة نينوى، حتى عودة الخابور؟


وسنبقى. لن ينتهي الحضور المسيحي. نحن سكّر الشرق وملحه.


وسيبقى لنا لبنان نؤمن به وطن نور ورسالة، لن نخسره لن نضيّعه لن نبكي عليه.


إنه عهدنا والرجاء.

 

 

 

مروان أبو فاضل


بدوره، قال الأمين العام للقاء الأرثوذكسي النائب السابق مروان أبو فاضل: تطلّ الكلمة بوجه دام دامع وراج، تبحث في أقبية البوادي عن وجهين حبيبين مهبطين للنور الإلهيّ، يتحرّك ويتناثر منهما على أرض حلب الشهباء، ومنها إلى المشرق العربيّ، فإذا بالصمت سيّد والسكون مهيمن، والتلاشي مطلق، والضمير غائب والقلب يابس، وحلب تتوجّع بضربات الإرهاب التكفيريّ التي لا تطاق والبركان والعاصفة يحرقان ويقتلعان كلّ شيء، ومن الخليج إلى المحيط، ومن الجذور إلى الوجود.

 


نبحث عنكما منذ سنتين أيها الحبران الجليلان، ولسان حالنا يردّد مع السيدة فيروز:


"ما في حدا لا تندهي ما في حدا"


أنتما المدى المتجلبب بأدب التسامح وقيم إنجيل المحبّة، يفعّل لغة العقل ويغلّبها على الانغلاق القاتل، يبطل التكفير ويرسّخ التفكير، فالجذر الإبراهيمي بين أهل التوحيد يحافظ على فهم المسيحيّ لمسيحيّته والمسلم لإسلامه، ويؤكّد على المواطنة الجامعة بين سائر مكونات المشرق.


وبعد خطفكما الوحشيّ، كيف لي أن أخاطبكما والصوت لا يسمع، هل القلب يسمع، أو توقّف القلب أيضًا، وبتما "مأكلاً لوحش الصحراء"، كما قال حزقيال النبيّ؟!


واضاف ابو فاضل: آن الوقت، ليفهم العالم بأنّ القهر طريق للتمرّد. فتمنينا في لحظات الشدّة والألم، أن نسمع صوت المسلمين المهدَّدين أيضًا عاليًا يفوق صوت المسيحيين، فإذ به خجول ليس تجاه خطف المطرانين فقط، بل تجاه ما يحصل في الوطن العربيّ، وتأثير ذلك على التنوّع البهيّ، في مسرى تحقيق الذات سياسيًّا وروحيًّا واقتصاديًّا وثقافيًّا وحضاريًّا. تعالوا ندقّق معًا في تسلسل وقائع الأحداث. أديرة انتهكت وهدمت، كهنة اختطفوا وبعضهم قتلوا، راهبات اختطفن ومن بعد ذلك أطلقن، مناطق مسيحيّة استبيحت فهجر اهلها كما في الحسكة، والموصل وسهل نينوى... أقباط ذبحوا، وأثيوبيون نيجيريون وكينيون كذلك وكلّ هذا يتم مع تهديد خطير موجّه إلى أهل الصليب والقيامة. وكأنّ قدرنا أن نتمرمر من هول مأساة إلى أخرى، من ذكرى مجازر الأرمن والسريان، إلى مأساتنا الحالية، كما قال لي أبونا صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر يوم الأحد الفائت بعد القداس في البلمند.
وبعد، لماذا يصمت العالم كلّه عن هذه المأساة؟ ليس لي في تلك المقاربة انتظار حراك ما من قبل الغرب الموغل في مصالحه، بل من حقي

 

أن أنتظر حراكًا من بني جنسي وجلدتي في المشرق العربيّ، من حقي أن أسمع صراخ شيخ الأزهر في مصر ومعظم المراجع الإسلاميّة الكريمة في العالم العربيّ، يبادرون معنا في حراك مشترك، فننزل سويّة إلى أرض الواقع، حتى يسمع الصوت عاليًا تمهيدًا لمعرفة الحقيقة ونحن لا نريد سوى الحقيقة، أين هما، ما هو مصيرهما وماذا فعلا حتّى يخطفا، ولمَ لم يتمّ حتى الآن إطلاقهما؟
والمسألة ليست محصورة بخطفهما ولا تتجمّد في لحظة الخطف الشنيع، بل ندرك بوعي تام ويقين كامل، بأنّ من خطف بولس يازجي ويوحنّا إبراهيم، إنما سعى لخطف المسيحية المشرقيّة المتلاقية مع الإسلام القرآني ببهاء إلهيّ في ظلّ عروبة نابضة. إنّه الفكر الأسود والإرهاب الأعمى العامد على قذف المسلمين نحو الضلال، ويعمّم بان المسيحيين هم أعداء الأمة فيما الآيات القرآنيةّ الكريمة واضحة في إشارتها إلى النصارى، وفي تعظيمها لمريم وعيسى ابنها.

 

 


ووجه ابو فاضل النداء الاتي:


-المسيحيين المشرقيين من لبنان إلى سوريا والعراق والأردن وفلسطين ومصر. ليس لنا من سبيل سوى العمل معًا لترسيخ قواعد وجودنا وحضورنا المستمد من جذوريّة الوجود، فيما المنطقة متجهة بصورة واضحة إلى حقبة تأسيسيّة ستترتّب فيها أوضاع المكوّنات في تبويبات  جديدة، عند نضوج تسوية جيو- سياسيّة كبيرة وحتمية نأملها سريعة حقنًا للدماء الغزيرة والغالية، التي سفكت وتسفك. صرختي اليوم للمسيحيين في لبنان، أن اتحدوا قبل أن تبتلعكم لعنة الله بلعنة الناس. اتحدوا قبل فوات الأوان، أظهروا أن المشرق مداكم ولستم محصورين فقط بغابة أرز خالدة تزيّن جبال لبنان. أوقفوا سجالاتكم السخيفة، أبطلوا انكبابكم على المصالح الضيقة وأنتم في سبات عميق. ستستفيقون بعد قليل لتبصروا أنكم بلغتم قمّة العدم بعدما لفظكم العالم بسبب تمزقكم الرهيب. الشعب المسيحيّ في لبنان، ينتظر وقفتكم الواحدة، والشعب المسيحيّ العربي يتوسّل خلاصًا بتلك الوحدة. ليست رئاسة الجمهوريّة همًّا مطلقًا ولا نريد رئيسًا هزيلاً يستمرّ به التهميش، بل ننتظر رئيسًا يكون كالمنارة ليضيء للذين في البيت، ننتظره ممثّلاً حقيقيًّا لمسيحيي لبنان، ورمزًا مطمئنًا بالعمق السياسيّ لمسيحيي المشرق. قضيتكم أيها المسيحيون تتجلّى بالتأكيد على دور الرئيس ومضمون الرئاسة. كعنوان للتوازن، وهذا ما لا يمكن أن نتخلّى عنه. أفيقوا أيها المسيحيون قبل أن تغرقكم الوحول، والزمان زمان تجارب جهنميّة شريرة، وفي صلاتنا نقول" نجنا من الشرير"، على أبوابكم يقف الشرير فأوقفوه، حتى لا ترقدوا في حزن، ويبتلعكم الليل وأنتم أهل النور.


-ندائي موجّه أيضًا إلى المسلمين في لبنان ودنيا العرب: ليس لي أن أعود إلى المساهمات المسيحية في حضارة الإسلام بالمعنى التاريخيّ والأدبيّ والنقل والترجمة والعلوم كافّة، ليس لي ان أذكّر بمقاربات القديس يوحنّا الدمشقيّ مع أكابر المسلمين في العصر الأمويّ. لكن حقّ لي أن أطرح عليكم سؤالاً نابعًا من صميم القلب: هل تتخيلون عالمًا عربيًّا خاليًا من الحضور المسيحيّ، وفي القرن الماضي كل منطلقات العروبة رست على الأرض بمساهمات رجال أقحاح، أسّسوا لتيارات عروبيّة وقوميّة، وصرّحوا بأننا جزء كبير ومؤسس لهذا العالم. لقد رسمنا معًا لوحة بديعة وفريدة وأسّسنا معًا لشراكة متينة هي جوهر لبنان والمشرق،  فلم تعد المسألة محصورة بالموقع المسيحيّ بل بالدور الإسلامي المساهم بالتأكيد على الحقّ المسيحيّ، لكون الحقّ المسيحيّ المتلاقي مع الحقّ الإسلاميّ يؤكّد على الحق اللبنانيّ في الوجود، والحقّ اللبنانيّ المنطلق من لقاء المسيحيين والمسلمين يؤكّد على الحقّ العربيّ في مواجهة القوى التكفيريّة الموغلة في الظلام والتي لا تشبع من الجثث والدماء، كما مواجهة إسرائيل المنتهكة لقضية العرب فلسطين، والممزّقة لكياننا المشرقيّ باستثمار مقيت ومقرف للقوى التكفيريّة في التخطيط لقيام الدولة اليهوديّة. نحن نريد التأكيد على هذا الحقّ بالذات الذي ينقذ الوجود، ويطلق المطرانين سالمين معافين.


إنّنا نصرّ في هذا اللقاء، على ضرورة الحراك الواحد، لكون اختطاف المطرانين بولس ويوحنّا أعادنا إلى لحظات تغييب الإمام موسى الصدر الذي لا يزال مصيره ورفيقيه مجهولاً. قضيّة المطرانين ليست قضية المسيحيين بل قضيّة المسلمين المؤمنين بالله، مثلما قضيّة تغييب الإمام موسى الصدر قضية مسيحيّي المشرق العربيّ من لبنان إلى كلّ مدى.


وختم: أيها المطرانان الحبيبان، سنتان مضت ونحن بشوق وتوق للقائكما في عرس العودة فوق هضاب المشرق كلّه وسهوله فيطرب بقرع أجراس الفرح بأنكما عدتما إلينا. فنحتفل برعايتكما قائلين المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور.

 

 

 

وزير الداخلية


اما وزير الداخلية نهاد المشنوق، فاستهل كلمته بالقول:  سمعت بالامس صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي، يتحدث في ذكرى مرور عامين على اختطاف المطرانين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، ومن يسمعه، بصوته المطمئن، اطمئنان المؤمن الى قضاء ربه وحكمته، اطمئنان صاحب الإيمان والسكينة والصبر، يتأكد أن لله خطة توصل دائما المؤمنين به إلى الأفضل، وحين قال إن المحكوم عليه يصير قاضيا ولو كان في زنزانة والقاضي يمكن أن يصير محكوما عليه وإن كان على منبر ، حينها اطمأنيت إلى أن المطرانين في خير...
واضاف المشنوق: فإذا كانا على قيد الحياة،وانشاء الله يكونوا، فهما في سلام داخلي ويحاكمان سجانهما بإيمانهما، وإذا كانا قد انتقلا إلى ملكوت السموات ، فأنهما يؤمنان بالقيامة، وبعد كل صليب قيامة، ونحن في شهر القيامة، ولم يمض أكثر من أسبوع على اثنين البعوث، ألم يقل الإنجيل المقدس : من آمن بي وإن مات فسيحيا.


وتابع: المؤمنون بالله وباليوم الآخر مطمئنون، أينما كانوا مطمئنون، في الدنيا مطمئنون، وفي العالم الآخر مطمئنون، في السجن ينظرون إلى عيون السجان ويحاكمونه بنظراتهم، وفي الحرية يوزعون الإيمان وقيم المحبة والتسامح على المحيطين بهم، فكيف بمن أمضى عمره

 

 

 

كله في خدمة الرب والإنسان؟


وذكر المشنوق ان المطران يوحنا ابراهيم أمضى 35 عاما في خدمة رعيته، بعد أن درس اللاهوت والفلسفة والقانون الكنسي والتاريخ، وسيم في عامه ال19 فقط، وتوج سنواته بكتابه وعنوانه" قبول الآخر"، كما لو أنه كان يستشرف الصليب الذي سيحمله، صليب العذاب على من يدعي أنه الآخر، وهو تنقل بين عواصم الغرب، داعيا المسيحيين إلى عدم ترك أرضهم رغم كل شيء، فضل أرض أجداده في سوريا على مدن الغرب حيث تنقل في سنوات شبابه، الشرق كله هذه الأيام تموج به الأرض، فتبتلع من تبتلعهم في جوفها، وتطرد من تطردهم، وتظلم من تظلمهم.. الشرق كله في محاكمة غير عادلة، كما قال غبطة البطريرك قبل يومين، وليس فقط المسيحيون.


واعتبر المشنوق ان تجار الهيكل كثر، ويوضاس ليس حكرا على قاتل المسيح، ففي كل دين يوضاس، وفي كل بلد يوضاس، في سوريا ولبنان والعراق، دول الشرق كلها يملؤها إرهابيون يدعون الدين، لكنهم لا يمثلوننا ولسنا منهم وليسوا منا ولا يعرفون من الدين إلا قشورا يظنون أنها الجوهر، وهي دخيلةعلى ادياننا .


واشار الى ان شرقنا ايضا مليء بأجهزة الإستخبارات التي تسيطر على هؤلاء الإرهابيين وتحركهم باسم الدين، والحقيقة التي لا جديد في تكرارها، أن الخلاف لم يكن في يوم من الأيام على الإله الواحد، أو على الدين، أو على تفسير الدين، حتى بين مذاهب متنوعة وليس مختلفة، هذا الشرق مليء بالرسالات، مهد الديانات السماوية كلها، وهو أيضا مليء بقتلة الرسل، واليوم يمتلئ بقتلة المؤمنين الحقيقيين على أيدي مدعي الإيمان و التدين.


وقال: كل الخلاف كان و لا يزال وسيظل سببه الصراع على الحكم، والرغبة في الإستيلاء على أرواح الآخرين التي ستظل حرة،
انهم يريدون تغييب عدالة السماء، ومن اختطفوهما ليسا فقط من هذا العالم، كما ذكر المشنوق ان المطران بولس اليازجي، شقيق الجميع، لم يكن مطرانا عاديا، فإلى جانب دراسته اللاهوت والتاريخ كان يحب الموسيقى، فنال شهادة في الموسيقى الكنسية، وأحب الرسم فتعلم فن الأيقونات، وكانت ايقونته الأجمل هي حلب، التي رسمها في صوته العذب ورتلها طالبوا الخلاص له ولمن اختطفوه لاحقا، وقد سمعته على اليوتيوب أكثر من مرة، يرتل" افتح لي أبواب التوبة" ، لو سمعه السجانون لاعتذروا منه، هو الذي في قرارة نفسه لا بد يقول لربه:" سامحهم يا أبتاه، إنهم لا يدرون ماذا يفعلون"،في مدونته كتب قبل أسابيع من اختطافه جملة بالطبع لم يقرأها خاطفوه: " نحن لا نحيا حبن نكون لوحدنا. نحن نحيا بقدر ما نكون مع بعضنا البعض"، وهذا جوهر الدين والإيمان.


واضف: أعرف أنه لم تتبن حتى الآن أي جهة عملية الإختطاف، لا صور و لا فيديو و لا مطالب، خلافا لمعظم عمليات الإختطاف حتى الآن، لكن الامل لا يزال حيا بأنهما على قيد الحياة، والاخبار الجيدة اكثر من الاخبار السيئة، اكرر الاخبار الجيدة اكثر من الاخبار السيئة.
أنتم مكرسون للبقاء في هذا الشرق الذي تنتمون إليه . قضيتكم أبعد من جماعة وأكبر من وطن وأوسع من منطقة. وفعلا الصمت الدولي مشين. ولكننا نفعل ما بوسعنا ، وسنفعل أكثر. لا بد من الإعتراف بأن المسيحيين ليسوا وحدهم فكل الإعتدال ومن كل الاديان يتعرضون للإعتداء وسينتصر الإعتدال.


وختم المشنوق : أنتم بعض من صوان هذه الأرض، كما تفضل غبطة البطريرك في اثنين البعوث ، وإن الريح لزائلة والصوان باق.



الرابطة السريانية 

23-4-2015





















أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6526 ثانية