قداسة البطريرك مار آوا الثالث يترأس الاحتفال بالقدّاس الإلهي ‏لمناسبة تذكار مار كيوركيس الشهيد‏ - نوهدرا (دهوك) ‏      أحتفالية بمناسبة الذكرى 109 للأبادة الجماعية الأرمنية - كنيسة القديس سركيس في قرية هاوريسك      بحضور السيد عماد ججو .. انطلاق المهرجان الادبي الاول للغات الام (الكردية والتركمانية والسريانية ) في محافظة اربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل راعي الكنيسة المشيخية في اربيل      بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      فرنسا.. إلقاء القبض على "إرهابي" الأولمبياد      كهرباء كوردستان: التيار الكهربائي سيعود إلى طبيعته غداً الجمعة      بدء عملية أمنية واسعة في البتاوين ببغداد تستمر عدة أيام      البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية      الأف بي آي يحذر مجدداً.. أميركا قد تشهد هجوماً داعشياً      يشبه يوتيوب.. منصة "إكس" تعلن قرب إطلاق تطبيق لمقاطع الفيديو      أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي
| مشاهدات : 1626 | مشاركات: 0 | 2015-03-20 13:25:58 |

مشاكســـــــة : وداعـــــــــا... ايهــــــا الراحــــــل بصمـــــــت

مال الله فرج

 

 


جــوان، يا جـــوان، لماذا فجأة اتسعت المسافات بيننا ؟ وابتلعك المدى، وتركتني يا صديقي اصرخ حزينا متوجعا ملتاعا، (جواااااااااااااااااااااااان)، فتذهب صرخاتي سدى، ويرتد خائبا الي الصدى.

جـــوان، ايها (الــ ... جـــــوان) في كل شيء، ايها الصديق الذي ما تبرم يوما من الحياة ومصاعبها، التي ما أناءت أثقالها ظهره، ولا من الصداقة الحقيقية وتضحياتها، وما غضب أو زعل أو اشتكى، وربما كان في اعماقه قد التف بوجعه بصمت الف مرة وبكى، ورغم انك قد آلمتني وأحزنتني وابكيتني برحيلك دون وداع، انماغيابك المفاجئ يا صديقي أوجعني اكثر من أمر واقسى وداع.

جــوان، يا جــوان، كيف سأنظر الى مكتبك الخالي الذي يبكي غيابك ولا تدمع عيناي؟ وكم سانتظرك ايام السبت والاحد والاثنين من كل اسبوع وانت تحمل علبة سكائرك مطلا برأسك من باب مكتبي وعلى وجهك الوديع ابتسامتك المحببة لتسألني بمحبتك وأدبك الجم (حان وقت التدخين، هل نذهب لندخن سيكارة يا ابا اسيل؟)، وكم كان طعم تلك السكائر لذيذا ونحن بين حلقات الدخان نتبادل احاديثنا الودية وطرائفنا البريئة وغير البريئة أحيانا، لنقهقه ضاحكين ونتناسى لدقائق ظروفنا الصعبة وربما مشاكلنا واوجاعنا في لحظات الصداقة الحقيقية الحميمة والتمازج الروحي تلك، كيف يمكنني ان اتخيل غرفة مكتبك الملاصقة لغرفة مكتبي من دونك؟ وكيف سأمد يدي كما كنت افعل كل اثنين وانا اسلمك التحليل السياسي لتصححه وتصطاد بخبرتك وبراعتك اللغوية اخطاءنا واحيانا هفواتنا، ولا اجدك؟ وكيف سامنع اصابعي من التسلل الى علبة دخانك لاقتنص سيكارة كلما احسست ضيقا او تعبا او صدأ موقتا في الذاكرة يحول بيني وبين اكمال مقال ما؟ هل تدرك يا صديقي مقدار الوجع عندما سترتد اصابعي خالية واستدير اليك ولا اشاهد سماحة وجهك وابتسامتك العذبة مثل براءة طفل؟ وهل انسى اشادتك بكل ما اكتبه من مشاكسات ومن تحليلات سياسية؟ خصوصا عندما صححت لي مرة مقالا نقديا عن المسلسل الكوميدي الشعبي (تحت موس الحلاق) تطرقت فيه لعمق وخصوصية الرؤية الاخراجية لمخرجه الفنان عمانوئيل رسام، يومها اخجلتني فعلا بتقييمك وانت تفاجئني مندهشا: (عرفتك محللا سياسيا دقيقا وموضوعيا ورائعا ولم اعرفك ناقدا فنيا بهذه الروعة، لماذا لا تواظب على كتابة النقد الفني؟).

ايــه يا جـــوان، تسع سنوات من العمل المشترك جمعتنا تحت خيمة اسرتنا (صــوت الآخــر) تمر امامي بكل تفاصيلها مثل الحلم، احاول الامساك بهنيهات منها لاقبلك..لاحتضنك.. لاودعك ..لاحمّلك تمنيات طيبة اودعها لك بنبض القلب ولا استطيع، وها انا احاول استعادة آخر مرة رأيتك فيها وانت تجلس كعادتك كلما دخلت غرفتنا في الدقائق الأخيرة من وقت الدوام على مكتب الزميل (رضا كركوكي) مسؤول القسم الرياضي قرب الباب، تسع سنوات، احاول ان اعثر فيها على خطأ او غضب او زعل او كلمة قاسية او تعبير جارح او نقد غير موضوعي منك او حتى عتاب، فلا اجد طوال تلك السنوات الا انسانا رائعا تمازجت في شخصيته، الوداعة والطيبة  والنقاء والمحبة والتسامح والصداقة الحقيقية التي تفوق الاخوة والمبادرة بمساعدة الآخرين، فأي انسان رائع فقدنا برحيلك؟

ايــه يا جــوان، هل تعبت يا صديقي فجأة من السفر والترحال، أم اضناك طول الانتظار؟ وقررت في لحظة يأس مريرة ان تترجل عن صهوة الحياة في منعطف حزين وترمي بأحمالك؟ أم ان قلبك المتوجع بصمت الذي اخفيت وجعه عنا طويلا وكابرت آلامه قد ضاق بمعاناته وفي لحظة مجنونة قرر التوقف ليفاجئنا بالرحيل المر لانسان انسان قلما يجود به الزمان؟

جــوان .. ايها الراحل بسرعة مثل وميض نجم فاجأنا وهوى بعيدا دون وداع، ايها المسافر في ليل الغربة، ايها الفارس النبيل والانسان النبيل والصديق النبيل الذي أبى الا ان يوفر علينا نشيج ودمع وجراحات الوداع، فقرر ان يحمل آلامه واحزانه وعذابات جراحاته وحده وان يقبض باصابعه على اوجاع قلبه ليكبت صرخاته المتوجعة، ويمتطي فرسه ويرحل بهدوء دون ان يترك لنا لحظات نضمه فيها الى صدورنا ونتلمس جراحه علها تترك رذاذا من طيبته تعلق بنا.

 ايها الزميل والصديق والاخ، ايها الانسان الانسان، أيها (الـــ....جوان) في خلقك ونبلك وصداقتك ومصداقيتك، سيطل علينا نوروز هذه السنة حزينا من دونك، وستبكي شقائق النعمان والنرجس التي ستطرز وجه الارض، زهرة رحلت في غير أوانها، لكنها تركت في أعماقنا عطرا من المحبة والشفافية والنقاء لن يزول ابدا.

اخيرا، يا صديقي الراحل الى الابدية، اكثر من عشرة اعوام وانا اتواصل بكتابة مشاكساتي الاسبوعية هذه ، لم تبكني اية مشاكسة كتبتها من قبل، كما فعلت مشاكسة رثائك هذه فقد ابكتني مرات قبل ان استطيع اكمالها ، فمع كل كلمة اخطها كنت اتخيلك امامي.

ايها الصديق الصدوق ، ايها الانسان الانسان ، ايها (الــ ...... جوان) في كل شيئ ، دعني اذهب الان لاصلي لك واتذكر صمتك الابدي وابكيك بصمت، وانا اردد بأم ووجع ومرارة :

أرثيك ام أبكيك؟ وانا استعيد كل مآثر القيم والاخلاق والطيبة فيك؟ 

 ..............................................................................

 

ملاحظــــــــــــة :

...................

المرحوم جوان علي محمد شرف (جوان ميراني) ولدعام 1971 في السويدية ، انتخب نقيبا لصحفيي كردستان سوريا عام 2013 وهو عضو الاتحاد الدولي للصحفيين ، وعمل منذ 2004 مصححا لغويا في مجلة (صوت الاخر) حتى وافاه الاجل قبل ايام اثر نوبة قلبية ، تغمده الرب بوافر رحمته واسكنه فسيح جناته. 

 

 

 مال اللـــــه فــــرج

 Malalah_faraj@yahoo.com

 

 

 

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6052 ثانية