عشتارتيفي كوم- آكي/

عبرت عدة منظمات غير حكومية عن قناعتها بأن قيام ما يدعى بتنظيم (الدولة الاسلامية) باستهداف الأقليات في شمال العراق، ما هو إلا إستراتيجية ممنهجة لإنهاء وجود هؤلاء في مناطق واسعة من هذا البلد

وشارك في اعداد هذا التقرير كل من معهد القانون الدولي وحقوق الانسان، المجموعة الدولية لحقوق الأقليات، منظمة لا سلام بدون عدالة ومنظمة الشعوب والأمم غير المُمثلة

وأشار معدو التقرير، الذي تسلمت (آكي) الإيطالية للأنباء نسخة منه، ويعرض اليوم في بروكسل، حيث سيكون محل مناقشة في البرلمان الأوروبي، إلى أنهم يعنون بالأقليات كل من المسيحيين والشبك واليزيديين والتركمان، بوصفهم الأكثر تضرراً بالصراع الدائر في العراق

ورأى التقرير أن الأقليات الدينية في العراق تعيش اليوم بين حجري الرحى، فمن جهة تهديد داعش ومن جهة أخرى، عدم وجود أي تعامل قانوني مع هذا الصراع، "يهيمن العمل العسكري ضد هذا التنظيم على المشهد، في غياب أي جهد دولي حقيقي من أجل تقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة"، حسب نص التقرير

ووصف التقرير أعمال داعش بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية "هناك أعمال قد ترقى إلى جرائم الإبادة الجماعية ارتكبها مسلحو داعش ضد الأقليات في شمال العراق"، حسب النص

وأكدت المنظمات غير الحكومية، في تقريرها أن الأقليات في شمال العراق باتت تواجه تهديداً جدياً لوجودها، وأنه "لا يمكن أن تستمر هذا الممارسات بدون أن يلحظها أحد، وعلى الحكومة العراقية والمجتمع الدولي التحرك بإتجاه تحديد المسؤوليات وتعويض الضحايا"، حسب قولها

وانتقدت المنظمات في تقريرها الحكومة العراقية لعدم قيامها بما يلزم من أجل تقديم العون للنازحين، الذين وصل عددهم إلى مليوني شخص منذ بداية العام الماضي، مشيرة إلى وجود كارثة إنسانية تلوح في الأفق

وناشد التقرير أطراف المجتمع الدولي العمل على مساعدة النازحين والمهجرين من أبناء الأقليات في العراق

وتضمن التقرير توصيات من أجل العمل على تخفيف حدة الأزمة الإنسانية، مشدداً على ضرورة إجراء إصلاحات قانونية واجتماعية شاملة لإنهاء التهميش، الذي طال أمده ضد الأقليات

يذكر أن التقرير ثمرة عمل خبراء وأعضاء في المنظمات المذكورة، إذ قاموا بزيارات دورية لمخيمات النازحين، كما جمع القائمون على العمل معلومات من بغداد وشمال العراق، وأجروا مقابلات مع زعماء الأقليات الدينية وممثلي المجتمع المدني وأعضاء في البرلمان العراقي وبعض المسؤولين في البلاد، فضلا عن الاستعانة، بالعديد من المسؤولين والهيئات الدولية والمنظمات غير الحكومية أيضاً