إبتلعتُ لون الشعر
عندما جسدي إمتلأ بالقروح
مثل إبريق نحاسي
أبصرُ شيطاناً أسود
إنكمش قلبي مثل أهوار العراق
وختم الأصابع أصبح بطارية
تنيرُ تابوت العهد
وأظلّ بإنتظار الترياق
لأغرغر فمي من ألم الزمان
توقف النهر ثانية من الزمن عن الجريانْ
ودخلَ بقلب الزجاج
طائرٌ متوحّش عزلَ الأب عن الأم
والأخ عن أخته
والكنّة من حماتها
أو جنٌ دخلَ بين الجد والجدّة
مثل الجذام ملىء بالجراثيم
مثل الجراد الذي يأكل الزرع
جلستُ بين الجفاف
وكأنّي شربتُ جعة
أدارتني داخل الجرّة
أبحثُ عن نفسي حائراً في الجنائن المعلّقة
وأينما أجدُ جيفة يكونُ الغربان
حكتُ حالوب الحديقة مثل حزمة
مملوءة بحقائق القانون
مثل خرز الرقاب إن وقعت واحدة منهنّ
تصبحُ الدنيا مثل حاذلة
تدوسُ الكبير والصغير
أسيرُ مع السراب
أشعرُ بسخونة الأرض
تصلُ سقف الحلق بلا شخير
صرختُ بكلّ صوتي من عطشي
فإنفتحت غيمة سال منها
حزمةً ضوئية
قالت حكمة: " كلّ الناس يموتون أنا إنسان إذاً أنا أموت"
ونزل المطر بغزارة
أصبحتُ أخمّنُ خطيئة شعبنا
عندما خفاش أسود
نزلَ خلسةً على شعبي خلق الدمار
دعوتُ العالم لنجدتنا من دنس داعش
حدثَ ذعر وذهول وهروب داخل بيتي
نريدُ الرجوع لبيوتنا
ريثما يسقطُ داعش
ذاك الذي سرق نقودنا وذهبنا وحاجياتنا
الذي هجم على بغديدا وسهل نينوى
سينزع شرنقتهُ
وكلّ الشر يصبح جرّة فارغة
بلا قنبلة أو شيطنة
يبقى الصالح والصالحات
ونسمعُ حينَ ذاك صوت الدجاجة
يبقى بقريتي وصوت الناقوس
يعطي صورة لأصوات:
النحاس، الفواخت والضبع إلى الأبد...