يقول الكاتب الفرنسي اندريه جيدي: "لا يمكن للمرء ان يغادر نحو مراع جديدة مالم يمتلك الشجاعة لترك القديمة". يود البعض ان يضعوا نصب أعينهم طريقين وأعني القديم والجديد، وفي النهاية يخسروا المرعيين.
ترك القديم من حيث كوننا قد تعودنا عليه، يجعلنا امام مفترق طرق وخصوصاً أن البعض يعتبره موت. ولكن ولله الحمد هناك من يعتبر التغيير، موت عن السلبيات التي كانت تملأ الماضي ووضع حجر أساس لمستقبل أفضل. فالتغيير هو فرصة لاثبات الذات وامتلاكنا عقلاً راشداً قادراً على وضع الآليات الملائمة لعصرنا مثلما فعل آباؤنا في زمانهم.
حذرنا المسيح من الخلط بين القديم والجديد: "ما من أحد يرقع ثوبا عتيقاً برقعة من قماش جديد، لئلا تنكمش فتنتزع الرقعة الجديدة شيئا من الثوب العتيق قيتسع الخرق. وما من احد يضع خمراً جديدة في اوعية قديمة، لئلا تشق الخمر الجديدة الاوعية، فتتلف الاوعية والخمر معاً. ولكن للخمر الجديدة اوعية جديدة" مرقس 22:2-23.
إن التغيير بحاجة إلى انسلاخ، وكما تفعل الحية مع جلدها هذا حالنا مع زماننا، فنحن بحاجة دائمة إلى التجديد كونه علامة من علامات الشباب الدائم.
يحتاج التغيير إلى حزم وإرادة قوية ولكن الأهم من الاثنين هو البصيرة. فالحزم والارادة غير المسؤولين قد يجران الانسان الى التركيز على المصالح الشخصية للهدف العام من التغيير. وهنا يأتي دور البصيرة التي تعمل كمراقب للحزم والارادة فتتطلع نحو أهمية ومصيرية التغيير لمن نخدمهم، معالجين التصدعات علاجاً شافياً وليس ترقيعاً.
التوقف متأملين يرافق البصيرة، فقد يشكو البعض من هذا التوقف، متأثرين بالمثل القائل: "السير من غير هدى افضل من المراوحة". ولكن هذا لا يصح. بل بالعكس تماماً، أحيانا يكون التوقف المرافق للبصيرة فرصة حقيقة للانطلاق من جديد بقوة اكبر وشجاعة اكثر، متسلحين بالرجاء المسيحي نحو وجهتنا القادمة.
في الختام نقول أن التغيير هو خطوة نحو معرفة ما يريده الله لنا ومنّا، كما يقول مار بولس الرسول: "ولا تتشبهوا بما في هذه الدنيا، بل تغيروا بتجديد عقولكم لتعرفوا مشيئة الله، ما هو صالح، وما هو مرضي، وما هو كامل" روما 12:2.
القس
لينر ككجونا