أ - تشكيل مرجعية موحدة من كنائس واحزاب وتجمعات شعبنا في سوريا

في البداية اهنىء كنائس واحزاب وتجمعات شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سوريا على تشكل الهيئة العامة للشعب الكلداني السرياني الآشوري في الجزيرة السورية بتاريخ 20 - 10 - 2014 ليكون مرجعية جماعية معتمدة من أجل توحيد الجهود والرؤى والمواقف في هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها سوريا بشكل عام ومدينة القامشلي في محافظة الحسكة بشكل خاص حيث يتواجد شعبنا فيها بالاغلبية ان هذا الانجاز القومي الكبير ينم عن الشعور العالي بالمسؤولية الوطنية والقومية والتاريخية تجاه قضية وحقوق شعبنا وامتنا وبالتأكيد ستكون نتائجه لصالح المصلحة القومية العليا في هذه الظروف العصيبة انه حقا حدثا تاريخيا مهما وبارزا في حياة شعبنا يحمل في طياته مؤشرات ايجابية لافاق مستقبل العمل القومي المشترك على مستوى شعبنا في المنطقة

خاصة وجود مساهمة فاعلة ومهمة لاغلب كنائس شعبنا في انبثاقه ومنها كنيسة المشرق الاشورية والكنيسة الكلدانية وكنيسة السريان الارذودكسية وهنا جدير بالاشارة لو يطلع القارىء الكريم من ابناء شعبنا على اهداف تشكيل هذه المرجعية في سوريا الرابط الاول ادناه سيلاحظ من ضمن اهدافه  تثبيت حقوق شعبنا القومية والثقافية والدينية لاول مرة بالاشتراك مع كنائس شعبنا بينما نحن في العراق لا يوجد اي تنسيق او عمل مشترك بين كنائس شعبنا واحزابنا كل طرف ينفرد لوحده في المطالبة بحقوقنا المشروعة حتى ان بعض اقطاب الكنيسة الكلدانية مثلا عند استفسار مسؤولي الحكومة العراقية او البرلمان او مسؤولي حكومة اقليم كوردستان عن موقفهم ورأيهم بمشروع الحكم الذاتي او استحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى فأن بعضهم يقفون بالضد من هذه المشاريع القومية ومن دون الرجوع الى رأي وموقف احزابنا القومية وكأنهم بديل عن هذه الاحزاب وهذا فعلا خلق ارباك وصعوبات وتعقيدات لاحزابنا في اقناع حكومتي بغداد والاقليم بحقوقنا القومية المشروعة

ب - اسباب فشل التجمع السياسي لشعبنا في العراق

------

التجمع السياسي لتنظيماتنا ومؤسساتنا القومية الكلدانية السريانية الاشورية انبثق في الوطن قبل اكثر من ثلاث سنوات حيث كان تأسيسه بتاريخ 26 - 11 - 2010 بعد حوارات ومناقشات شاقة وصعبة بين الاحزاب والمؤسسات المنضوية تحت سقفه اليوم التجمع فشل في التعاطي مع ظروف شعبنا العصيبة في الوطن وهناك توقف وشلل تام في نشاطاته واعماله واجتماعاته اما اسباب فشله وحسب رأي الشخصي هي :

1 - ضعف الرغبة والارادة السياسية على مستوى بعض اعضاء التجمع في تعزيز او تطوير العمل القومي المشترك !! اذ يبدو ان تطوير العمل القومي المشترك الى مستوى عالي ومتقدم امر غير مرغوب فيه لدى بعض اعضاء التجمع !! او بعض عناصره او قياداته !! وربما كان من اهم اسباب ذلك هو خوف هذه العناصر والقيادات من التقليص المحتمل لسلطاتها وامتيازاتها او مشاركتها فيها !! تخوف بعضها من أن السلطة فوق سلطة احزابها قد تستأثر او تنفرد بها قيادة التجمع

كما تخشى هذه العناصر او القيادات من القبول بسلطة فوق حزبها !! ينطوي على احتمال التعرض مستقبلا للمطالبة بتنفيذ قرارات غير مرغوبة !! صادرة عن قيادة التجمع !! فوق حزبها او للمساءلة او الاستيضاح او الطعن !! سواء من قبل التجمع او من قبل شعبنا الذين قد تتيح لهم فرصا للطعن او التصدي لبعض التصرفات الفردية والعشوائية !! ولان ايا من هذه العناصر المشار اليها ليس من السوء بحيث تجاهر دائما برغبتها او حرصها على عدم تجاوز العمل القومي المشترك مستويات معينة ونأمل ان يعي الجميع ان العمل في التجمع قوة لجميع اعضائه وليس ضعفا او محاولة لتقليص النفوذ والصلاحيات والامتيازات

2 - الصراع والتنافس على الكراسي البرلمانية والمناصب الوزارية والمنافع المالية الخاصة والانانية !! بين بعض اعضاء التجمع بعيدا عن المصلحة القومية العليا لشعبنا وامتنا !! حيث في بعض تجارب الدول النامية للعمل السياسي والقومي المشترك ومنها العراق نجد ان الكثير من الاحزاب السياسية تبني حلفا او جبهة واسعة من اجل هدف مشترك وعند تحقيقها للهدف المشترك ينفرط عقد الجبهة او الحلف ويعود الصراع والتنافس بين اطرافها مرة اخرى وكما يقول المثل الثورة تأكل ابناءها بسبب المصالح الخاصة والسلطة والمال والنفوذ والكراسي وتجمع تنظيماتنا السياسية لم يحقق الا خطوة او خطوتين من برنامجه السياسي وامامه مشوار طويل قبل ان يتصدع ويفشل بسبب المصالح الخاصة والكراسي الانتخابية والوزارية

3 - عدم قناعة بعض اعضاء التجمع بالبرنامج السياسي للتجمع (خارطة الطريق) والنظام الداخلي له (دستور العمل التنظيمي) المصادق عليهما من قبل جميع الاعضاء حيث تؤكد كل المؤشرات على وجود تلميحات ومحاولات غير مفهومة احيانا من قبل بعض اعضاء التجمع للتملص او احتواء بعض الاهداف الحقيقية والاستراتيجية للتجمع والمثبتة في البرنامج السياسي المشار اليه اعلاه (خارطة الطريق) ومن اهمها مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في اقليم كوردستان الذي يعتبر المشروع القومي الاستراتيجي والتاريخي والشعبي الرائد والاساسي لشعبنا في الوطن والمهجر الذي يلبي تطلعاته المشروعة حيث طالب به رموز شعبنا من القوميين الاوائل قبل مائة عام من الان وفي مقدمتهم الشهيد البطل فريدون اثورايا والاميرة الاشورية سورما خانم والقائد القومي اغا بطرس وغيرهم الكثير

4 - افتقار اغلب اعضاء التجمع السياسي لشعبنا في الوطن لرؤية سياسية تحليلية مستقبلية مشتركة وموحدة واستراتيجية واضحة ومحددة فيما يخص قضية شعبنا وحقوقه القومية والوطنية والتاريخية المشروعة في الوطن وهذا القى بظلاله السلبية على اعمال ونشاطات وفعاليات التجمع فمثلا راهن بعض اعضاء التجمع على دور وجهود شركاء الوطن والعملية السياسية اكثر من مراهنتها على قدراتها الذاتية وقدرة شعبنا وتنظيماته ومؤسساته في الوطن والمهجر !! ونست او تناست ان شركاء وطننا من الاخوة العرب والكورد والتركمان كل منهم له اجندته ومشروعه الخاص !! وكذلك تهافت الكثير من قادة تنظيماتنا في الوطن خلف المكاسب الحزبية والمنافع الشخصية الانانية والكراسي البرلمانية !! بعيدا عن قضيتنا القومية وحقوقنا المشروعة !!

لذلك اخطأ بعض اعضاء التجمع في قراءتها وتحليلها للمشهد السياسي العراقي وبالغوا في التفاءل والايجابية بأن العراق سيتحول الى دولة عراقية ديمقراطية تعددية نموذجية لكن خاب ظنها !! لان الواقع مناقض لذلك !! وممكن ان لا يتحقق النظام الديمقراطي الفيدرالي والمؤسساتي في العراق الا بعد عشرات السنين من الان !! وشعبنا يكون قد اوشك على الانقراض !! واصبح اثر بعد عين !! فمثلا اليوم العرب السنة والشيعة يطالبون بأقاليم فيدرالية !! وهذا حق دستوري مشروع !! والاخوة الكورد لهم طموحات قومية في تقرير المصير !! وهو حق قانوني واممي مشروع ايضا !! اي ان وطننا سائر نحو التقسيم لاقاليم فيدرالية !! اين نحن من هذا ؟!! شعبنا ليس له اصدقاء حقيقيين في الوطن !! وحليف اقليمي او دولي للمساهمة في الدفاع عن حقوقه !! مثلما يفعل العرب السنة والشيعة وفقا للحسابات المذهبية الاقليمية والدولية نحن لا نريد اكثر من حقوقنا المشروعة لان شعبنا شبع من الوعود والبيانات والشعارات والخطب الرنانة والاجتماعات والمؤتمرات امام الكاميرات للظهور على شاشات الفضائيات من دون اعمال وافعال على الارض في الوطن

5 - محاولات بعض اعضاء التجمع تهميش والاستخفاف بالاحزاب الصغيرة جماهيريا وتنظيميا من اعضاء التجمع في محاولة للانفراد بقيادة التجمع وقيادة نشاطاته وفعالياته ومواقفه لاغراض حزبية خاصة !! وكذلك محاولتهم لقيادة شعبنا في الوطن والمهجر بشكل منفرد من قبل حزب واحد !! لقد اثبتت الايام عبثية انفراد كل تنظيم او مؤسسة من تنظيمات شعبنا في الوطن بالقرار او النشاط او الفعالية لوحده مهما تكن المبررات حيث لابد ان نتعلم ونستفاد من اخطاء ودروس الماضي وتجارب شركاء الوطن في توحيد ورص الصفوف واللبيب من الاشارة يفهم

6 - المطلوب في هذه المرحلة العصيبة والصعبة التي يعيشها شعبنا في العراق تشكيل مرجعية مخولة ومعتمدة من كنائس شعبنا واحزابنا ونوابنا وممثلي شعبنا في محافظتي نينوى وبغداد على غرار مرجعية وتجربة كنائس واحزاب شعبنا في سوريا والتحرك الفعال كفريق عمل موحد لدى مصادر القرار العالمي والمتمثلة بمجلس الامن الدولي والمجتمع الدولي وهيئات الامم المتحدة اضافة الى حكومتي بغداد والاقليم للحصول على كامل حقوقنا الوطنية والقومية والتاريخية والدينية كشركاء في الوطن وفي مقدمتها منطقة امنة في سهل نينوى بحماية دولية وحكم ذاتي في اقليم كوردستان واستحداث محافظة لشعبنا مع بقية المكونات في سهل نينوى قبل فوات الاوان

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=757200.0

                                                        انطوان الصنا

                                    antwanprince@yahoo.com