الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 3420 | مشاركات: 0 | 2014-10-23 16:15:54 |

خاطرة لمن لم يسرق الزمن بعد ... من عمره السنين ... عندما تدورالأيام وتعود الذكريات ويرسم الماضي صورة الحاضر...

صباح دمّان

حينما وضعت صورتي على الفيس بوك وفتحت لي فيه رصيد، بدأت أتجول في رحابه الفسيح وأتصفح صورأقرباء وأحبة قدماء بعثرتنا أصابع الزمان بعد أن كنا نعيش بمودة وإنسجام، حاصرني الشوق بين جدرانه كسجين وتفجرت في عروقي ينابيع الحنين، فأخرجت ما لدي من صور قديمة من مخبئها الرصين، وقضيت ساعات دون أن يقاطعني رقيب وأنا أتمعن النظر إلى ملامح بعض الزملاء والأصدقاء لأستلهم شعاعاً يحملني كطير البر إلى سنين خلت، فعادت بي الذاكرة إلى عقود مضت، ومرت من أمامي بعض المناسبات واللقاءات والحكايات كسحابة صيف تمهلت أمامي، توقفت برهة ثم إختفت .

تيقنت بأن صورة لنا ما هي إلاَ ومضة في هذا الزمن الرخيم، كلما تأملناها ينساب منها الشجى وهو يداعب وجوهنا كرقة النسيم، ويغمرنا إشتياق دفين يُذكِرنا بلحظة لقاء العاشقين، فتعزف ذكريات الماضي في أعماقنا لحناً حزيناً كالأنين .

نعود لتلك الصور، نعاتبها ونطيل النظر إلى ملامحها كلما دارت بنا عجلة السنين وهي تطوي مراحل عمرنا المبين بكل ألوانه كنضوب العطر من ورد الياسمين.

نستفيق من حلمنا الجميل ونحن نسير في ممرات الخريف، نسمع همسا حينما تمر بنا شمس المغيب من إحدى نوافذ العمرالرتيب، يحكي لنا كيف تلاشت الأيام كلمح البصر وكيف خطف الدهرأعمارنا ونحن في النوم غارقين !

ننهض قلقين لنرى بأن الربيع الذي مرَ بنا لن يعود مهما فعلنا بكل يقين، نستعيد ذكرياتنا، نلتفت حولنا، نبحث عن حب الوالدينِ، حنان الشقيقة... وفاء الشقيق... كلهفة الفطيم حين يبحث عن حلمةِ ثدي أمه الرقيق، أو عن عزيز درب حمل همَّه العتيق ورحل إلى المجهول بلا رفيق ...

نناجي أنفسنا : هل كنا في حلم غارقين أم سرقتنا الأيام ونحن يقظين ...؟  لم نعد كالسابق نستأنس بالتجوال فرحين أو بحضور إحتفال مستمتعين، ولا التأمل في الشفق مبكرين، ولم يعد يغرينا التنزه في البساتين ونحن متلهفين لمداعبة زهور النرجس والرياحين. في الليالي نبقى ساهرين، فنشتاق لصوت موال حزين أو لطرق على النافذة من جار حميم. وعند الصباح نسترق السمع لقهقهات الأطفال يلعبون في الساحات فرحين ولصخب الجيران جالسين أمام الأبواب وهم يتبادلون الأخبار والأحاديث والبعض من همهم صامتين، وبين الفينة والاخرى نختلس النظرات لمداعبات العُشاق في الطرقات وهم يمشون متعانقين، ولكن...

 لا شيء باقي غير جمر تحت رماد، رؤوسنا يعلوها غبار وعلى وجهنا رسم الدهر تجاعيد السنين، وحوالينا تتساقط أوراق شاحبة صفراء بعضها تؤرقنا بينما نحن إلى نهاية الدرب سائرين. تتلاشى أمنيات وتتزاحم ذكريات في مشاهد الفصل الأخير، نسمع صوتاً حزيناً يقول " رحل ذلك الشاب الوسيم وترك بقاياه جالس في الظل يبحث عن نديم."  فيظهرأمامنا شريط سينمائي مثير، فننظر إليه كطفل سقط من يده القنديل: أفراح ومناسبات في البيت القديم، ومواقف مؤلمة في توديع ورحيل، وأحداث مؤسفة في الديار كناقوس يدعونا للصلاة ودقاته من أساها تمور، وأحبة مرَ بهم الردى وطيفه بيننا كل يوم يدور.

 نتذكر كيف كنا نتلهف للغد ونُسرع الخُطى دون تفكير، ونتمنى أن تمضي الشهور كالبرق وعلى جناحيها نطير. كنا نحلم بيوم ننهي فيه دراسة الإعدادية... نحصل على شهادة من الكلية... نتوظف في دائرة رسمية ... ثم نبحث عن فتاة جميلة ... من عائلة كريمة ... معلمة... موظفة في شركة حكومية ... نتزوج ... ننجب الأطفال ... نتلهف إلى يوم نجاحهم في الإبتدائية بلهفة شجية ... وبعدها بتفوق يحصلوا على شهادة جامعية ... يتوظفوا... يتزوجوا وينجبوا، ثم يتركوا أطفالهم في دارنا يوميا ...

وتدور عجلة الأيام... أبناؤنا وأحفادنا يكبرون بسرعة ويتقمصون الشخصية فنرى أنفسنا فيهم مثلما ننظر إلى مرآة عادية، فرحون حين نراهم نحو أهدافهم يهرولون بعد أن منحناهم كل ما كانوا يبتغون، ولم يعد لدينا من رحيق الدنيا ما نرتشف منه ونحن راحلون ... فيحملنا الشوق للماضي الجميل لنعانق من لم نفكر يوماً بأن يد المنون ستخطفه ونحن عنه ساهون. نعود مسرعين لمن ما زالوا منتظرين لنكمل معهم بقية السنين، ومع الاخرين نكمل المسير حين نودع أخاً، عزيزاً، وصديقاً... فنرمي على ثراهم وردة ونسير.

أحيانا تُراودنا في زحمة الحياة تأملات ... نتوقف ... نصمت... نستدير : فاتنا قبل أن نرحل شيئاً، حينما طرقنا باب هذه الدنيا ونحن عراةُ صارخين، كضيوفِ مستغربين وأهلنا بمقدمنا يقبلون بعضهم مستبشرين... وأسفاه ... نسينا أن نعيش... وأمضينا مقداراً من العمر في أمور تافهة، وعشق أفكار مُزيفة، والجري خلف أهداف مضللة، وشعور الخيبة من تضحيات ساخرة، وفي المعاناة سنوات مضنية وكأننا مبرمَجون، فتراودنا شكوك وتساؤلات:

 هل كنا في وعينا وفعلنا كل شيء بقناعة وسرور وأحياناً بعناد وغرور؟ أم كنا مُسيرين ودون مشيئتنا جرت الأمور، وكُتبَ قدرنا قبل أن نُخلق بعصور؟ ولكن الاملُ يبقى أملاً  كلما أشرقت الشمس وإحتضنتنا بأشعتها الدافئة ونحن نترقب مولداً جديداً في الأفق البعيد.

26 / 10 / 2014

 

 

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5771 ثانية