في البداية لا بد من الأعتراف بأن الحكومة العراقية والتيارات السياسية قد فشلوا في ادارة البلاد بعد سقوط صدام في كل المناحي الأقتصادية والأجتماعية وفي السياسة الخارجية والداخلية ، وأصبح الفساد ينخر في جسد البلاد شارك فيه عدد كبير من مسؤولي الدولة في اعلى المستويات الى ادناها سواء في سرقة المال العام او في المشاركة في العمليات الأرهابية وشمل الفساد جميع مفاصل الدولة ومنها الأمنية والعسكرية اضافة الى اختراقها من قبل الخونة والأرهابيين، لذلك ظلت القوات الأمنية عاجزة عن السيطرة على الأوضاع في البلاد مما ادى مقتل مئات الألاف من المدنيين والعسكريين العراقيين .وفي ظل هذا الفساد والفشل استطاعت التيارات الأرهابية وبمعاونة الخونة الذين باعوا شرفهم قبل ان يبيعوا الوطن لحفنة من المجرمين القادمين من الخارج مع المجرمين في الداخل ليحتلوا مناطق شاسعة في البلاد ويتسببوا في كارثة انسانية ومعانات كبيرة للشعب العراقي وخسائر هائلة بالأموال وتسببوا في جروح في كرامة وكبرياء الأنسان العراقي .والسؤال هو كيف نحرر ارض العراق من داعش وأخواتها ؟ وللأجابة على هذا السؤال نقول ما يلي:
1-التأكيد على ان سيطرة الأرهاب هي خسارة للجميع دون استثناء وضرورة تحريك الحس الوطني لدى الشعب ليدافع عن الوطن لأنه لا يمكن بناء وحماية الأوطان دون تقديم تضحيات .
2-التركيز على الأعلام وتفعيل دوره في محاربة الأرهاب وفي توعية الشباب بخطورة الأفكار المتطرفة المستندة الى الدين في تحريك المتعصبين للدخول مع داعش ، وتوحيد الخطاب الديني وخاصة من قبل خطباء الجوامع الذين يلعبون دورا مؤثرا في اراء البسطاء من الشباب، وعزل كل خطيب جامع يحرض على الأرهاب.
3-شحذ الهمم بأتجاه حب الوطن وضرورة مشاركة الجميع في حمايته لأن خسارة الوطن لا سامح الله تعني خسارة كبيرة للجميع لأننا كلنا في نفس القارب ونواجه نفس الأخطار.
4-تفعيل السياسة الخارجية التي تبدوا مشلولة ولا تقوم بدور بارز في كسب الرأي العام الداخلي والعربي العالمي لصالح العراق الذي يواجه الأرهاب.
5-اللجوء الى استخدام كل الوسائل العسكرية والسياسية من اجل كسب المعركة الدائرة مع الأرهاب في اقصر وقت ممكن وذلك بطلب مساعدة خارجية اذا تطلب الأمر ذلك ولا داعي للخوف من القوات الأجنبية لأنها سوف تخرج حال استقرار البلاد كما فعلت القوات الأمريكية وقوات التحالف سابقا لأننا في زمن لا يمكن لدولة ان تحتل دولة اخرى مهما كانت كبيرة .
6- وضع المختصين العسكريين المخلصين على رأس الوحدات والقيادات العسكرية لكي تستطيع تحقيق نتائج واضحة في المعركة الجارية الأن ولا مجال لأجراء التجارب لأن عامل الزمن مهم جدا.
7- العمل على اقناع وضرورة دخول العشائر السنية الى جانب الدولة في محاربة داعش لأنها سوف تكون الخاسر الأكبر بوجود داعش في مناطقها ومهما كان الخلاف مع الدولة لا يستوجب التحالف مع مجرمي داعش القادمين من دول خارجية ،لأن الخلاف بين الأخوة في الوطن يمكن حله ولا يجب ان يدفع به الى الخيانة.
8-العمل مع التحالف الدولي بأيجابية تامة وبتعاون كامل لأجل كسب المعركة والأبتعاد عن نظرية المؤامرة التي ظلت شماعة نضع اخطاؤنا عليها كلما فشلنا في مشكلة ما.
9-جعل الحكومة ومجلس النواب في حالة عمل مستمروتكثيف العمل والنشاطات اليومية لكل مسؤول حسب تخصصه لكون البلاد تعيش اوقاتا عصيبة ولا يجب التراخي ويجب كل مسؤول في الدولة مضاعفة عمله لمواجهة الأوضاع التي تهدد كيانه كشعب ووطن.
10-زرع الثقة بين ابناء الشعب بأن الأنتصار حتمي على داعش وأن ما قامت به قوات البيشمركة من انتصارات يدل على ان الدفاع عن الوطن بأخلاص يؤدي حتما الى طرد الدواعش من البلاد وخاصة بعد وقفت العشرات من دول التحالف الى جانب العراق وهذه الدول تسدد ضربات قاصمة الى تنظيم داعش ولا ينقص العراق سوى قليل من الثقة والأخلاص في مواجهة الأرهاب.
وفي كل ما تقدم نقول ان تحرير البلاد ليس بالأمرالمستحيل اذا وحدنا جهودنا العسكرية والامنية والشعبية مع مساعدة التحالف الدولي حتى لو قدمنا الحد الأدنى من الواجب الوطني والأنساني والأخلاقي من اجل العراق الذي نحمل هويته بلد الحضارات وبلد الخيرات فهل يرتقي الشعب والحكومة الى مستوى التحدي؟ لكسب هذه المعركة المصيرية ، هذا ما سوف تثبته الأيام القادمة في المعارك القادمة مع داعش وأخواتها . وأن غدا لناضره لقريب...