منذ منتصف السبعينات كانت القوات التركية تمثل بجثث الثوار الأكراد ، وجنودها تلتقط الصور مع الرؤوس المقطوعة
والبطون المبقورة وهي ترقص كما تفعل داعش ، فتركيا العثمانية وتاريخها الأسود بإبادة أكثر من مليون أرمني معروفة
للجميع ، فداعش وتركيا تخطيط وتعاون وفائدة مشتركة ، فداعش الدجاجة التي تبيض ذهبا ً لتركيا ، فهي تشتري النفط
المنهوب من سوريا والعراق بأبخس الأثمان ، وإطلاق داعش للرهائن الأتراك ، بعد مفاوضات مع أردوغان ، وتعهد
الأخير بعدم التعرض لداعش مقابل تعاونها الستراتيجي لفائدة الطرفين ، حيث تقوم المستشفيات التركية بمعالجة جرحى
داعش في معاركها في العراق وسوريا ، وتبيع لها الأسلحة والذخائر ، وتمرّر لها المقاتلين عبر أراضيها ، بشرط
محاربة الأكراد في سوريا لئلا تسوّل لإكراد تركيا أنفسهم المطالبة بحقوقهم المسلوبة .
ولما كانت تركيا عضوا ً في حلف الناتو ، والناتو قرر محاربة داعش بكل الوسائل ، إلا أن تركيا إمتنعت في
محاربة داعش ، وقواتها على الحدود ترى بالعين المجردة المعارك الجارية في كوباني بين داعش بأسلحتها المتطورة
ضد أهالي كوباني الذين يقاتلون ببسالة قلّ نظيرها ومعهم العشرات من النساء والأطفال بأسلحة خفيفة ، والكفة غير
متوازنة إطلاقا ً، وتمنع المتطوعين الأكراد بالعبور من تركيا لمساعدة إخوانهم في كوباني ، وهذه وصمة عار على
جبين تركيا ، حيث يتوجب على كل من يحترم نفسه أن يحارب داعش ، حيث إن داعش لا تعرف الرحمة والإنسانية
وشعارها الذبح والنهب والإغتصاب ، وخطورتها ليست على العراق وسوريا فحسب بل لكل العالم ، وكوباني مهددة
بحدوث مجزرة فيها حين سقوطها لا سامح الله
وتستهدف تركيا من مساندة داعش ، أمرين مهمين : فرض شروطها على أميركا ، وكسر شوكة حزب العمال
في تركيا وفرعه في سوريا (حزب الإتحاد الديمقراطي ) ، علما ً بأن تركيا سبق لها أن جندت الأسلاميين في
تركيا ولا تزال ضد حزب العمال ( وينعتون بحزب صوفيك عند الأكراد ) .
وعلى حلف الناتو طرد تركيا إذا سقطت كوباني ، وعلى حزب العمال في تركيا أن يعود إلى القتال ضد
حكومة أردوغان المجرمة التي خططت ولا تزال لإبادة الشعب الكردي ، وذنب الأكراد هو مطالبتهم بحقوقهم
حسب القوانين الدولية والشرائع السماوية ، وعلى العراق وسوريا والدول العربية والتحالف الدولي محاربة
تركيا ولو إقتصاديا في المرحلة الآنية ، ومساعدة المعارضة لإسقاط حكومة أردوغان الداعشية مستقبلا ً ،
والمستقبل سيكشف الدور الخبيث والإجرامي النفعي لحكام تركيا فيما يحدث للشعبين العراقي والسوري على
حساب دماء الأبرياء .
منصور سناطي