هناك حكمة تقول ( حَدِّثْ العاقل بما لا يُعقل , فان صدق , فلا عقل له ) ...
الكل بات يعرف بان (داعش )(الدولة الاسلامية في العراق والشام ) ولدت في رحم الولايات المتحدة الامريكية , وارضعتها دول اخرى مثل السعودية والقطر وتركيا وغيرها , وهذا ما اقرت به وزيرة الخارجية الامريكية ( السابقة ) هيلاري كلنتون , واكده ايضا نائب الرئيس الامريكي جو بايدن , خلال خطابه في جامعة هارفارد الامريكية, عندما صرح بان حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة ومنها تركيا والسعودية والامارت وقطر قد اسمهموا في ظهور داعش وبالطبع _يقصد اسهموا مع امريكا _, ولكنه عاد وبكل وقاحة واعتذر من تركيا والامارات عن اتهامه لهما , والكل يعرف بان تصريح بايدن لم ياتِ اعتباطا وانما جاء بناءا على معلومات استخباراتية موثقة لا تقبل الشك , وان اعتذاره ليس الا نفاقا سياسيا لمجاملة حلفائه على حساب دماء العراقيين والسوريين الابرياء , ولو ارادت امريكا فعلا القضاء على داعش فان الامر لن يتطلب اكثر من عدة اشهر وليس ثلاث سنوات كما قالوا , وذلك عن طريق قطع امدادات الاسلحة والمجندين والاموال عن هذه العصابات ومنعهم من تهريب النفط العراقي والسوري , ويفترض ان يكون ذلك سهلا على امريكا وتكنولوجيتها المتقدمة كما نعلم ,ولكن من مصلحة امريكا اطالة امد الحرب لعدة اسباب منها استنزاف الاموال الخليجية وبالاخص العراقية , ومحاولة اعادة التواجد العسكري الامريكي في المنطقة لحماية مصالحها من جهة , وللحد من خطورة تطوير البرنامج النووي الايراني الذي بات يهدد امن اسرائيل , كما ان استمرار الحروب في العراق وسورية ودول عربية واسلامية اخرى هو ضمان لاستمرار مصانع الاسلحة والاعتدة الامريكية التي من دون الاسواق العربية يصيبها الكساد وربما تتعرض للاغلاق , وكما نقلت بعض الفضائيات اخبار عن انتعاش مصانع الاسلحة والذخيرة في الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوربية في الاونة الاخيرة _ ويقصد منذ بدء الحرب على داعش _ ومصائب قوم عند قوم فوائد.
ان كانت امريكا والحلفاء جديين فعلا في القضاء على داعش , فليكشفوا لنا ,هل قاموا بخطوة اولية في تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2178 الصادر منذ 29 من ايلول الماضي ...والخاص بالمقاتلين الارهابيين الاجانب ؟؟؟ وما هي الاجراءات التي اتخذوها بحق الدول المتورطة في دعم الارهاب بعد ان قررت الامم المتحدة معاقبة كل من يثبت تورطه في تمويل ودعم الارهاب سواء دولا او مؤسسات او اشخاص ؟ وكما لاحظنا بدلا من فرض العقوبات على هذه الدول , تم الاعتذار منها على ما بدر من تصريحات اساءت سمعتها ونزاهتها ,لا بل بدأ قسم من هذه الدول الاعلان بين فترة واخرى عن الكشف عن خلايا ارهابية والقاء القبض عليها , فقط لابعاد الشبهة عنها .
نحن نعرف جيدا ان الاهداف الاستراتيجية الامريكية هي ابعد من القضاء على داعش ,وان تحديد وزير الدفاع كلفة الحرب على داعش بنحو 500 مليار دولار يعني سرقة النفط الخليج والدول الاخرى لعدة سنوات ,وان كانت امريكا وحلفاؤها الاربعين وهم اقوى دول العالم اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا عاجزون عن القضاء على عصابة ارهابية لا يتجاوز عددهم 30) ) الف مسلح , فاننا نقول لهم : تبا لكم ...ان كنتم ضعفاء لهذا الحد وتتبجحون بتقدمكم العلمي والاقتصادي والعسكري , وان كانت اقماركم الاصطناعية التي تقولون عنها ان بامكانها تتبع دبيب الحشرات على الارض هي عاجزة عن رصد تحركات جرذان داعش وتنقلاتهم ومعرفة قنوات ومصادر تمويلهم وطرق تهريب النفط وسماسرتهم , فاننا نقول لكم : اتركوا بلدنا واذهبوا الى الجحيم , وان بلدنا سيكون اكثر امنا بدونكم , ولو لا احتلالكم للعراق عام 2003 بحجة الكذبة التي ابدعتم في نشرها وهي اسلحة الدمار الشامل , لكان بلدنا بخير بغض النظر عن السلبيات التي كان يتميز بها النظام السابق ,و ان قيامكم باقناع شعوبكم للحصول على تأييد وموافقة شن الحرب على الارهاب بعد تعرض صحفيين اثنين فقط , للذبح على يد داعش والذين جاءوا برغبتهم الى المناطق الساخنة كان لمعرفتكم التامة بمعارضة شعوبكم الخوض في مثل هذه الحروب التي تثقل كاهلهم , في حين كان العشرات بل المئات من العراقيين الابرياء يتعرضون للقتل والابادة الجماعية دون ان يرف لكم جفن , وعار عليكم ان تحدثتم ثانية عن حقوق الانسان ,لانكم لا تعرفون غير مصالحكم , اما نحن فنقول لرؤسائنا وقاداتنا السياسيين ان يكفوا عن المجاملة التي تكون على حساب دماء العراقيين الابرياء و نقول لكل من يريد الشر لبلدنا العراق : حسبنا الله ونعم الوكيل ..