على ضوء الأحداث المتسارعة التي يشهدها وطننا العراق وتفاقم خطر الارهاب الاسود وتمدده بعد سيطرة عصابات داعش الارهابية على مدينة الموصل وبلدات سهل نينوى تعالت اصوات بعض احزابنا القومية في الوطن ودعت إلى تشكيل افواج مسلحة من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي للمساهمة في تحرير بلداتنا في سهل نينوى والدفاع عن النفس دون التنبه لخطورة مثل هذه الخطوة على مستقبل قضيتنا القومية وحقوقنا المشروعة في ظل غياب الحماية الدولية لمنطقة سهل نينوى خاصة انها جاءت بشكل انفرادي وخارج اطار العمل القومي المشترك المتمثل في التجمع السياسي لشعبنا 

ان ظاهرة تشكيل افواج مسلحة هذه الايام من قبل بعض احزابنا القومية في الوطن جاءت كرد فعل على سيطرة داعش على بلداتنا في سهل نينوى وما تعرض له شعبنا فيها لتهجير قسري وقبلت هذه الخطوة بنقاش حاد بين اوساط شارع شعبنا المختلفة في الوطن والمهجر ما بين التأييد والرفض والتحفظ لحساسية الموضوع وبأعتباره حالة معنوية ورمزية ليس الا وسط مناطق نفوذ الكبار والسؤال الذي يطرح نفسه هل كانت هذه الخطوة مبررة ومقنعة ام لا ؟ وتساءل الكثير من ابناء شعبنا ايضا عن الارتباط الاداري والمالي والتسليحي لهذه الافواج هل سيكون مع الجيش العراقي ؟ ام مع قوات البيشمركة ؟ حسب رأي ان مثل هذه الافواج لا تستطيع العمل لوحدها خارج اطار التنسيق والعمل المشترك مع الجيش العراقي او البيشمركة وهذا قد يفقدها استقلاليتها في القرار والغاية التي من اجلها شكلت  

وكما هو معلوم ان الحزب الوطني الاشوري كان سباقا في تشكيل مفرزة مسلحة ثم فوج من اعضائه ومؤازره واصدقائه تعداده اكثر من مائة مقاتل للاطلاع الرابط الثاني ادناه وبعده شكلت الحركة الديمقراطية الاشورية زوعا فوج اخر مسلح من ابناء شعبنا وفتحت باب التطوع لمن يرغب للاطلاع الرابط الثالث ادناه ثم شكل حزب بيت النهرين فوج  مسلح اخر من ابناء شعبنا وفتح باب التطوع لمن يرغب من ابناء شعبنا للاطلاع الرابط الرابع ادناه وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :

1 - ان تزايد الدعوات بين احزابنا القومية في الوطن لتشكيل افواج مسلحة من ابناء شعبنا للمساهمة في تحرير بلداتنا في سهل نينوى حق مشروع للدفاع عن الارض والعرض والنفس والمقدسات فهذا حق انساني واخلاقي ونضالي تكفله كافة قوانين ولوائح الامم المتحدة وحقوق الانسان وقد تم فعلا تشكيل عدد من هذه الافواج تابعة للاحزاب المذكورة اعلاه حيث اصبحت بمثابة ميليشيات حزبية مسيحية مسلحة او صحوات مسيحية مسلحة حالها حال مليشيات الاحزاب السنية والشيعية والكوردية رغم الاختلاف في الاحجام والمهام والاهداف والتسليح

ثم ماذا تستطيع ان تفعل هذه الافواج المسلحة الصغيرة لاحزابنا القومية لتحرير بلداتنا في سهل نينوى ؟ في ظل بطىء تقدم قوات البيشمركة والجيش العراقي والحشد الشعبي لتحرير بلداتنا رغم اعدادها الكبيرة وتسليحها الحديث كونها مدججة ومجهزة بأحدث الاسلحة والدبابات والمدرعات والمروحيات القتالية واجهزة الاستخبارات وغيرها ناهيك عن دعم التحالف الدولي لها لوجستيا وبالطيران والمعلومات وحتى اذا افترضنا جدلا ان اعدادها هذه الافواج وصل الى 5000 مسلح لثلاثة احزاب من احزابنا القومية كيف تستطيع تفعيل تحرير بلداتنا في ظل الظروف والمناخات المتباطئةاعلاه !! خاصة وان تدريبهم وتسليحهم متواضع ويحملون اسلحة خفيفة فقط (كلاشنكوف) 

2 - ان مسؤولية تحرير بلدات شعبنا في سهل نينوى هي من مسؤولية الدولة العراقية واقليم كوردستان اولا والمجتمع الدولي ثانيا وليست مسؤولية افواج صغيرة لبعض احزابنا القومية لضمان عودة كريمة وامنة لابناء شعبنا الى ارضه التاريخية بأعتباره الخيار الامثل والافضل لاستمرار الوجود القومي والديني والانساني لشعبنا في وطنه العراق على قاعدة التفاهم والعيش المشترك مع كافة شركائه في الوطن لكن المشكلة ان منطقة سهل نينوى تعاني الاهمال المتعمد وتعصف بها اكوام من المشاكل المعقدة والمتراكمة والمتداخلة منذ عشرات السنين وفي مقدمتها التهميش والاقصاء السياسي واستمرار مخطط التغير الديمغرافي وتفشي ظاهرة البطالة والفقر ونقص الخدمات وقلة المشاريع الاستثمارية وقلة التخصيصات المالية واستمرار الهجرة وغيرها

لذلك فأن الحلول الامنية والعسكرية لا تحل مشاكلها المحتقنة اصلا وللمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ومؤسساته  في سهل نينوى تجربة طرية وخاصة في ذلك حيث كانت منطقة سهل نينوى محصنة امنيا منذ 2003 ولغاية 10 - 6 - 2014 (تاريخ سقوط الموصل) وتحت السيطرة الامنية لقوات البيشمركة وحراسات المدن من ابناء شعبنا وهذه القوات والحراسات لم تستطع حل مشاكل المنطقة الاقتصادية والسياسية والادارية والاجتماعية والخدمية المعقدة رغم دورها الايجابي في حماية المنطقة امنيا بكفاءة واخلاص وان مثل هذه الافواج الحزبية المسلحة التي شكلتها احزابنا القومية هي الاخرى لا تستطيع حل مشاكل المنطقة حتى بعد تحريرها بل تزيدها تعقيدا

3 - حسب رأي ان تشكيل الافواج المسلحة اعلاه مزايدة سياسية ورد فعل مستعجل وغير مدروس بعناية من قبل الاحزاب المذكورة السؤال الذي يطرح نفسه متى يكون قرار تسليح ابناء شعبنا صائبا وصحيحا وبدون مخاطر واثار سلبية وفقدان للارادة ؟ الجواب عندما يصدر قرارا من مجلس الامن الدولي لتوفير حماية دولية او منطقة امنة وبحماية دولية لمنطقة سهل نينوى وسنجار خاصة ان هذا المطلب قد اقر من قبل مجلس النواب العراقي وكذلك من قبل مجلس وزراء اقليم كوردستان حيث بوجود الحماية الدولية تكون الحلول لمنطقة سهل نينوى بعد تحريرها كالاتي :

أ - طالما منطقة سهل نينوى من المناطق المتنازع عليها بين حكومتي العراق والاقليم حيث مثلا في حالة ضم هذه المنطقة الى اقليم كوردستان قانونا بعد اجراء الاستفتاء عليها استنادا للمادة 140 من دستور العراق الاتحادي يكون من الانسب تنفيذ مشروع الحكم الذاتي لشعبنا في سهل نينوى بالترابط مع مناطق شعبنا في اقليم كوردستان خاصة وان هذا المشروع مثبت في مسودة دستور الاقليم وحظي بتأييد جماهيري وحزبي واسع من قبل ابناء شعبنا في الوطن والمهجر ومن الضروري ان يكون تنفيذ هذا المشروع بضمانات دولية جدية ومكتوبة

ب - اما في حالة بقاء منطقة سهل نينوى خاضعة لسلطة الحكومة العراقية قانونا بعد الاستفتاء كما هو وضعها الحالي فمن الضروري تنفيذ مشروع الحكم الذاتي لشعبنا بالارتباط مع الحكومة العراقية وذا تعذر ذلك تنفيذ مقترح تجمع تنظيماتنا السياسية في الوطن وذلك بأستحداث محافظة لشعبنا في سهل نينوى بمشاركة كافة المكونات القومية والدينية المتعايشة فيه علما ان مشروع استحداث محافظة سهل نينوى قد وافق عليه مجلس الوزراء العراقي من حيث المبدء ويفترض ايضا ان يكون بضمانات دولية جدية

4 - اما في حالة عدم تنفيذ الفقرة (أ او ب) اعلاه (الحكم الذاتي او استحداث محافظة) وبضمانات دولية جدية فأن مصير ومستقبل ووجود شعبنا في العراق سيكون مهدد بالزوال والتلاشي والانقراض خلال السنوات القادمة ومصيره على كف عفريت او ادنى وهذا مخالف تماما للوائح ومواثيق وصكوك ومبادىء الامم المتحدة في حماية الشعوب الاصيلة والمكونات القومية والدينية الصغيرة في كل ارجاء العالم حيث عند ذلك لن تستطيع الافواج المسلحة لاحزابنا القومية موضوع بحث هذا المقال من حل تعقيدات ومشاكل بلدات شعبنا في سهل نينوى بعد تحريرها الا بحصولنا على كامل حقوقنا القومية والوطنية والتاريخية المشروعة خاصة ان الحماية الدولية لمنطقة سهل نينوى ستكون مؤقتة لحين تطهير محافظة نينوى واستتباب الامن والاستقرار في المنطقة                                                     

ملاحظة :

--

الحلول المقترحة اعلاه كانت ضمن الرسالة التاريخية المهمة التي وجهها السيد (جونسون سياويش ايو) العضو القيادي في رئاسة المجلس الشعبي  بتاريخ 10 - 9 - 2014 الى المؤتمر المنعقد في العاصمة الأميركية واشنطن للفترة من (9 - 11 - ايلول - 2014)وتحت عنوان ( الحماية والحفاظ على المسيحية في الشرق ) للاطلاع على كامل الرسالة الرابط الاول ادناه

http://www.ishtartv.com/viewarticle,56055.html

http://www.ishtartv.com/viewarticle,55964.html

http://www.middle-east-online.com/?id=184916

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=754552.0


                                                       انطوان الصنا
                                                                                  antwanprince@yahoo.com