الفنانة سوسن نجار القادمة من امريكا تزور قناة عشتار الفضائية في دهوك      رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي نخبة من الجالية العراقية في المركز الكلداني العراقي بميشيغان      أول تعليق من كاهن كنيسة سيدني عقب "الهجوم الإرهابي"      مصدر: والد المشتبه به في هجوم كنيسة سيدني لم يشهد أي علامات تطرف على ابنه      أستراليا.. الشرطة تؤكد الطابع "الإرهابي" لهجوم في كنيسة      السوداني يسعى إلى حل التداعيات الناجمة عن سحب المرسوم الجمهوري الخاص بتعيين غبطة الكاردينال ساكو      العيادة الطبية المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية بيرسفي      مارتن منّا: هناك محاولات لإعلان التوأمة بين عنكاوا و وستيرلينغ هايتس الأميركية      اللقاء العام لمجلس الرهبنات الكاثوليكيّة في العراق/ أربيل      غبطة البطريرك ساكو يستقبل السفير الفرنسي لدى جمهورية العراق      سنتكوم: الولايات المتحدة لم تشن ضربات جوية في العراق      الكونغرس الأمريكي يوافق على تمديد برنامج التنصت على مواطني دول أخرى      هل تنقل سماعات الأذن بياناتك الشخصية؟      بوكيتينو وغوارديولا.. حديث عن "تعويذة تشلسي" يشعل الأجواء      البابا يستقبل أعضاء "الشبكة الوطنية لمدارس السلام"      معرض ميسي يفتح أبوابه.. فماذا يمكن أن تشاهد؟!      تقنية ثورية.. زرع جهاز في العين قد يعالج مرض السكري      رئاسة إقليم كوردستان: نجاح الانتخابات يعتمد على مشاركة جميع الأحزاب والكيانات السياسية فيها      العراق.. أكثر من 27 ألف إصابة بالحصبة و43 وفاة بالمرض      خطوة عراقية أخرى باتجاه وقف إهدار ثروات الغاز المصاحب
| مشاهدات : 1377 | مشاركات: 0 | 2014-09-27 17:06:27 |

مشاكســــــــة.. عندمــــا يصبـــــــح الوطـــــــــن كعكــــــة

مال الله فرج

 

فاجأتني الكلمة تماما، وظننت انني لم اسمعها جيدا، فركت اذنيّ وانا اصيخ السمع واركز النظر بعيني المتعبتين عبر نظارتي الطبية النفيسة التي حطم سعرها الاسعار في اسواق النظارات الصينية وجعل مستوى الاسعار يتذبذب تماما مثل تذبذب اسعار براميل النفط التي كثيرا ما تحتكم الى خام برنت حيث ارتفع سعرنظارتي الاثرية هذه بشكل جنوني ليتجاوز حاجز الثلاثة آلاف دينار بعد ان كان مستقرا عند مستوى الالفين وخمسمائة دينار وليربك بذلك الارتفاع الجنوني بورصة الاسواق المحلية والعالمية معا وميزانيتي الشخصية والعائلية، خصوصا واننا لم نستلم رواتبنا منذ شهرين وحرمنا تبعا لذلك من وجبات الفلافل والعمبة الشهية التي كانت تمثل طبق العشاء شبه اليومي المفضل بسبب الازمات السياسية لحكومتنا الوطنية الرشيدة العتيدة.

 كان  صدى الكلمة التي سمعتها لا يزال يتردد في اذني الوسطى بعد ان القى به صيوانها على بوابة قناة اوستاكي عندما مسحت زجاج نظارتي الاثرية جيدا من اجل ان يتطابق الصوت مع الصورة وانا ألعن في سري افرازات السنوات الثقال التي كثيرا ما تصيبنا بالزهايمر، الذي كثيرا ما تشتكي منه احدى زميلاتنا، وضعف السمع وسقوط الشعر وترسم على وجوهنا تضاريس خرائط جديدة تعج بالخطوط الطويلة والقصيرة والعميقة المتداخلة مع بعضها، تماما مثل خرائط الشرق الاوسط الجديد، وهشاشة العظام تماما مثل هشاشة الاوضاع الامنية التي باتت تهزنا انهياراتها وعواصفها ليل نهار، مجتهدا ومصرا ومتلهفا لسماع الكلمة التي شككت في حقيقتها ومصداقيتها كلهفة بعض الفنانات اللائي تدفعهن انسانيتهن المفرطة لاستعراض وعرض اكبر مساحة من اجسادهن المغرية وخلفياتهن الطرية وصدورهن العامرة بحب الوطن لاشباع غرائز الجائعين ولاستقطاب اكبر مساحة من المعجبين والمتابعين.

لم يخب ظني ولم يذهب انتظاري عبثا، فقد واصل احد اعضاء مجلس النواب خلال جلسة تاريخية للمجلس العتيد تضاف لجميع جلساته التاريخية السابقة التي فشلت رغم تاريخيتها في اشباع الجياع وفي ايقاف الارهابيين والقتلة الرعاع وفي تشغيل العاطلين وفي اعادة المهجرين وفي اجتثاث الداعشيين، تواصل ذلك البرلماني الثوري في استعراض وجهة نظره (الموضوعيــــــة) بمنتهى اللباقة الفلسفية المجسدة لاروع المصالح والقيم والمبادئ الوطنية في تلك الجلسة التاريخية التي خصصت للتصويت على التشكيلة الحكومية، مشددا ومصرا ومؤكدا على ان يكون لمكونه السياسي حصة في (الكعكــــــــة)  الوزارية.

ما ان لامست اسماعي كلمة (الكعكــــــة) حتى امتلأت احاسيسي املا وفرحا وتفاؤلا، ذلك لان مفردة (الكعكـــــة) هذه مرتبطة في تراثنا الشعبي بالافراح والمسرات والاعراس، لا سيما باعياد الميلاد، وتوقعت ان البرلمان ربما قرر لمناسبة بدء دورته الجديدة ان يحولها الى دورة رومانسية انسانية شفيفة من خلال اقامة اعياد الميلاد لعضواته واعضائه داخل قاعته ليعلم برلمانات العالم الاخرى التي تتحول غالبا الى حلبات للمصارعة الحرة بين اعضائها الذين لا يتورعون عن استخدام اسلحة الدمار الشامل بكل مفردات اللكم والصفع والركل وقذائف البصاق الذكية الموجهة بالليزر وآخر مستجدات الشتائم  واقبحها، ليعلمهم اصول التعامل الانساني الرومانسي، لكنني غرقت في خضم ذلك بالتوقعات حول عيد ميلاد من سيتم الاحتفال به في تلك الاجواء البرلمانية ؟؟ وحدثت نفسي عن روعة ان ينسى البرلمانيون والسياسيون خلافاتهم وتناقضاتهم، ويحولون الاجواء البرلمانية الى اجواء احتفالية وتفاعل انساني باعياد ميلاد رئيس الجمهورية او رئيس البرلمان او رئيس الحكومة، او ربما للاحتفال بانتهاء العنف والارهاب، او بالقضاء على البطالة،  او بهدم خط الفقر الذي يرزح تحته ما لا يقل عن خمس ابناء شعبنا، او بحل ازمة السكن، او بانتهاء عملية التوزيع العادل للثروات، او باجتثاث تنظيم داعش الارهابي، او بعودة جميع المهجرين والنازحين لبلداتهم ومنازلهم.

لكن الصدمة ما لبثت ان هزتني بعنف لتوقظني من احلامي الرومانسية تلك ومن توقعاتي الخيالية، فذلك البرلماني (الثوري) المعني لم يكن  يطالب بـ(كعكـــــة) لعيد الميلاد كما توهمت ’ لكنه بمنتهى الجرأة والشجاعة والاصرار والحزم والعزم والفروسية المبدئية يطالب لمكونه بحصة من (الكعكـــــة الحكوميــــة )، ولنا ان نتصور كيف وبأي منظار من الالتزام الوطني والوعي الوطني والحرص الوطني ينظر بعضهم الى الحكومة، كنظرته الى  (كعكــــة) لابد ان (يلتهـــــم) جزءا منها يكون بمساحة استحقاقه الانتخابي.

عدت بذاكرتي الى ايام الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية الاخيرة وشعاراتها الملتهبة ووعود الكتل والكيانات والاحزاب والتحالفات المختلفة الستراتيجية التي لو تحقق عشرها على ارض الواقع لخلفنا وراءنا سويسرا وهولندا والدانمارك وجميع دول الاتحاد الاوربي بمائة سنة على الاقل، واذا بمثل هذا البرلماني الحصيف الشفيف يميط اللثام عن نظرته التي هي من المؤكد نظرة كيانه الى المسؤولية الحكومية (ككعكــــــة) تستحق الالتهام.

ولست ادري لو ان هذا البرلماني وامثاله الذين ينظرون الى الحكومة (ككعكـــــة) شاء لهم حسن حظهم وربما سوء حظ شعوبهم ان يصبحوا وزراء فبأية صيغة سيكون اليمين الوزاري الذي سيقسمونه؟ وهل سيقسمون على خدمة شعوبهم ام انهم سيقسمون كالآتي ( اقسم بالله العظيم وبشرفي ومعتقدي ان التهم حصتي من الكعكة الحكومية).

بعد هذا وذاك هل ما زلنا نبحث عن اسباب ازماتنا ومشكلاتنا وماسينا وضياع ميزانياتنا وثرواتنا الوطنية الهائلة ومستوى التردي والتراجع في تنفيذ خططنا؟  وهل مازالت بعض الشعوب تتساءل بغباء عن اسباب المصائب والكوارث والبلايا والرزايا ان كانت تمتلك مثل هؤلاء المسؤولين الثوريين العقائديين المبدئيين المناضلين التاريخيين الاوفياء  الاذكياء النجباء؟

 

مال اللــــــة فــــــرج

Malalah_faraj@yahoo.com

 

 











أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6790 ثانية