حدثنا الحق ابن الصادق قال:
بين انا في مدينة الاحلام ، اسير في ليلة حالكة الظلام .. ومعي صديقي القديم السندباد ، صاحب المغامرات في البحار والوهاد، شاهدنا في المدينة شعب باجمعه مشرد ، ورغم ظلمه فهو من الفرح يغني ويغرد.. فقلت لصاحبي هل هم ناس بلهاء ، ام اصاب عقلهم الشرود والبلاء..؟ ما لهم يضحكون ويرقصون، ومن الفرح يغنون ويزمرون، اليس هؤلاء القوم مهجرون ، ومن مدنهم وقراهم مشردون..؟ ضحك السندباد ملء اشداقه،واحمرت من الضحك ادراقه ،ومن ثم قال.. الا تدري ما السبب في كل هذا، او انك تعبيش في حلم يا هذا.. لقد وعدهم احد الاسياد ، بمبلغ بالدولار يعد بالاياد. ثلاثمئة دولار بالتمام والكمال ، وليس فيها من النقص شيئا وذاك محال.. الا تراهم يمرحون ويرقصون، وهم لاستلام المبلغ ها هنا ينتظرون..والله انهم شعب غشيم ، يصدقون حتى كلام الهشيم.. اسالهم.. هل استلم منهم احد شيئا، ام اخذوا الوعود فقط من الهيئة..قالوا لهم انهم سيوزعونها في الكنائس، او في بعض الدوائر والمدارس ، فلا الكنائس وزعت شيئا ، ولا المدارس حللت ريعا.. يا صديقي ان الدولارات اختفت الى هذا اليوم ، ولم يستلم منها شيء لا فرد ولا قوم.. وكلها الان في غيابة الجب ، او في عرين الاسد او مغارة الدب.. والمساكين ينتظرون بفارغ الصبر ، وهم على اعصابهم كضارب الطبر .. وكل يقولون عسى ان نستلمها اليوم ، ولكن النهار يمر الى ساعة النوم.. فلا الدولار سيصل الى اليد ، ولا المليون يستلمون يوم غد.. فكلها خدع في خدع مريبة ، لا تنفع للغريب والحبيب او الحبيبة.. فهل يا ترى من المستفيد من كل هذا، ومن الخاسر بذلك ولماذا..؟ انظر فالكل اخذ بالانسحاب ، بعد ما ضجر ومل من وعود الضباب... هذه هي حياتهم جميعا ، لقد اختفى منها صيفها وربيعا... وهنا اخرج السندباد من جيبه منديلا، ومن مسح دمع مآقيه صار بليلا.. وقال . يا حسرتي على هؤلاء القوم، لا يعرفون الراحة ولا طعم النوم.. ترى متى ستفرج عنهم الغمة، ويستلمون من الدولارات ثلاثمئة..؟ ومتى الى قراهم ومدنهم يعودون ، ومتى مبلغ المليون دينار سوف يستلمون.. اليسوا هؤلاء من كتب على دورهم حرف ن... ام ان عقلي اصابه الخرق والجنون.. تحياتي