شعوب منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عانت ما عانت من حروب وكوارث وغزوات خلال التاريخ القديم والجديد فخلال التأريخ القديم بعد الغزو الأسلامي تعرضت الشعوب الى الأضطهاد على اساس ديني وقد دفعت هذه الشعوب ثمنا باهضا وتحولت معظم تلك الشعوب الى الأسلام بالأكراه وما تبقى خارج الدين الجديد عاني من الظلم والتفرقة وأصبح مواطنا من الدرجة الثانية او الثالثة، ثم جاءت فترة الأحتلال العثماني وهذ المرة كان الظلم على اساس عرقي وقومي ، وبعدها جاءت الدول الغربية التي سيطرت على معظم تلك الدول وبعد ثورات واحتجاجات استقلت هذه الدول وأصبحت هذه الشعوب ضمن خارطة حددتها الدول الكبرى واصبحت هذه الشعوب تحدد هويتها على اساس جغرافي ،ثم بدات مرحلة الأنقلابات في الجمهوريات الجديدة والبعض الأخر استمر في نظام اميري او ملكي لحد الأن ، وخلال 100 عام ، لم تستطيع هذه الشعوب ايجاد نظام سياسي واجتماعي يكفل الحقوق للجميع بالتساوي،بل كانت الأفكار التعصبية القبائلية والدينية والمناطقية والقومية والدكتاتورية هي التي تدير شؤون هذه الشعوب سلما اوحربا ، وفي ظل غياب برامج عادلة وصحيحة لأدارة شؤون هذه الشعوب ، ظلت هذه الشعوب تعاني من ازمات في كل مجالات الحياة الأقتصاية والأجتماعية والسياسية فالفقر والظلم والجهل والأنتكاسات كانت متتالية على كافة الصعد ، وفشلت هذه الشعوب وحكوماتها في ادارة شؤونها ،مما ادى الى تفاقم المشاكل، وأخر هذه المشكلات ولن تكون الأخيرة ،هو ظهور التيارات الأرهابية بعد سقوط الدكتاتوريات العربية ،التي تسيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا وتهدد العالم اجمع في وجوده ومستقبله ،وبعد كل هذه الكوارث والنكبات ، حان الوقت لأعادة النظر في كل الأمور التي حالت دون تقدم هذه الشعوب في مواكبة التطور الحضاري في العالم.ويمكن معالجة ذلك بالأتي :
1- اعادة النظر في الكتب الدينية الأسلامية وتنقيحها من الأيات التي تدعوا الى محاربة الشعوب غير المسلمة ، وهذه مسؤولية المراجع الدينية في الأزهر والسعودية والمراجع الأخرى .
2- اصدار تشريعات تحمي المواطن وتحمي حقوق الجميع دون استثناء ومحاسبة التميز والتفرقة على اساس ديني او عرقي او مذهبي وهذه القوانين في عدم التميز متبعة في الدول المتحضرة.
3- فصل الدين عن الدولة وجعل ادارة البلاد على اساس علمي كما هو متبع في الدول المتقدمة ، لأن الدين هو علاقة الفرد بالخالق ويجب احترام معتقدات الجميع ،لأن الله وحده له الحق في محاسبة الخليقة على معتقداتها سواء كانت صحيحة او باطلة ويكون محاسبة الفرد ضمن قوانيين حضارية تحمي حقوق الأنسان في بلده ، كما هو جاري في معظم العالم المتحضرة .لأن الدولة الدينية فاشلة ولا يمكن ان تحقق العدالة لكل المعتقدات.
4-تغير المناهج الدراسية وجعلها تناسب التطور وتغذي الحس الوطني والأنساني للفرد لكي ننبي جيلا سليما خاليا من العقد التي تراكمت في عقول الأجيال السابقة والحالية ،لأن بناء الأنسان هو الأهم ، والبناء الصحيح يكون هو الأساس في بناء ثقافة المجتمع.
5-تقديم الخدمات للشعوب من العيش الكريم والضمان الأجتماعي والصحة لكل ابناء الشعب ضمن قوانين انسانية تجعل الأنسان يحس بقيمته كأنسان له حقوق وعليه واجبات .وتوفير حياة افضل وهذا ممكن لأن معظم هذه البلدان لها موارد طبيعية تساعد على بناء حياة افضل.
6-التركيز في كل الأنتخابات على الكفاءة وليس على اساس تكتل طائفي اوعرق او حزبي او قومي او ديني .
7- التركيز على التعليم وتثقيف المجتمع لأن بناء جيل صحيح ومتعلم يكون قادر على بناء الوطن ويكون اكثر انتاجية وفائدة.
8-الأنفتاح على العالم والأستفادة من التكنولوجية المتطورة وأدخالها في البلاد لكي يسير التطور بأسرع ما يمكن لأن هذه الشعوب عانت من الأهمال والتخلف على مر القرون الماضية.
9- متابعة الأرهابيين في بلاد المهجر وتشديد العقوبات وذلك بسحب الجنسية من المرتبطين بالأرهاب وتسفريهم الى بلدانهم الأصلية ، لأن هامش الحرية الكبير في بلاد المهجر يسمح لهم بالحركة وتنفيذ عمليات تجنيد واتنفيذ العمليات الأرهابية.
10- عقد مؤتمر دولي يتدارس اسباب الأرهاب وسب القضاء عليه وأصدار قوانين دولية تحاسب الممولين للأرهاب سواء كانت دولا او اشخاص تشترك فيه جميع الدول والمرجعيات الدينية وأصدار تشريعات جديدة لمكافحة الأرهاب تكون ملزمة للجميع .
نكتفي بهذه النقاط لكي لا نطيل على القاريء الكريم ، وربما البعض يقول ان هذه مثالية لا يمكن تطبيقها في هذه البلدان ،ونحن نقر بصعوبة تطبيقها ولكن لا يوجد طريق اخر ، فما فائدة القضاء على داعش والمناهج الدينية كل يوم تفرخ ارهابيين جدد اذا لم تتغير المناهج الأسلامية وكيف نضع حد لهجرة الأقليات؟ اذا لم نوفر لهم الأمان والمساوات مع االأغلبية المسلمة ، كيف نبني جيلا واعيا ؟ اذا لم نركز على التعليم وبناء الأنسان .كيف نجعل من الأنسان يحب وطنه؟ اذا لم نوفر له الحياة الكريمة والأمان.ان ظهور داعش واخواتها كشف المستور وكشف كل امراض المجتمعات الأسلامية واصبح الجميع في خطر في وجوده وفي وطنه وفي كرامته. فهل تنتهز هذه الشعوب الفرصة لتعيد النظر في مجمل حياتها؟ ام تستمر هذه الفوضى لكي تعيد هذه الشعوب والمنطقة الى العصور الجاهلية ؟
والله من وراء القصد .........