المتابع لظروف واوضاع شعبنا العصيبة في الوطن ومنذ احتلال الموصل في 10 - 6 - 2014 من قبل عصابات داعش الارهابية ومشتقاتها وتمددها في منطقة سهل نينوى وتهجير ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي والاخوة الايزيدية وبقية المكونات الصغيرة مثل الكاكائيين قسرا منها الى الاقليم وغيره وتعرضهم للمعاناة والصعوبات والتعقيدات حيث يلاحظ ولغاية كتابة هذه السطور لم يصدر اي بيان او تصريح رسمي من الاحزاب الاسلامية الكوردستانية المتمثلة ديمقراطيا في برلمان اقليم كوردستان يدين ويستنكر التهجير القسري لشعبنا والاخوة الايزيدية من الموصل وسهل نينوى علما ان الاحزاب المذكورة لها عدد من الحقائب الوزارية في حكومة اقليم كوردستان الحالية

والمؤسف ايضا ان حركة التغير الكوردية (كوران) ذو التوجه العلماني هي الاخرى لم يصدر عنها اي بيان او تصريح رسمي بهذا الخصوص في مغازلة واضحة لحلفائها السياسيين من الاحزاب الاسلامية الكوردستانية (المعارضة الديمقراطية) ولربما يتسأل احد الاخوة القراء عن عدد المقاعد البرلمانية والحقائب الوزارية للاحزاب الاسلامية الكوردستانية في برلمان وحكومة الاقليم ؟ السؤال موضوعي وفي محله بهدف معرفة حجمها ودورها وتأثيرها وقاعدتها الجماهيرية كذلك للتعرف على مصير ومستقبل شعبنا بالاقليم في حالة استلام المعارضة الاسلامية الديمقراطية سدة الحكم فيه في ظل عدم استنكارها وادانتها لتهجيرنا قسرا والظلم الواقع علينا وهنا جدير بالاشارة ان اصابع الاتهام وجهت سنة 2011 صراحة للاتحاد الاسلامي الكوردستاني بضلوعه في الاعتداءات على ممتلكات شعبنا والاخوة الايزيدية في احداث بهدينان (زاخو) سنة 2011 !! خاصة اذا ما عرفنا ان الاحداث والوقائع التاريخية المتعلقة بحياة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن تؤكد بأنه لا اصدقاء حقيقين وجادين وصادقين له في الوطن الا القليل جدا !! وبخصوص المقاعد البرلمانية والحقائب الوزارية للاحزاب المذكور هي كما يلي :

أ - حركة التغير الكوردية كوران ذو التوجه العلماني لها 24 مقعد برلماني ولها اربعة وزراء في برلمان وحكومة الاقليم
ب - الاتحاد الاسلامي الكوردستاني وله 10 مقاعد برلمانية واربعة وزراء في برلمان وحكومة الاقليم
ج - الجماعة الاسلامية الكوردستانية ولها 6 مقاعد برلمانية ولها وزارتان في برلمان وحكومة الاقليم
د - الحركة الاسلامية ولها مقعد برلماني واحد في برلمان الاقليم وليس لها حقيبة وزارية

مجموع المقاعد البرلمانية للاحزاب الاسلامية الكوردستانية وحلفاءها المشار اليه في اعلاه 41 مقعد من مجموع مقاعد برلمان اقليم كوردستان البالغة 111 مقعد اي تمثل نسبة 37% وعشرة حقائب وزارية وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :

1 - يتذكر شعبنا في الوطن والمهجر ومعنا الاخوة الايزيدية احداث الشغب المؤلمة التي وقعت في زاخو وسميل ودهوك وغيرها في اقليم كوردستان والتي سميت (باحداث بهدينان) بتاريخ 2 - 12 -2011 وأسفرت عن إحراق 27 موقعاً ومركزا للتدليك ومحالا لبيع المشروبات الكحولية بالإضافة إلى أربعة فنادق ومقهى مكون من عدة طوابق كان يضم مركزا للتدليك وجميع هذه الممتلكات تعود رقبتها قانونا لابناء شعبنا وبعض الإخوة الأيزيدية طبعا المتهم بالمسؤولية عنها صراحة كان حزب الاتحاد الاسلامي الكوردستاني (له عشرة مقاعد برلمانية واربعة حقائب وزارية حاليا في الاقليم) حيث اتهم السيد فاضل ميراني السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكوردستاني بتاريخ 11 - 12 - 2011 ( اعضاء حزب الاتحاد الاسلامي الكوردستاني بالضلوع في احداث الشغب التي ادت الى حرق وتدمير محال بيع الخمور واندية المساج والمرافق السياحية في العديد من مدن محافظة دهوك وقال لدينا الادلة ...) انتهى الاقتباس للاطلاع الرابط الثالث ادناه رغم ان نتائج اللجنة التحقيقية كانت خجولة وعمومية ولم تنصف شعبنا اطلاقا

وهنا جدير بالاهتمام والاشارة انه بعد احداث زاخو صدر بيان رسمي من المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاسلامي الكوردستاني حول احداث بهدينان سنة 2011 ولم يدين او يستنكر فيه الحزب المذكور الاعتداءات على ممتلكات ابناء شعبنا والاخوة الايزيدية فقط استنكر الاعتداءات التي طالت مقراته حزبه !! ماذا يسمى ذلك ؟ هذا يؤكد ان مخاوف ابناء شعبنا على مصيرهم ومستقبلهم وحقوقهم المشروعة في اقليم كوردستان له ما يبرره وهم على حق فالمتغيرات السياسية التي اوصلت التيارات الاسلامية الاصولية بشكل ديمقراطي الى مواقع المسؤولية القيادية وصنع القرار في بعض الدول العربية المشار اليها اعلاه ممكن ان تحصل في الاقليم مستقبلا

2 - المشكلة اليوم ان كثير من التيارات الاسلامية المتشددة والمعتدلة والتي فازت بالاغلبية البرلمانية في بعض الدول العربية ترفع شعار الاسلام هو الحل !! لبناء مجتمعات اسلامية راسخة بأمتياز للتغير والقوة والاستمرار من خلال الرجوع الى الينابيع الاولى للتاريخ والتراث دون فصل الدين عن الدولة ودون الاكتراث لحقوق المكونات غير المسلمة !! وكأن وجودهم مؤقت !! وانهم ضيوف وغرباء في اوطانهم !! وليسوا مواطنون في هذه الدول ولهم حقوق المواطنة !! لذلك لا بد من التوقف عند هذه المؤشرات والدلائل والوقائع ودراستها بتمحيص وعناية لان نتائجها القريبة او البعيدة لها تأثير مباشر على حياة ومصير ومستقبل وحقوق شعبنا في الوطن والاقليم حيث تعتبر هذه التطورات ليست بالامر الهين وليست في صالح شعبنا اطلاقا ومستقبلهم ينذر بالمخاطر والمجهول !!

3 - اما  الكلام عن الاسلام السياسي المعتدل والمرن حسب رأي ان مثل هذا الكلام لا يصح الا عند اقرار دستور مدني غير اسلامي او مسيحي من قبل ما يسمى التيار الاسلامي المعتدل يضمن حقوق غير المسلمون اولا وحقوق الانسان واحترام الحريات وحقوق المواطنة والمرأة والتداول السلمي الديمقراطي للسلطة وغيرها ثانيا لكل المواطنين دون تفرقة او تميز على اساس ديني او قومي ومن ثم تنفيذها على ارض الواقع فعليا عند ذلك يمكن الحديث عن الاسلام المعتدل في كل الاحوال من خلال استقراء بعض تجارب العالم الاسلامي في تطبيق الشريعة الاسلامية نجد ان نتائج التطبيق كانت تضيق الخناق على حقوق وحريات المكونات غير المسلمة مما ادى هجرة اغلب ابناء الاقليات غير المسلمة خارج اوطانها ما يفسر ذلك ؟ الجواب التيارات الاصولية الاسلامية سواء كانت معتدلة او متشددة لا يمكن ان تبني دولة حديثة بمفهومها المدني والديمقراطي والعلماني الحديث وبما يتناغم مع روح ومتطلبات العصر لتناقض ذلك مع عقيدتها وايديولوجيتها ويقع موقف الاحزاب الاسلامية الكوردستانية من وجودنا القومي والديني ضمن هذا المفهوم الملتبس

4 - شعبنا منذ اكثر من اربعون سنة في وطنهم يعيشون على هاجس الخوف والقلق وتم تهجير اكثر من 65% منهم خارج العراق ولم يبقى منهم الا 350 الف شخص وبعد احداث الموصل وسهل نينوى اصبحت عيون اغلب ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في اقليم كوردستان وكل العراق هذه الايام ومعهم بعض الاقليات الاخرى ترنو وشاخصة على ابواب السفارات والقنصليات الاجنبية وهيئات الامم المتحدة سعيا وراء الهجرة خارج الوطن بخفى حنين وهم غير راغبون بذلك الا اضطرارا وتحسبا لفقدان الثقة والامل وقلوبهم تعتصر الما وتنزف دما على ارض الاباء والاجداد والسبب مخاوفهم على مصيرهم ومستقبلهم المجهول في ظل مشهد الصمت المريب الأقرب للتواطئ والمساومة من قبل اغلب شركائنا في الوطن والعملية السياسية وكذلك المجتمع الدولي والأنظمة العربية والاسلامية والإقليمية

حيث في حالة استمرار معاناة ابناء شعبنا المهجرين قسرا من مدينة الموصل وسهل نينوى وذلك بعدم ايجاد حلول عملية وفعلية سريعة لمأساتهم يعني ان مخطط وطبخة تهجيرهم ترغيبا او ترهيبا الى الى خارج الوطن (المهاجر) قد بلغ ذروته وهو ينفذ بعناية ودقة وعلى مراحل وهذا سيولد القناعة لدى اغلب المهجرين بل اغلب ابناء شعبنا في الوطن ان شركائنا في الوطن لا يرغبون بوجودنا القومي والديني فيه وكل ما يقال عن الشراكة والعيش المشترك والاخوة وغيرها تضليل ووهم وخداع وهو يتحينون الفرصة لاجتثاثنا من الجذور !!

وعلى هذا الاساس اقول للاخوة المسؤولين الرسميين والحزبين في اقليم كوردستان بعد القضاء على داعش ومشتقاتها في سهل نينوى والموصل حان الوقت للاستجابة لحقوق شعبنا المشروعة كاملة دون انتقاص بشكل صريح وبقناعة تامة وبدون تردد او خجل او تباطىء او تسويف كما كان يحصل في السابق اولا دستوريا وثانيا فعليا على الارض وكذلك المطلوب معالجة السلبيات والنواقص والاخطاء في تجربة الاقليم الفتية بكل شجاعة وشفافية لتفويت الفرصة على المتصيدين والمتربصين بها من داخل الاقليم وخارجه ان مثل هذا الاجراءات والمعالجات السريعة والجادة تخفف من القلق المتنامي لدى ابناء شعبنا في الاقليم وتعطي له اشارات ايجابية ومهمة وبعكسه فأن مصير ومستقبل شعبنا صعب ومعقد وينذر بالمخاطر

5 - من المؤسف ان اقول رغم كل ما تقدم والصورة واضحة وضوح الشمس لا لبس فيها بالنسبة لموقف ورؤية الاحزاب الاسلامية الكوردستانية من وجودنا وحقوقنا المشروعة في الوطن حيث لا زالت قيادة زوعا تتعامل مع مجمل قضايا وحقوق شعبنا ونكباته ومأساته ووجوده وكرامته مثل النعامة التي تغرس رأسها في التراب وكل اشلائها مفضوحة ومكشوفة والا ماذا نفسر قيام وفد من الاتحاد الاسلامي الكردستاني بتاريخ 18 - 8 - 2014 بزيارة مقر فرع دهوك للحركة الديمقراطية الاشورية ؟ حيث تم استقبالهم من قبل الدكتور دريد حكمت طوبيا زوما عضو المكتب السياسي للحركة الديمقراطية الاشورية ولم يتطرق اللقاء الى موقف الاتحاد الاسلامي الكوردستاني من تهجير شعبنا !! ما هي السذاجة السياسية والموقف الانتهازي الهزيل ؟ ولماذا هذا الخوف ماذا بقى لنا ؟ والى متى يا قيادة زوعا ونحن نجلس مع من يضمر لنا العداء ؟ اين الموقف القومي والمبدئي الذي تتبجحون فيه دائما في الاعلام زورا وبهتانا للمزايدة وخداع شعبنا ؟ اليس احداث بهدينان سنة 2011 ثم احداث الموصل وسهل نينوى الطرية كافية يا قيادة زوعا لمعرفة العدو من الصديق واتخاذ موقف مبدئي صريح وواضح من الحزب المذكور ام ان الكراسي والمصالح الخاصة تعمي بصيرتكم وتجعلونها فوق هموم ومأساة شعبنا !! للاطلاع الرابط الاول ادناه

ثم الا تتعلمون يا قيادة زوعا من الدلالات والمعاني القومية والوطنية والمبدئية الشجاعة لقرار استقالة الاستاذ جونسون سياويش مساعد رئيس المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ووزير النقل والاتصالات في حكومة اقليم كوردستان بسبب الاوضاع المزرية التي يمر بها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المهجرين قسرا من مدينة الموصل وسهل نينوى الى اقليم كوردستان وعدم التماسه اي إجراءات عملية او حلول فعلية لمساعدتهم وانقاذهم من هذه المعاناة حيث اضاف الوزير سياويش فلا يمكنني ان ارى ابناء شعبي يفترشون الارض في الحدائق والشوارع وانا في الوزارة للاطلاع الرابط الثاني ادناه هكذا تكون العزة والكرامة والشهامة والغيرة والكبرياء ياسادة ياقيادة زوعا وانتم تستقبلون من يضمر العداء لشعبنا ولتجربة الاقليم شتان ما بين الفعلين والموقفين

http://www.zowaa.org/index.php?page=com_articles&id=1363#.U_zarKPdWt8

http://www.ankawa.com/index.php/ankawaforum/index.php?topic=749435.0

http://www.kaldaya.net/2011/News/12/Dec10_A2_FadhilMerani.html

   انطوان الصنا
                                                                                                                        antwanprince@yahoo.com