الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث، لمناسبة رأس السنة الآشوريّة الجديدة 6774      الثقافة السريانية وفرقة شمشا للتمثيل يحتفيان بيوم المسرح العالمي- عنكاوا      سوق خيري‏ بمناسبة عيد القيامة المجيد - عنكاوا      تخرج دفعة جديدة من طلبة كلية نصيبين اللاهوتية المسيحية الاشورية في سيدني      الثقافة السريانية تهنئ المسرحيين السريان بيومهم العالمي      القداس الالهي بعيد بشارة العذراء مريم بالحبل الالهي‏ - كنيسة ام النور في عنكاوا      البطريركية الكلدانية تلغي المظاهر الخارجية للاحتفال بعيد القيامة      بمشاركة مدير قسم الدراسة السريانية في تربية البصرة .. وفد مشترك يقدم محاضرات توعوية وهدايا لطلبة المدارس      العيادة المتنقلة التابعة للمجلس الشعبي تزور قرية افزروك شنو      الرسالة البطريركيّة لقداسة البطريرك مار آوا الثالث لمناسبة العيد العظيم لقيامة ربّنا للعام 2024      ليس العمر.. ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله      خبيرة ألمانية تدعو إلى الصيام عن البلاستيك      كلمة رئيس الوزراء مسرور بارزاني بشأن القرارات المُتخذة في اجتماع مجلس الوزراء      الكهرباء العراقية تعتزم شراء غاز حقل كورمور بإقليم كوردستان      الخارجية الروسية: أنشطة "الناتو" في شرق أوروبا والبحر الأسود تهدف للاستعداد لمواجهة محتملة مع روسيا      الولايات المتحدة تعرض 10 ملايين دولار مكافأة مقابل معلومات عن "القطة السوداء"      العراق يتجه لحجب "تيك توك"      الاتحاد الاسباني يرفض تخفيف عقوبة تشافي      انفوجرافيك.. عيد القيامة والبيض الملون      توضيح من مالية كوردستان حول مشروع (حسابي)
| مشاهدات : 7344 | مشاركات: 0 | 2014-08-25 12:44:36 |

هاني داود مرقص يروي قصة هروبه من ايدي داعش واربعة ايام من حكمهم على برطلة


عشتارتيفي كوم- برطلي . نت/

لم تكن هذه قصة نزوح هاني داود مرقص ( ابو ميامي ) الاولى بل سبق وان تعرض الى عملية نزوح اخرى من مدينته بغداد في عام 2006 بعد حوادث الارهاب واستهداف المسيحيين في تلك الفترة ، فقصد برطلة وسكن في احدى مجمعاتها السكنية التي خصصت لاستقبال النازحين من المدن التي شهدت حملات الارهاب ضدهم ، اتخذ ( ابو ميامي ) برطلة كونها منطقة آمنة ، لم يخطر على باله انه سيأتي يوم ويلاحقه شبح الارهاب فيها .
يصمت ( ابو ميامي ) برهة بعد ان طلبنا منه ان يروي لنا قصة هروبه من ايدي مسلحي داعش في برطلة ، عيونه شاخصة الى السماء وكانه في وقفة صلاة  يحاول ان يسترجع ذكريات اربعة ايام من الخوف والرعب عاشها لحظة بلحظة .
يقول ( ابو ميامي ) انه كان قد اخلى عائلته قبل ايام من دخول داعش الى دار احد اقربائه في عنكاوا تحسبا لاي طاريء وعاد هو الى عمله في برطلة .
كان يوم الاربعاء 6 / 8 / 2014 يوما عاديا في كل شيء كما الايام السابقة له ، عدت من عملي مساء وتوجهت الى شقتي في مجمع الحياة السكني الذي لا يبعد الا بمسافة قليلة عن الشارع الرئيسي الرابط بين الموصل واربيل على الجهة الاخرى من برطلة قبالة حي السلام احد احياء البلدة ، الحركة داخل المجمع مختلفة بعض الشيء ، عدد من سكنة المجمع يرحلون ، لكن لا زال المجمع يكتظ بساكنيه . توجهت الى النوم في شقتي بعد يوم عمل مظني .
 
في صباح اليوم التالي الخميس 7 / 8 / 2014 وانا اتهيء للخروج بسيارتي الى عملي وبالتحديد في الساعة السادسة وخمسة واربعين دقيقة اوقفني احد سكان المجمع وهو يقول ! الى اين انت ذاهب ؟ لقد احتلت برطلة من قبل داعش . فوجئت بما اسمعه ! كيف حصل هذا ! لماذا لم يبلغنا احد ؟ اين حراس المجمع . كان الجواب لقد انسحب الجميع ولم يبقى احد في المجمع غيرنا ( ثلاثة رجال احدهما برجل اصطناعية وزوجة احدهم ) ، فوجئنا نحن يقول احدهم كما تفاجئت انت ايضا ، وما العمل . واصلت طريقي نحو الشارع الرئيسي وبدلا من اتوجه الى مقر عملي داخل البلدة اخذت اتجاه اربيل بعد ان شاهدت سيارتان مصفحتان ( همر ) وسيارة حمل صغيرة ( بيك أب ) عليها اعلام سوداء هي راية داعش ، سرت في طريقي باتجاه اربيل وما هي الا مسافة قصيرة كانت هناك مفرزة لهم واقفة عند بداية البلدة من جهة اربيل ( سيارة مصفحة ومسلحين بملابس افغانية ) ، سألني احدهم عن وجهتي ؟ فقلت له نحو اربيل حيث عائلتي المريضة والراقدة في احد مستشفياتها . ثم استفسر عن هويتي هل انت كردي او شبكي ؟ قلت له لا هذا ولا ذاك . فقال هل انت نصراني عندها لم تخرج من فمي كلمة ثم اشهر احدهم سلاحه نحوي وهو يقول اجب ؛ عندها لاحظت على يمينهم ستة اشخاص ممددين على الارض وهم موثوقي الايادي ، فقلت له نعم نصراني واخذ يبعثر ببعض كماليات داخل السيارة وقال هذه ممنوعة وهو يأمرني بمواصلة السير .
واصلت طريقي نحو مفرق كرمليس حيث كانت هناك مفرزة اخرى خمسة او ستة اشخاص بينهم من يرتدي ملابس شبابية ( كابوي ) لكن احدهم الواقف في منتصف الشارع ويبدو انه المسؤول عليهم كان مرتديا ملابس افغانية وجميعهم بلحايا وربطات على الرأس ، فسألني عن وجهتي ؟ فقلت الى اربيل . فأمرني بالرجوع الى برطلة والتزام الدار وعدم الخروج .
عدت ادراجي الى المجمع حيث تجمع المتبقون في شقة احدهم ونحن نندب حظنا في عدم معرفتنا بالانسحاب حتى حانت الساعة الثانية عشر الا ربع  دخلت سيارة ( بيكب اب ) الى المجمع يستقلها اربعة مسلحين وهم في تصورهم انه لا يوجد احد في المجمع ، تفاجئوا بوجودنا ثم اخذوا يصرخون بنا ويطلبون رفع ايدينا نحو الاعلى مع اوامر بالبروك على الارض ، ثم اخذوا يستجوبوننا ويسألون ان كنا نصارى ؟
فاجابه احدنا اننا مسيحيين رد عليه احدهم بلغة تهديد لا تقول مسيحيين بل انتم نصارى . فاجابه خاضعا مثل ما تريد نحن نصارى .
اتصل قائدهم برئيسه واعلمه بالقبض على اربعة رجال وامراة في مجمع سكني للنصارى ، ثم اخذ يعرفنا بانفسهم ومن يكونون . نحن دولة العراق الاسلامية وهو يطمئننا ، لا تخافوا ، انتم بحمايتنا بالاضافة الى محاضرة عن الدين الاسلامي واهل الكتاب وما الى ذلك .
سألني عن السيارة التي في داخل المجمع ولمن تكون ؟  قلت انها عائدة لي ، اخذ مفتاحها ثم قادها الى خارج المجمع . عاد بعد برهة ومعه رجل بلحية طويلة وبملابس افغانية سوداء ، ( يبدو ان الوان ملابسهم هي بحسب مناصبهم ودرجة مسؤولياتهم ، فهناك من يلبس الاسود ومنهم الجوزي ) .
كان هذا الشخص ذو اللحية الطويلة يكنى ( ابو عبدالله ) عمره يتراوح بين ( 26 ـ 27 ) سنة بيده دفتر ملاحظات يحمل في جانبه مسدسا ابدى استعطافه معنا وانتهر المسلحين لاجلاسنا على الارض واخذ يحيينا واحدا فواحد ما عدا المرأة وامرهم بجلب مقاعد ( كراسي ) واشار لنا بالجلوس وبدأ يستفسر عن المجمع وعن مالكه وساكنيه وهل بيننا مسؤول او من في الجيش او الشرطة وهل اعتدى علينا احد ؟
اجبته ان الجميع هم من المهجرين من بغداد والموصل وكركوك وديالى وليس فيهم من هو مسؤول وجميعهم كسبة .
اخذ يحاضر فينا وعن دولة العراق الاسلامية ويبدو من حديثه انه يملك كما من الثقافة في الشريعة الاسلامية والفقه الاسلامي ، وتحدث عن المسيح ومريم العذراء وما هو مذكور عنهما في القرآن وختم حديثه باننا نشرك بالله . حاول احدنا ان يدخل معه في جدال انتهره احد حمايته . وفي حديثه كان يدعونا الى الهداية ودخول الاسلام . في هذه الاثناء كان المسلحون يتجولون في داخل المجمع ليعلموه بان اسواقا هنا ، امرهم بفتحها فعثروا على مبلغ من المال ، سُلم له . بين الحين والاخر كانت ترد له مكالمات هاتفية تبين انه على درجة من المسؤولية . ثم اعلن بان تعليمات ابو بكر البغدادي هي ثلاثة : اما ان تدخل الاسلام او تبقى على دينك وتدفع الجزية او تترك كل ما لك وترحل .   
نهضت وقلت له ؛ شيخنا انا هذه سيارتي لكم واتركوني اذهب لعائلتي . رفض وقال  اتصل بعائلتك لتأتي الى هنا وستكون في أمان ، وادعوا ايضا سكان المجمع للحضور ايضا فانتم في حمايتنا .
تركنا ابو عبدالله بعد ان امر جماعته بتامين جميع احتياجاتنا من ماء وغذاء وذكر ايضا ان بامكاننا تشغيل مولدة المجمع ايضا .
استمر حضورهم الينا بشكل يومي بل مرتان في اليوم وفي كل مرة كانوا يعيدون علينا محاضرتهم الدينية ودعوتهم لنا للاسلام ، وما ان كنا قد وجدت الهداية طريقها الى قلوبنا ام لا ؟
في اليوم الثالث وبالتحديد السبت 9 / 8 وفي الساعة الخامسة والنصف عصرا حضرت سيارة بيكب يستقلها اربعة مسلحين ، اخذوا اثنان منا ، احدهم انا وذهبوا بنا الى السيطرة الرئيسية التي في مدخل برطلة والتي نسميها ( سيطرة 1حيث استقبلنا رجل يرتدي دشداشة عربية متسلحا بمسدس في جانبه  جالسا في غرفة ادارة السيطرة ، يبدوا انه على علم بكل اخبارنا .
 
شرحت له عن وضعي وعائلتي التي في مستشفى اربيل ، فقال لي ابقى جانبا .
 
هنا سنحت لي الفرصة لادقق بالموجودين في السيطرة ، حيث كان هناك ما يقارب من ( 25 ـ 30 ) مسلحا مدججين بجميع انواع الاسلحة الحديثة والكلاسيكية ( مسدسات وغدارات ورشاشات ومنهم من يحملون سيوفا كتلك التي يستخدمونها في قطع الرؤوس ) ملابسهم افغانية ذات لون جوزي وبلحايا حتى ان بعضهم ذوات بشرة بيضاء وبلحايا ملونة يبدوا انهم اجانب . اسماءهم ( ابو عبدالله ، ابو قتيبة ، ابو طلحة ، ابو قريش ، ابو فهد .. وهكذا ) طرحت على المسؤول قضيتي ثانية ، فلم يعيرني اهمية . ثم امرهم بارجاعنا الى المجمع ، فاركبونا سيارة مصفحة ( همر ) واعادونا الى المجمع وقبل ان نصله طلبت منهم ان نترجل ونواصل طريقنا مشيا ، في هذه الاثناء بدأت لي فكرة الهرب ، تفحصت المكان وانتبهت الى مفرزة لهم بسيارة بيك اب عناصرها فوق احدى البنايات التي على الشارع يرتدون ملابس شبابية ( كابوي ) يسيطرون على كل المنطقة .
كنا نعيش في حالة خوف ، الاكل لا نشتهيه ، وان حصل فناكل ما يسند جسدنا ، اتبعوا معنا حربا نفسية ، يجعلوننا دائما في حالة انذار ، هم كانوا ينذروننا بانهم سيحضرون في الساعة الفلانية ولكنهم لا يأتون الا بعد ساعات او قبل الموعد بساعات وهكذا لم يتركوننا يرتاح لنا بال ، عشنا في قلق ، ودائما ما ينذروننا بعدم التقرب من الشارع العام ، هم يقولون اذا شاهدونا بغير ذلك سنغضب منكم وتعرفون جيدا كيف يكون غضبنا ، فانتبهوا من ذلك وفي كل مرة يسألون ان كنا قد قبلنا الاسلام ام لا  ، وفي احدى المرات همس احدهم في اذني وهو من عناصر حماية ابو عبدالله صبي لا يتجاوز عمره الخمسة عشر عام . ان الذي لا يدخل الاسلام فان ابا عبدالله سيذبحه .
ساءت الحالة النفسية والصحية للمرأة التي معنا فعرضوا عليها ارسالها الى الطبيب في الموصل لمعالجتها فرفضت واخذت تتوسل بهم وتقبل ايديهم وحتى ارجلهم وتقول ان كنتم تريدون لي الصحة فاتركوني وزوجي للرحيل .
هاتف ياتي لاحدنا من اقاربه يبلغونه بخطة لهروبه عن طريق صديق لهم ، وفعلا نجحت الخطة ونفذ بنفسه . فكان ذلك دافعا لي لتدبير خطة الهرب . علما اننا خضعنا لسيل من التحقيق في كيفية هروبه ووجهته .
تعددت الوجوه التي تزورنا وتنوعت سياراتهم وجميعهم ينصحونا باعلان اسلامنا وبعد اربعة ايام من النقاش معهم اتضح انه ليس هناك حلا للتخلص منهم غير الهرب .
بعد رحيل آخر زائر لنا وبالتحديد في الساعة الحادية عشر الا ربع من صباح يوم الاحد 10 / 8  بدات بتدبير خطة الهرب واخذت اتمشى داخل المجمع ليحين وقت اتخاذ القرار ، وفعلا خرجت من الباب الجانبي دون ان اعلم احد من زملائي بخروجي . توجهت الى الشارع العام الذي لايبعد عن المجمع مسافة مئة متر تفصلنا عنه بعض الابنية التي تحجب الرؤية عنهم وما ان وصلت الشارع واذا بسيارة هونداي بيضاء تصل نحوي ، رفعت يدي لها  فتوقف . كان يستقلها شخص ملتحي يرتدي دشداشة بيضاء .
 
سألني عن الجهة التي اقصدها ؟
قلت له اية جهة توصلني اليها .
فاجاب حسنا ، ان طريقه الى الخازر ، لكن هناك ثلاث سيطرات للمسلحين امامنا . سرنا في طريقنا وقي كل سيطرة كان الشخص يتحدث معهم باسلوب يشابه  الاسلوب الذي يتحدثون به .
في الطريق سألني السائق هل تحمل هوية ؟
اجبته بنعم . ناولتها له واذا يتفاجأ بأني مسيحي لكن مع ذلك لم يتردد في ايصالي مع نصيحة باخفائها بطريقة لا تثير انتباه احد ، واوصاني اذا ما تم سؤالي عن شخصي فانا ابن عمه ومن حي الانتصار في الموصل ، واصلنا طريقنا واجتزنا سيطرة بعد اخرى حتى وصلنا الى سيطرة الخازر . مُنعنا من العبور ، اخذنا نتوسل باحدهم قال لا استطيع ( الامير ) امر بعدم السماح بعبور احد ، لان يوم امس هرب نصراني من هنا ، في هذه الاثناء وطول الطريق كنت اصلي واطلب من الرب ان ينجيني واخذت عهدا على نفسي باني اذا ما تكلل وصولي بالسلامة سارسم وشم صليب على ذراعي انظر اليه كل صباح واصلي ( وها انا قد فعلت ذلك ) .
قلت للسائق بعد ان منعونا من العبور ان يرجع الى الوراء ، لكنه امتنع وقال انه يريد ان يعبر بي الى الجهة الثانية . قلت له لا تعرض نفسك للخطر بسببي ارجع وانزلني عند اية قرية في طريقناوبلغة تهديد امرنا المسلح بالرجوع الى الموصل .
عدنا بنفس طريقنا حتى وصلنا الى قرية على الشارع العام وعند اكوار للجص نزلت على رجل جالس في باب بيته ، سألته عن الطريق الترابي الذي يمر بجانب بيته واين يوصل ؟ اجاب بانه يوصل الى قرية ( قصروك ) . عندها تذكرت ان زميلي الذي هرب ذكرها لي وانه اتبع طريق هذه القرية ومنها اجتاز نهر الخازر . بعد استفسار عن القرية والطريق اليها وبُعدها وكم استغرق من الوقت للوصول اليها سيرا على الاقدام ، شكرت صاحب السيارة واستأذنت منه بالرحيل .
طلبت من الرجل القروي ان يزودني بقنينة ماء بارد تعينني في الطريق وتوكلت على الله وواصلت المسير متخذا من اعمدة الكهرباء دلالة لطريقي لانها بالتاكيد ستوصلني الى القرية ودائما ما كنت اتخذ المناطق المنخفظة للسير عبرها كي لا يكتشفني احد او ربما قد يفتشون عني بعد ان علموا بهروبي .
واصلت المسير لمسافة ثلاثة ارباع الساعة وكنت دائما اتخذ جانب الطريق بعيدا عنه بمسافة مائة متر حتى لا يعثر احد علي واذا بصوت سيارة قادم من بعيد يبدو من صوتها انها قديمة رفعت راسي شاهدت سيارة بيكب أب موديل قديم يقودها رجل كبير في السن ، ناديته بصوت عال ، توقف بصعوبة ، ذهبت اليه وبدأت اشرح له قصتي وبعد ان علم انني من برطلة ، طلب مني الصعود الى السيارة واستأذنت منه ايصالي الى قرية ( قصروك ) ، اجاب انه من قرية ( حصار ) الابعد منها وهي قرية يسكنها العرب وبامكانه العبور منها الى الضفة الاخرى لنهر الخازر .
وصلنا الى قرية  ( حصار ) ودخلنا ديوان احد الدور ، كان جالسا فيه ستة رجال رحبوا بي واسقوني ماء واحضروا لي الطعام وطلبوا مني البقاء حتى استرجع قواي .
قلت لهم اريد ان اصل الى اربيل باسرع وقت فعائلتي قلقة علي ، طلبت منهم شحن هاتفي النقال ووضعوا امامي منسف طعام ، اعلاه مغطى باللحم لم استطع تناول شيء حيث وضعي النفسي لم يساعدني بينما هم يؤكدون على تناول شيء قليل .
طلبت من الرجل الذي اقلني ان يوصلني الى ضفة النهر التي لا تبعد عنهم بمائة متر حيث كانت الساعة تشير الرابعة عصرا .
اوصلني الرجل بسيارته الى مكان قريب من ضفة النهر حيث قرية في الجهة الاخرى منه ثم اعلمني بالمكان الذي استطيع منه خوض الماء ورحل .
جلست على ضفة النهر غسلت وجهي وبللت نفسي بالماء ودخنت سيكارة ثم نزلت الى النهر بعد ان امسكت بهاتفي النقال والهوية ومستمسكاتي الاخرى وخضت النهر ويدي مرفوعة حتى وصلت الى نقطة قريبة من الضفة الاخرى حيث شابان يسبحان في النهر اخذا يناديان علي توجهت اليهم وبعد الاستفسار عرفت انها قرية كردية اسمها ( تربسبي ) . خرجت من النهر وتوجهت الى اقرب دار حيث امراة في مطبخها ناديت عليهم من بعيد خرج علي طفل صغير تكلم معي باللغة الكردية التي لا اجيد الا كلمات بسيطة منها ، افهمته بالاشارات انني اريد ماء ، رويت عطشي . في هذه اللحظة رن جرس هاتفي النقال فوجدته قريبي يستفسر عن مكاني ؟ فاعلمته باسم القرية وموقعها بينما كان هو قد حضر من عنكاوا ليستقبلني فعرف القرية ثم اشار لي بان اذهب الى نقطة دالة مثل جامع او اي شيء اخر .
توجهت الى الجامع وهناك اناس حضروا الى الصلاة أثرت انتباههم فاستفسر  مني احدهم عن هويتي ؟ قلت له انا من برطلة . قال يعني انت مسيحي ؟ قلت نعم قال اهلا وسهلا . جلست على دكة في الجامع رن جرس الهاتف اشار لي قريبي بالتوجه الى خزان ماء كبير في القرية سيصلون الى هناك وفعلا حضروا واقلوني بسيارة صديقه ووصلت الى عنكاوا الساعة السادسة والنصف مساء من يوم الاحد 10 / 8  اي بعد اربعة ايام من تحت حكم داعش .










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.6135 ثانية