بالصور.. انطلاق اعمال المجمع السنهادوسي لكنيسة المشرق ‏الآشوريّة ‏- أربيل      سيادة المطران يلدو يختتم مهرجان كنيسة مار كوركيس في بغداد بالقداس الاحتفالي      مسؤول كنائس نينوى الكاثوليكية: عدد المسيحيين في العراق آخذ في الانخفاض      رئيس "السرياني العالمي": ليومٍ وطني يخلّد ذكرى الإبادة التي تعرض لها مسيحيو الشرق      قسم الدراسة السريانية لتربية نينوى يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي مادة التربية المسيحية في قضاء الحمدانية      فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      هل يمكن لفيزياء الكم أن تقضي على الشيخوخة وأمراض السرطان؟      بعد مهلة العام.. 3 بدائل أمام "تيك توك" للبقاء حيا في أميركا      حكومة إقليم كوردستان: الأنشطة السياحية تتزايد يوماً بعد آخر وفقاً لخارطة تطوير القطاع السياحي      حقوق الانسان في البصرة تدعو المجلس لعقد جلسة طارئة بشأن "التلوث"      أرسنال "يسحق" تشلسي ويتصدر الدوري الإنجليزي      بوتين: مستعدون للتعاون دوليا من أجل نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟
| مشاهدات : 1478 | مشاركات: 0 | 2014-07-29 16:21:32 |

*حقوقنا بين التشريعات والواقع

روند بولص

 

- 1-

ان الحفاظ على ثقافة وتراث و لغة المكونات الاصيلة أو الاقليات وتطويرها و تعزيز هويتها الثقافية و خصوصيتها القومية في اي بلد، لهو معيار هام من معايير التحضر و الديمقراطية في ذلك البلد، واهم ما يضمن هذه الحقوق و الخصوصية هي سن التشريعات بما ينسجم والغبن و الاهمال اللذين لحقا بها، وفي بلدنا العراق ذات التوجه الديمقراطي أقرّ البرلمان العراقي في كانون الثاني 2014، قانون "اللغات الرسمية في العراق" ويعتبر من اهم القوانين الصادرة منذ تأسيس الدولة العراقية في مجال شرعنة اللغات الرسمية، حيث بموجبه تعتبر السريانية والتركمانية والمندائية لغات رسمية الى جانب اللغتين الكردية والعربية، وبموجبه تعتبر هذه اللغات، لغات التعليم والمخاطبات والمراسلات الرسمية، في المناطق ذات الكثافة السكانية في مناطق تواجد هذه المكونات الاصيلة في بلاد النهرين.  رغم ملاحظاتنا على فقرات القانون و طريقة صياغتها و التي نلمس فيها النفس الشرقي المتوارث بمفاهيم الاقوى والاضعف، الاكبر و الاصغر و التي تبدو واضحة في الصياغات، الا انها خطوة مهمة في الطريق الصحيح، و نأمل ان تكون خطوات واليات التطبيق الجزء الاهم فيه، وان تتخذ الجهات الرقابية والقضائية دورها المخلص والوطني في تنفيذ فقرات و بنود هذا القانون كغيره من القوانين الوطنية .. وان تكون الاجهزة التنفيذية والوزارات والجهات المعنية فاعلة وغير متلكأة في التطبيق العملي  لهذا القانون، وان يتخذ الاعلام و المنظمات المدنية وخاصة الثقافية منها، دورها في التوعية باهمية تطبيقه و متابعة الخطوات المنجزة منه وتسليط الضوء عن مواقع الخلل، كي نضمن تطبيق هذا القانون  و قطع دابر كل الاعذار والمسببات التي قد تؤدي الى تَفريغ هذا القانون من محتواه ليبقى حبرا على ورق ..   وان اتحاد الادباء و الكتاب السريان بحكم مسؤوليته وتخصصه بالثقافة والادب والتراث السرياني، وكون اللغة السريانية احدى اللغات الاصلية والحية في بلاد النهرين، والتي كانت عبر قرون ومازالت،  لغة الادب و الثقافة والتراث لشعبنا الكلداني والسرياني والاشوري، و لازال التعليم بها يشكل حلقة مهمة في اهتمامات هذا المكون الاصيل وخاصة في العقود الثلاثة الماضية، بعدما اتيحت له فرصة التعليم بها.. أصدر الاتحاد رسالة ثًمّن فيها هذا القانون،  كما تضمنت مجموعة من المقترحات والملاحظات بهدف العمل بها، لتفعيل دور اللغة السريانية في المجالات الثقافية و التعليمية و الاعلامية و غيرها، من خلال الدعم المباشر لهذه المؤسسات التي عانت ما عانته في الماضي من اهمال و تهميش و اقصاء، لاضعاف فعلها ضمن المشهد الثقافي العراقي. من الجدير بالاشارة انه في اقليم كوردستان/العراق ايضا، هنالك مشروع يخص اللغات الرسمية في الاقليم باسم ( مشروع قانون اللغات الرسمية في اقليم كوردستان)،  حيث تمت القراءة الاولى لهذا  المشروع في برلمان كوردستان.. وعليه بادر اتحاد الادباء والكتاب السريان بعقد عدد من الجلسات النقاشية بخصوص مواد وفقرات مشروع هذا القانون، بحضور نواب شعبنا في برلمان كوردستان، ورؤساء وممثلين عن المؤسسات الثقافية والكنسية و المهتمين بالشأن الثقافي السرياني، وشخصيات ارمنية بما فيهم النائب الارمني في برلمان كوردستان، من اجل المزيد من التنسيق و المناصرة داخل قبة البرلمان من قبل الاقليات الاخرى في الاقليم لصالح مطالبنا وملاحظاتنا بخصوص مشروع هذا القانون.. ويأتي عقد هذه الجلسات النقاشية  بغية ابداء المزيد من الملاحظات والمقترحات والتعديلات على مواد و فقرات مسودة قانون اللغات الرسمية في اقليم كوردستان /العراق،  بما يضمن حق التعليم والتدريس والتحاور باللغة السريانية في اقليم كوردستان، وسيعقب هذه الاجتماعات والجلسات، لقاءات اخرى مع الكوادر التعليمية والتربوية المختصة بالتعليم السرياني، للمزيد من الاثراء و اغناء هذا الموضوع الهام الذي يخص لغتنا السريانية ومستقبلها وآفاقها في الوطن.   

- 2 -

ومما يؤسف له، يتم سَن و اقرار و طرح مثل هذه القوانين الهامة و مسودة مشاريع ذات الصلة بالحقوق الثقافية،  و خاصة حقوق المكونات الاصيلة في المجتمع العراقي ومنها حقوق شعبنا الثقافية، في ظل أوضاع أمنية صعبة يعاني منها الجميع وبما فيهم ابناء شعبنا  في الوطن، و دون ان يرى املاً جديداً في الافق بسبب الصراعات السياسية والطائفية وخاصة بين الكتل الكبيرة، وأولية المصالح الحزبية الضيقة، على حساب المصالح الوطنية، هذه الصراعات والمنافسات  اصبحت العامل الاكبر في  استنزاف الموارد الاقتصادية الوطنية المادية منها والبشرية، وانشغلت الكتل السياسية الكبيرة باحزابها بهذه الصراعات العميقة والمصالح الضيفة، بدلا من ان تكون وسائل و طاقات  فاعلة لبناء الوطن وتعزيز النظام الديمقراطي في البلد،  و ضمان حقوق الانسان وحقوق المواطن والتوزيع العادل للثروات، و ضمان العدالة الاجتماعية في المجتمع العراقي في ظل الموازنة ذات الارقام  الفلكية .. ولكن الواقع في مجتمعنا يفرز حالة معاكسة، حيث تركزت الاموال الطائلة والمصالح الهائلة بيد فئة متسلطة فيما بقيت شرائح المجتمع الاخرى غارقة في الفقر و الأمية والمرض، اضافة الى ما تعانيه مكونات المجتمع الصغيرة من التشرّد و التهجير القسري بسبب تهديدات المسلحين المنفلتين من سلطة القانون،  يسرحون ويمرحون و يعيثون  فساداً في البلاد، باسم الطائفية و القبلية والمساومة في طرح  ملفات الفساد و غيرها من الاسباب، و عجز الحكومة عن كبح جماح هؤلاء الفاسدين من ناحية، وتهميش  الكفاءات و ذوي الخبرات و الامكانات، والاهتمام بذوي الولاءات الشخصية و الحزبية من ناحية أخرى،  ادت الى افرازات سلبية ومظاهر اجتماعية وسياسية و امنية خطيرة  يصعب أو اصبح من شبه المستحيل معالجتها في امد قريب، و هذه الظروف الصعبة والخطرة تركت ظلالها الثقيلة على واقع شعبنا كونه من  الاقليات في الوطن، حيث اصبح في اغلب الاحيان الضحية الاولى و المتضرر الاكبر لانه لا يقوى على الدخول في مثل هذه المعارك الخاسرة و الغارقة في الدم، و ليست له اجندات اخرى غير حبه للاخر و انتمائه  للوطن وطاعته للقانون وايمانه بالعمل المخلص من اجل البناء  و التقدم، واحترامه و محبته لكل المكونات التي تعيش معه.. وللأسف مثل هذه المفاهيم اصبحت غير مرغوب بها عند الكثيرين، لا بل اصبح التنافس واقصاء الاخر بديلان عنها، وهذه الاجواء المرتبكة واللامستقرة بعثت في نفوس ابناء شعبنا اليأس و القنوط، وجعلت الاغلبية منهم  تفكّر في التخطيط للهجرة  الى خارج الوطن، بعد ان اصبح العيش في وطن الاجداد غربة و عذاباً و يأساً ومعاناة،  دون ان  تلوح بالافق  محاولات مدروسة  وجهود جادة ذات زخم لمعالجة او على الاقل للحد من معاناته، سوى بعض الخطابات الرنانة  و الوعود الهزيلة من قبل هذا المسؤول اوذاك، لمعالجة الاوضاع المزرية في البلاد.. ولكن لانلمس شيئاً بشكل فعلي أو أي تحسن على ارض الواقع،  بل بالعكس الامور تسير من سيء الى اسوأ، هكذا نلاحظ وبشكل جلي يوماً بعد يوم  يفرغ الوطن من هذا المكون الاصيل، امام لامبالاة و خمول الجميع بمن فيهم القائمين عليه من بيته الداخلي.  ما نشهده  اليوم من حولنا من تفريغ مناطق كبيرة من الوطن من ابناء شعبنا سواء في بغداد و احيائها أوالموصل و عوجاتها، والمدن الاخرى في جنوب البلاد، حيث كانت تزهو هذه المدن العريقة عبر التاريخ بحيوية و ثراء تنوعها بتواجد هذه المكونات فيها.

و ما صرّح به غبطة ابينا الجليل مار لويس روفائيل الاول ساكو بطريرك الكلدان في العراق و العالم، في حفل ( تناول) اقيم في احدى كنائس بغداد خير شاهد على هذه المأساة الانسانية، عندما شاهد غبطته في حفل (المناولة الاولى )،  فقط (13) طفلاً في هذه المناسبة الهامة،  و قبل سنوات قليلة كانت الاعداد تتعدى ال( 200 ) طفل في هذه المناسبة وغيرها، انها لكارثة كبرى حلت بشعبنا، وستؤدي به الى الزوال في مستقبل ليس ببعيد ان استمرت الاحوال على حالها أو ازدادت سوءاً، شعبنا يزول كضحية بريئة في ميادين لعب الكبار و اطماعهم،  كون الكبار هذه الايام  بمنأى عن الحساب و سلطة القانون لأنهم هم اصحاب  السلطة في البلاد .. والاكثر غرابة في هذا المشهد المؤلم صمت الاطرف  الدولية وعدم اتخاذها أي موقف واضح تجاهه ما تواجه هذه المكونات الاصلية في الوطن من المظالم والتهديدات المصيرية ..

واستفسارنا هنا: الى ما يعزو هذا الصمت الدولي ؟ هل لكون رسائل هذه الاقليات ومنها شعبنا الى المجتع الدولي و المنظمات الدولية ذات الصلة والشأن ضعيفة و غير واضحة؟  ام أن المنظمات الدولية و و كالات الأمم المتحدة والمجتع الدولي برمته اصبحوا غير آبهين ومهتمين كما كانوا من قبل بمعالجة مشاكل الاقليات وضمان حقوقها و بقائها،  رغم اصدارها الكثير من القوانين والتشريعات في العقود الماضية، تضمن لها الحماية والبقاء والعيش الآمن في أوطانها؟!.

- 3 -

في ضوء تفاقم الاوضاع الأمنية في العراق، وخاصة بعد الاجتياح الدراماتيكي لقوات و مسلحي دولة الاسلام في العراق والشام مدينة الموصل و لعدد آخر من البلدات العراقية، علينا ان نستذكر دائما المقولة التي قالها قبل شهر غبطة مار لويس روفائيل الاول ساكو في الحفل الكنسي في بغداد معلناً فيها " ان الكنيسة الكلدانية اصبحت منكوبة" و بالتأكيد الكنائس الشرقية الاخرى في الوطن لا تقل عنها في سوء احوالها و معاناة ابنائها المؤمنين، و خاصة بعد الاجتياح الاخير لمدينة الموصل .. نينوى هذه القلعة التاريخية حاضرة المسيحية بشواخصها و معالمها الحضارية والدينية في بلاد النهرين.. هذه المقولة الصادرة عن اعلى مرجع ديني لأكبر كنيسة عريقة في العراق، قرعت ناقوس الخطر معلنة حجم الكارثة التي حلت و مازالت بشعبنا المسيحي و بكنيسته .. هذا يدل على الادراك التام للكنيسة بحجم المخاطر والتحديات تواجه المسيحين في هذه المرحلة العصيبة المهددة بزواله من على ارضه التاريخية..كذلك تبعث بالرسالة الى الجميع بحجم الكارثة .ولكن لحد اليوم لا نجد الكنيسة متفاعلة بالشكل المطلوب و بآليات عملية لمواجهة ما  يحدث و ما يواجهه ابناؤها من معاناة و اضطهادات وهجمات شرسة، من قبل اعداء الانسائية بسبب انتمائهم المسيحي.. ما نأمله اليوم وهو الأهم من فعل و خطوة عملية ونقلة نوعية في اداء الكنيسة بعد هذا التصريح الخطير،  من مبادرات جريئة و خطوات ثابتة  و برنامج طويل الأمد وبما يتناسب و حجم الكارثة،  باتجاه ترتيب  البيت المسيحي والكنسي من عقد اجتماعات و لقاءات مسكونية للبطاركة الاجلاء لمختلف كنائسنا الشرقية،  يجمعهم حب المسيح و شعور بالمسؤولية تجاه ابنائهم المؤمنين،  متجوازين ترسبات الماضي، يتمخض عنها عقد مؤتمر كنائسي موسع يكون برعاية حاضرة  الفاتيكان مثلا.. مؤتمر يتضمن طرح كل الحقائق على الطاولة دون رتوش، والكثير من المبادرات الشجاعة باتجاه التقريب بين مختلف كنائسنا في الوطن،  من اجل وحدة كنسية منشودة في المستقبل، و توحيد الخطاب الكنسي في الوقت الحاضر،  على اقل التقدير،  وتضمينه مطالبات مبنية على الحقائق وحجم الكارثة التي حلت برعيتها في ظل هذه الظروف العصيبة التي حلت بها و وضع  آليات تنسيقية لضمان دعم من الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي للاستجابة لمطاليبها المشروعة ذات المغزى الانساني العميق،  من قبل الامم المتحدة والمنظمات و المؤسسات الدولية ذات الصلة،  لمعالجة  اوضاع أبناء رعيتهم المزرية  و الحد من التهديهات التي تنذر بافراغ البلاد منهم، عن طريق توفير حماية دولية لما تبقى من هذا الشعب الاصيل في ارض الاجداد.. دور الكنيسة  مهم جداً و محرك  فعال اذا  ما تم تحريكه بشكل صحيح وفاعل لما تمتلكه من مصداقية ومناصرة دولية.. سيشكل هذا الدور الفاعل للكنيسة، قوة فياضة في مجال تنشيط طاقات ابنائها الذين ستحثهم حتما ان يقوموا بأدوار هامة وكل حسب امكانياته و طاقاته و معارفه في الداخل والخارج، حيث سيكون للجاليات سيكون لهم دور مؤثر في مواقف بلدانهم و المجتمع الدولي،  وتحريكه باتجاه حماية و دعم اخوتهم الصامدين في الوطن، من خلال عقد و حضور مؤتمرات دولية بهدف ابراز وكشف المظالم المتواصلة، و الاستغلال الواضح الذي يتعرض له أبناء هذا المكون من قبل الاطراف الكبيرة،  لتمرير اهدافها  وطموحاتها المشروعة وغير المشروعة دون الاهتمام لما يعانيه هذا المكون والمكونات الصغيرة الاخرى طوال الفترة الماضية و الى اليوم.. نحن نؤمن بأن دور الكنيسة الموحد في دعم الجهود المبذولة من اجل الحفاظ على وجودنا في ارض الاجداد، وسيكون له الأثر الايجابي والكبير في بعث روح الأمل في نفوس جميع أبناء شعبنا، ويحث فيهم قيم الانتماء و الصبر والتشبث بالارض. وان مشاركة الكنيسة و تضامنها مع الشعب في الداخل و الخارج، و مناصرتها له في مطالبه، هي ضمان بقائه  و استمراريته في الوطن. 

- 4 -

وفي السياق ذاته، علينا ان نؤكد على اهمية دور المنظمات مجتمع المدني و شعبنا له العديد من هذه المنظمات المدنية ذات الطابع الثقافي والأجتماعي والمهني، التي يفترض ان تعمل طوعياً و يكون لها برنامجاً واضحاً واهداف معلنة، تعمل وان يكون لها تقارير شهرية و نصف سنوية  و سنوية حول مجمل النشاطات والاعمال التي نفذتها  خلال الفترة الماضية، و درج برنامجها التي تسعى لانجازها  للفترة القادمة بما يخدم مصالح الناس والاهداف التي تأسست من اجلها.. لا ننكر اننا مازلنا نفتقر الى  الكثير في هذا الجانب، والكثير من منظماتنا المدنية مازالت خاملة في تحقيق اهدافها المنشودة خدمة للصالح العام، ومازال العديد منها يؤدي عملا روتينيا تقليديا للغاية، وكأنما الغاية منها جمع بعض اعضاء في تشكيل معين لغرض الوجاهة الاجتماعية لا أكثر.  اننا اليوم بأمس الحاجة لشحذ الهمم و تفجير الطاقات الكامنة فينا وفي مؤسساتنا المدنية في مجالات عدة، منها مثلا تفعيل الانشطة  الثقافية و توظيفها لتعريف المجتمع باهمية الحفاظ على الهوية القومية، من خلال التمسك بالهوية الثقافية، وبالتالي توعية الناس لواقعهم المرير وحثهم على العمل الجماعي  لتجاوز الصعاب والمحن.. وتوعيتهم صغارا و كبارا باهمية الحفاظ على لغة الام و تعلمها و تعليمها داخل الوطن وخارجه، كونها الأساس في بناء ثقافتنا و تراثنا و خصوصيتنا الثقافية اينما كنا: على المنظمات ايضا مناشدة الجامعات العالمية والمنظمات الدولية المختصة بالتربية والتعليم وعلى رأسها منظمة يونسكو لدعم ثقافتنا و مؤسساتها الثقافية والتعليمية المختصة  بتقديم الخبرات والمراجع الاكاديمية المطلوبة،  للاستفادة منها في تطوير لغتنا و ثقافتنا، كذلك  مواصلة  عقد اللقاءات زالتشاورات و الاجتماعات بخصوص قضايا شعبنا المصيرية  والتوعية بها.. بالأضافة الى العمل على  دعوة  شخصيات رسمية وشخصيات عامة في لقاءات جماهيرية لتكون بتماس مباشر مع تطلعات المجتمع و معاناة  الناس في كل الاحوال.

على منظمات المجتمع المدني ان تؤدي دورها الهام في رصد وتشخيص الظواهر السلبية وانتهاكات حقوق والحريات المشروعة  للمواطنين في مجتمعنا، مما يؤثر منها سلباً في بناء التجربة الديمقراطية في العراق.  من واجب منظمات المجتمع المدني الخاصة بشعبنا بالتعاون مع الشريحة المثقفة من ابناء شعبنا التصدي للاشكاليات التي تصاحب حق الكوتا الانتخابي،  بما يضمن الانتخاب  النزيه ومن داخل بيتنا القومي فقط،  لممثلي شعبنا في برلمان العراق و برلمان كوردستان، كي نضمن اهم حق من حقوق المواطنة، وهو حق انتخاب من نختاره لا من يُفرض علينا.

- 5 -

من جانب آخر، مالم  تقُم تنظيمات شعبنا السياسية  بواجباتها تجاه شعبنا المنكوب وخاصة في هذه المرحلة الحرجة في تاريخه، وتحقيق الاهداف التي جاءت من اجلها خدمة لضمان حقوقه السياسية والمدنية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية، واهمها حق البقاء الآمن والعيش الكريم في وطنه التاريخي،  تبقى تشكيلات و تنظيمات خاملة و دكاكين غير مرغوب بها من قبل الجميع .. ولا يستهان ابداً في هذه الظروف القاسية بدور المثقف و نشاطه في كشف وتعرية الحقائق وتحريك الساحة الثقافية و المشهد الاجتماعي العام، للتصدي لكل اشكال الغبن و التهميش و الظلم التي يتعرض  لها شعبنا. نقولها بكل وضوح  ان كنا نحن جميعا حريصين على شعبنا  و مستقبله و نريد له الخير، علينا جميعاً ان نرصد كل السلبيات والانتهاكات التي ترتكب بحق شعبنا وان نتصدى لها بكل جرأة و شجاعة، وان نتحمل جميعا مسؤولية المواصلة في كشفها امام الجميع وامام الرأي العام والمجتمع الدولي، وهذا الامر يتطلب الكثير من العمل الجاد المضني و المثابرة، كون هذا الطريق ليس مفروشا بالورود بل مليء بالاشواك والعوسج .. يجب ان نستعد للتضحيات بكل اشكالها كي نحقق ما هو افضل لنا ولمستقبلنا. مما يؤسف له حقا ونحن في هذا الظرف الحرج، مواقف البعض منا التي تتسم باللامبلاة و الاكتفاء بدور المتفرج  والتغاضي عما يلحق بنا من الضرر والغبن، متخذا هذا الموقف السلبي في مواجهة الامور الجادة التي تهدد وجودهم .. باعثا برسالة انهزامية الى الاخرين مفادها انه "لاحول لنا ولاقوة  ولاجدوى من مواجه قدرنا ومصيرنا، كون من هو الاقوى منا ماضِ في خطته و علينا اما السكوت او الهروب".. هذه الافكار و المواقف تعمق في معاناتنا وتشل عزيمتنا وتجعلنا نعتقد بأن علينا ان ننصاع و ننفذ ما يفرضه الاخرون علينا، حتى لو كان عكس ارادتنا، ولم يبقَ امامنا سوى الهجرة أو الاستسلام للأمر الواقع و مواجهة مصيرنا المجهول. رغم هذا الموقف التراجيدي المؤلم لدى البعض منا،  ألا انه نعتقد بأننا مازلنا نمتلك زمام المبادرة، وعلينا ان نلم عزيمتنا و نزرع الامل بقلوبنا مهما كان حجم الكارثة و مدى قسوة  التحديات، ستبقى  قوتنا في وعينا وفي وحدتنا واندفاعنا في العمل الطوعي الجماعي المخلص. ولضمان بقائنا  علينا العمل جميعا  موحدين مثقفين و منظمات و مؤسسات و تنظيمات و كنائس بيقضة  الضمير،  وبمناصرة ومساندة المخلصين والخيرين من ابناء الشعب العراقي الكريم، لأن الحياة علمتنا كما علمت بقية الشعوب المضطهدة  "بأن الحقوق تؤخذ  ولا تعطى".

 

*افتتاحية مجلة " سفروثا " العدد الخامس الصادر 14/6/201

وهي مجلة ادبية ثقافية يصدرها اتحاد الادباء و الكتاب السريان

-            بقلم رئيس التحرير/ روند بولص










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5786 ثانية