داعش هي إختصارا للدولة الإسلامية في العراق والشام ، يتزعمها أبو بكر البغدادي ، وإسمه إبراهيم عواد البدري مواليد سامراء 1971 ، و إرسل في2011 مقاتلين إلى سوريا لتأسيس جبهة النصرة ، وفي 2013 ،أعلن البغدادي توحيد دولة العراق والنصرة ، لكن الأخيرة رفضت الإلتحاق بهذا الكيان . وعددها في سوريا بين 6-7 ألاف وفي العراق بين 5-6 ألاف مقاتل .
معظم داعش في سوريا سوريون، قادتهم غالباً من الخارج ، وسبق أن قاتلوا في العراق وأفغانستان والشيشان ، وفي العراق معظم داعش عراقيون أو ليبيون ، وقادتهم الدينيين سعوديين أو تونسيين . وداعش لم تعلن ولائها لأيمن الظواهري( القاعدة ) ولكن أعلن الظواهري أن جبهة النصرة الجناح الرسمي للتنظيم ، ويقودها أبو محمد فاتح الجولاني لم تعلن دولة دعمها لداعش ، لكن دعمها فردي يأتي معظمه من دول الخليج .
وبعد تولي البغدادي زعامة داعش قامت بعمليات كبيرة تعتبر نوعية ، كعملية البنك المركزي ، ووزارة العدل ، وإقتحام سجني أبو غريب والحوت .
وجدير بالذكر بأن الزرقاوي في 2004 أسس ( جماعة التوحيد والجهاد ) وأعلن مبايعته للقاعدة .
وإنظمّ إلى داعش – مجلس شورى المجاهدين في حلب ، وعيّن أبو الأسير( أميراًعلى حلب ) وإنظمّ أيضاً جيش المجاهدين والأنصار وأميرها ( عمر الشيشاني ) وأنظمت إليها عناصر من حركات أحرار الشام والتوحيد .
وهناك توتراً بين داعش والجيش الحر يعود معظمه لأسباب مادية ، كما حدث في ريف حلب والحسكة ، حول واردات النفط ومعابر الحدود .
ويقول أمين سر الجيش السوري الحر ، النقيب عمار الواوي إن داعش هو تنظيم صنيع الأسد وإيران والمالكي ، بدليل محاربته للمعارضة وإضعافها ، بإرتكابها جرائم مروعة نفّرت العالم الخارجي من دعم المعارضة ، حيث قتلوا الأب اليسوعي باول دالوليو ،ومراسلين وقتلوا فتى في 15 من العمر في حلب ، وجرائم قطع الرؤوس البشعة وغيرها .
والآن قطعت داعش مياه نهر الفرات ، التي تسيطر على الفلوجة ، وحولّت مياه سدة النعيمية لتغرق بها قرى ومناطق في الأنبار ، لتهدد مدن جنوب العراق فيموت الزرع والثروة الحيوانية ، وتتعطل الكهرباء وتهدد حتى بعض مناطق بغداد بالغرق ، وتهدد العملية الإنتخابية بالتأجيل ، فقامت الحكومة مؤخراً بغلق سجن أبو غريب نهائياً ونقل المساجين إلى سجون أخرى ، وهذا يعطي رسالة سيئة وسلبية ، حيث يعطي مؤشراً على عجز الحكومة لمواجهة هذه المجاميع الإجرامية ، وثانياً يحفّز هذه المجاميع للمغالاة في الإجرام وتعطيها ثقة أكبر بنفسها وفاعليتها ، وقد إعتبرت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي ، غلق أبو غريب رسالة خاطئة ، وعدم الإطمئنان للمواطن العراقي وهلعه ، وقال حاكم الزاملي ، من كتلة الأحرار التابع للتيار الصدري ، نفس الكلام وكأنهم أجبروا السلطات على غلق أبو غريب خوفاً ورعبا ً .
ويرى المراقبون والمحللون أن الخلافات بين الكتل السياسية وصراعها على السلطة وأستحواذ المالكي على معظم الوزارات السيادية والأمنية والعسكرية ،وإرتباطه بإيران وتدخل قطر والسعودية في شؤون العراق ، قد زاد الوضع الأمني والعسكري سوءاً ، وهذا يؤدي إلى الحرب الأهلية مجدداً إذا لم تتدارك السلطة هذه المخاطر الكارثية ، فكيف لا تستطيع حكومة بكل هذه القدرات بجيشها الجرار وقواتها الأمنية وقوات الشرطة والمخابرات وقوات الصحوات ، للقضاء على هذه المجاميع الإرهابية ،وتخليص العراق من شرورها وجرائمها ، فسوف لا يستقر الوضع السياسي إذا لم يستقر الوضع الأمني ، ولكن إلى أين يسير العراق ؟ ، والمواطن المسكين هو من يدفع الثمن الغالي في نهاية المطاف ، والله هو المعين على هذه المحنة الكبرى ، فهل تتّعض السلطة وتتعلم الدرس وتتدارك ما يحدق بالعراق ؟ ويكون ولائها للعراق وشعبه ، وليس للخارج ؟ ويسعى العراقيون لإنتخاب المخلصين الوطنيين لخدمة العراق ، وبناء دولة مؤسسات مدنية ديمقراطية قوية ؟ نتمنى ذلك بكل جوراحنا..
منصور سناطي