فيديو.. كلمة قداسة البطريرك مار آوا الثالث في الجلسة الافتتاحية للمجمع ‏السنهاديقي - ‏22 نيسان 2024‏/ أربيل‏      "الإتّحاد السرياني" أحيا ذكرى الإبادة الجماعية "سيفو" بحضور فاعليات سياسية وروحية وأمنية/ لبنان      قسم الدراسة السريانية لتربية الرصافة الثانية يقيم درساً تدريبياً لمعلمي ومدرسي التربية المسيحية في بغداد      بالصور.. امسية تراتيل لأبناء مركز التربية الدينية بعنوان (نرتل ونسبح معاً لتكون غاية ايماننا،خلاص نفوسنا) - كنيسة ام النور/عينكاوا      البيان المشترك الذي أصدرته بطريركيتا أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والروم الأرثوذكس في الذكرى السنوية ‏الحادية عشرة لخطف مطراني حلب      بيان صادر عن مجلس كنائس الشرق الأوسط في الذكرى السنوية الحادية عشرة على اختطاف مطراني حلب      قداسة البطريرك مار آوا الثالث يستقبل وفداً من ألمانيا ترأسه المتحدث السياسي عن الحريات الدينية في العراق في مؤسسة ‘‏ojcos‏’ الألمانيّة      نص كلمة سيادة المطران فرنسيس قلابات اثناء استقبال الجالية العراقية لرئيس الوزراء العراقي في المركز الكلداني العراقي بمشيغان      الفنانة سوسن نجار القادمة من امريكا تزور قناة عشتار الفضائية في دهوك      رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني يلتقي نخبة من الجالية العراقية في المركز الكلداني العراقي بميشيغان      برشلونة: قد نطلب إعادة مباراتنا ضد الريال      حقيقة ارتباط صحة القلب والكليتين بالسيطرة على السكري من النوع 2      الرئيس بارزاني وأردوغان يؤكدان على تعزيز العلاقات بين إقليم كوردستان والعراق وتركيا في مختلف المجالات      مركز أبحاث تركي: طريق التنمية شريان الحياة لدول الخليج والعراق.. ما موقف إيران؟      البرلمان البريطاني يقر قانوناً مثيراً للجدل بشأن المهاجرين.. وافق على ترحيل فئة منهم إلى رواندا      الأمم المتحدة: آسيا أكثر مناطق العالم تضرراً من كوارث المناخ بـ2023      نيجيرفان بارزاني: زيارة الرئيس أردوغان دلالة على العلاقات القوية بين العراق وإقليم كوردستان مع تركيا      الريال يقترب من حسم الليغا بالفوز على برشلونة      البابا فرنسيس يجدّد دعوته لتغليب      بحضور ورعاية مسرور بارزاني.. انطلاق فعاليات ملتقى أربيل الدولي للصحافة
| مشاهدات : 3143 | مشاركات: 0 | 2014-01-15 09:46:13 |

الابحـــــــــــار الــى زمــن الطفولـــة

مال الله فرج


) مهداة الى كل اصدقاء ذلك الزمن الجميل)

اغمض عيني وابحر عبر الزمن الى الطفولة , واستعيد من الذاكرة وجوه واسماء وشقاوات اصدقا ء واخوة اعزاء طوحت بهم الحياة بعيدا ,ومنهم من رحل , ونهم من اصبحت المسافات اليه بعيدة رغم التصاقهم بشغاف القلب, وفي مقدمتهم الاعزاء , صباح وبدري وجوزيف ونائل وجورج وعامر وموفق ونضال , وأراني بين اولئك الاحبة , ذلك الطفل المشاكس الذي لايتعب من الركض وراء احلامه الطفولية التي كانت تبدو له كالفراشات الملونة  المتطايرة في جميع الاتجاهات محاولا عبثا الامساك بها جميعا مرة واحدة وكأنه يحاول الامساك بالعالم كله بين يديه , ولا يمل في الوقت ذاته من صياغة مختلف المقالب للاصدقاء وتلقي ردود افعالهم , او السقوط في شباك مقالبهم ولا من صخب قهقهاتهم كلما سقط احدهم صريع مقالب الاخرين ومداعباتهم التي لاتضاهيها لذة مهما كان يبلغ من عنفها او تطرفها او قسوتها ما دامت وليدة اعماق طفولية عفوية لا يهمها الا المرح ولا تعرف اللؤم او عدائية التصرفات المقصودة.

 فقد كان هم تلك الطفولة التي كانت تسكننا والمتوزعة بين مقاعد الدراسة في المدرسة المنذرية الابتدائية , حيث نلتقي معلمينا الافاضل وفي مقدمتهم معلم الدين المربي الفاضل الجليل الذي ترك ابلغ الاثر في نفوسنا الاب (الخــوري افـــرام رســــام ) رحمه الله ومعلم الحساب الاستاذ رمزي ومعلم الرياضة الاستاذ ودمن وسواهم ,ونحن نعدو في ساحة المدرسة متنافسين في الجري وفي لعبة  كرة القدم , ونتقافز في الازقة الشعبية الضيقة  في مدينة الموصل , محاولين الامساك بالزمن وانتزاع كل ما نستطيع انتزاعه من المرح والضحك والعبث والالاعيب الطفولية من بين فواصله قبل ان تدور السنوات دورتها وتبتعد بنا عن شواطئ الاحلام والاماني والتخيلات وحتى الاوهام الطفولية لنرنو اليها من بعيد عبر بوابة الزمن ونحاول استعادة بعض من حلاوتها واستنشاق بعض من عبيرها.

في حينها لم يكن يهمنا ان اشرقت الشمس او احتجبت او انها اوت لسريرها مبكرا تاركة الغيوم تتلبد وتنشر ظلالها القاتمة او  تلقي ثقالها واحمالها علينا , فلا برد الشتاء الذي كان يعرف كيف يتسلل الى عظامنا ويجعل هواء الزفير المنطلق من اعماقنا مثل شريط من الدخان الابيض ولا قطع الثلوج الشفافة مثل قطع القطن المندوف وهي ترسم لوحاتها السريالية على الاشجار والجدران ولا لهيب تموز كانوا يستطيعون ثنينا عن ممارسة طفولتنا وعبثها ومحاولاتها الامساك بدفق الحياة او عرقلة جرينا في كل النهارات وفي جميع الاتجاهات فكان تعبنا لذيذا ومقالبنا لذيذة وطرائفنا لذيذة وسخريتنا لذيذة وحتى خلافاتنا ومعاركنا وخصوماتنا كانت لذيذة , ولان مغفرتنا وتسامحنا وطيبة اعماقنا كانت الذ , فكنا ماأن نتخاصم ونلوذ بالزعل والقطيعة ظهرا حتى نلتقي ونتصالح ونعود للعبنا ولهونا وصخب طفولتنا المتفجرة عصرا.

اما ليالي الصيف فقد كان لها نكهتها الخاصة وسحرها ونحن نلتحف الاحلام فوق  سطوح المنازل الفقيرة ونتطلع الى النجوم بدهشة كاننا نشاهدها للمرة الاولى , بينما كانت ليالي الشتاء    تحمل الينا الكثير من الحكايا اللذيذة حول اساطير نسمعها كل شتاء وفي كل مرة تذهلنا ونعجب بها وكاننا نسمعها للمرة الاولى ’ وذلك الطفل العنيد المشاكس المملوء تفاؤلا ورغبة في الامساك بكل احلام العالم دفعة واحدة يسكنني ويطير بي الى الخيال فاتحا ذراعيه واصابع يديه محاولا ان يحتضن العالم كله عبثا وكأنه كان يتوقع برهافة احاسيسه الطفولية ما يخبئه لنا المستقبل من صعاب الحياة ومآسيها وكوارثها واحزانها والام الفراق فيها واثقال همومها والتي ربما طحنت او ستطحن عظام بعضنا وتسحقها تحت دوران عجلاتها القاسية وستجعل بعضنا يتمنى ان يقايض العمر كله او ما تبقى منه بلحظات من ذلك الزمن الذهبي الجميل زمن الطفولة الشفيف مثل الحلم النزق مثل تصرفات المراهقين العذبة مثل القبلة الاولى التي تاتي على حين غرة دون اعداد او استعداد مسبق لتترك لذة المفاجاة على الشفاه التي يكاد يقتلها الحنين واللهفة والاشتياق بعد سنين طويلة لمغامرة مماثلة ولقبلة مماثلة نزقة مفاجئة منتزعة من بين فواصل الزمن المجنون المسرع الى المجهول.

واذ استيقظ فجأة من احلام الطفولة على صوت فيروز وحنجرتها الذهبية تشدو بتوسلات تعيدها لزمنها الطفولي (طيري يا طيارة طيري يا ورق وخيطان بلكي ارجع بنت ازغيري على سطح الجيران .. ينساني الزمان على سطح الجيران) , واذ يختفي ذلك الطفل المتخم حيوية والمترع مقالبا والمملوء مشاكسات عن ناظري , ارنو الى الواقع واتلمس ما الذي فعله الزمن بطفل الامس الذي كان مسكونا بحلم الامساك بالعلم كله بين يديه وهو يعدو وراء الفراشات الملونة , لا اجد الا طفلا متعبا انهكه صراعه المضني المتواصل مع الحياة وتحدياتها فمرة تطيح به واخرى يطيح بها ومع ذلك ما يزال واقفا على قدميه يهزأ منها , ورسمت جراحات الغدر التي غالبا ما تأتي من اقرب الناس وربما اعزهم على قلبه , خطوطا عميقة متداخلة ومتقاطعة اشبه بدوامة نزيف لا يتوقف , وامسى يحتضن بدل الفراشات عصورا من الاحزان بين يديه , طفل ربما قد شاخ قبل الاوان وما زالت يداه مفتوحتين غير قادرتين على الامساك بحلم واحد بعد ان تسربت كل الاحلام من بين اصابعه كما كانت تتسرب الرمال من بين ايدينا ونحن نتقاذف بها على شاطئ دجلة , وعبثا حاول التعلق باحدها ليجد نفسه فجأة يكاد يغرق وسط بحيرة من المصاعب والالام والجراحات والتحديات لاحدود لها ولا قرار,ومع ذلك ما يزال يغافل احزانه ويرسل  ابتسامته المحيرة الغامضة المميزة لطفل مشاكس يسكنه ويشده الى الماضي  بقوة ويابى ان يغادر اعماقه, ولا ينفك يتمتم مع نفسه :

رعــى اللــه زمنـــا للطفولــة كـم كـان ممتعا

و آه مـن ســباق العمــر كـم كــان مســــرعا

و آه مــن الــم الفــراق كـم ســيبقى موجعــا

 

مال اللــه فرج

Malalah_faraj@yahoo.com

 










أربيل - عنكاوا

  • موقع القناة:
    www.ishtartv.com
  • البريد الألكتروني: web@ishtartv.com
  • لارسال مقالاتكم و ارائكم: article@ishtartv.com
  • لعرض صوركم: photo@ishtartv.com
  • هاتف الموقع: 009647516234401
  • رقم الموقع: 07517864154
  • رقم إدارة القناة: 07504155979
  • البريد الألكتروني للإدارة:
    info@ishtartv.com
  • البريد الألكتروني الخاص بالموقع:
    article@ishtartv.com
جميع الحقوق محفوظة لقناة عشتار الفضائية © 2007 - 2024
Developed by: Bilind Hirori
تم إنشاء هذه الصفحة في 0.5876 ثانية